ما هي تاريخ الإمبراطورية الروسية في أواخر القرن التاسع عشر ميلادي؟

اقرأ في هذا المقال


في عام 1855 ميلادي توفي القيصر “نيقولا الأول”، وقد ترك وراءه نظام ملكي وسياسي كان محل للجدل بين العلماء والفقهاء، فقد حدث حرب قبل وفاة القيصر “نيقولا الأول” بعام، والتي كانت حرباً تحالفية ضد الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الفرنسية والإمبراطورية البريطانية ومملكة سردينيا، والتي حصلت تلك الحرب في في شبه جزيرة القرم، وقد كان سبب تلك الحرب؛ هو أن محاربة جميع الإمبراطوريات السيطرة على دول العالم.

تاريخ الإمبراطورية الروسية في أواخر القرن التاسع عشر ميلادي:

خاضت الإمبراطورية الروسية حرباً شرسة ضد عدد من الإمبراطوريات القوية في القرن التاسع عشر ميلادي، وقد أطلق على تلك الحرب “حرب القرم”، وقد كانت القوة العسكرية الروسية قوة عظمى لا يمكن هزيمتها في أوروبا، فقد كانت معظم الدول الأوروبية تهابها، وذلك خاصةً بعد هزيمتها جيوش نابليون، إلا أن تحالف الدول الاوروبية العظمى كان أقوى بكثير من القوات العسكرية الروسية، وقد أوضحت حرب القرم مدى ضعف حكم القيصر “نيقولا الأول” وعلى مدى ضعف القوات البرية والبحرية العسكرية الروسية.

وفي عام 1855 ميلادي تولى القيصر “ألسكندر الثاني” الحكم في روسيا، وقد كان الشعب الروسي في تلك الفترة يسعى إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي بشكل كبير، وفي تلك الفترة ظهرت حركات إنسانية وقد أخذت تلك الحركات تنمو شئياً فشئياً، وقد كانت تلك الحركات تدعو إلى القضاء على الاسترقاق في روسيا، وقد كانت تلك الحركات مشابهة لحركات الولايات المتحدة الأمريكية والتي كانت تسمى”حركات إلغاء العبودية”، والتي نشبت تلك الحركات في أمريكا أثناء الحرب الأهلية الأمريكية والتي كانت في عام 1859 ميلادي.

وفي تلك الفترة كان أعداد كبيرة من العبيد في ظروف سيئة، وقد كانت حياتهم أصعب من حياة الفلاحين الذين كانوا يعيشون في أوروبا الغربية أثناء فترة القرن السادس عشر ميلادي، وبعد تلك الضغوطات والثورات التي حدثت في روسيا، قام  القيصر “ألسكندر الثاني” بإلغاء نظام العبودية قبل أن يتم إلغاؤه من قِبل الشعب والثورات، في عام 1861 ميلادي تم تحرير العبيد، وقد كانت عملية التحرير من أهم أحداث التاريخ الروسي في القرن التاسع عشر ميلادي، وقد اعتبرت تلك الفترة بداية لنهاية حكم الطبقة الأرستقراطية التي كانت محتكرة الحكم في الإمبراطورية الروسية.

وأدت عملية تحرير العبيد إلى إرسال العمالة الحرية للمدن للعمل فيها؛ ممّا أدى ذلك إلى زيادة النمو الصناعي في روسيا، بالإضافة إلى توسع الطبقة الوسطى في المجتمع الروسي والتي كان لها دور كبير في التأثير على المجتمع الروسي، إلا أن الحكومة لم تقوم بمنح الأراضي للعبيد التي كانا يعملون فيها، وكما قامت بفرض الضرائب على الفلاحين ضرائب خاصة للحكومة، إلا أن الفلاحين كانوا يعيشون في حالة فقر، فلم يكونوا يستطيعون دفع الضرائب للحكومة والمالكين، فكان حينها يتم بيع أراضيهم للمالكين بدل الضرائب.

وقد كانت معظم أراضي الفلاحين تحت سلطة “المير” أي مجتمع القرية والذي كان يقوم بتوزيع الأراضي بين الفلاحين، حيث كانت الأراضي ملكية مشتركة بين سكان القرية كبارها وصغارها، وعلى الرغم من إنهاء نظام العبودية في روسيا، إلا أن الشروط التي تم وضعها أثناء عملية إنهاء العبودية العبودية لم تناسب الفلاحين، وبسبب ذلك بقيت العمليات الثورية قائمة في روسيا، على الرغم من الملك “ألسكندر الثاني” كانت نواياه طيبه، إلا أن كل ذلك لم يعمل على إيقاف ثورة الفلاحين الروس.

وفي عام 1881 ميلادي، تم إغتيال القيصر “ألسكندر الثاني” على يد مجموعة أرهابية”، فقام حينها أبنه القيصر “ألسكندر الثالث” بتولي الحكم من بعد أبيه، فكان السكندر الثالث يعتقد بأنه يستطيع إخراج الإمبراطورية الروسية من حالة الفوضى والخراب التي أخلفته أوروبا الغربية فيها، فقام القيصر السكندر الثالث بعقد اتحاداً مع الجمهورية الفرنسية؛ وذلك من أجل القضاء على القوة المتزايدة لألمانيا في العالم.

حيث أخذت ألمانيا في تلك الفترة تزداد قوتها وإقامة الكثير من المستعمرات، وخافت كلاً من روسيا وفرنسا من سيطرة ألمانيا على جميع مستعمراتها والقضاء عليها، فقد كانت في تلك الفترة تفرض سيطرتها على جميع أراضي آسيا الوسطى، كما قامت بانتزاع معاملات تجارية مع دولة الصين، وقد كان المستشار القانوني والسياسي للقيصر “ألسكندر الثالث” كبير النفوذ، حيث قام بتدريس تلاميذه الخوف من حرية التعبير، وكما كرههم بالديمقراطية والدستور والنظام البرلماني، والذي كان لأسلوبه دور كبير في قمع الثورات.


شارك المقالة: