حرب الاستقلال الأيرلندية: هي حرب عصابات حصلت في أيرلندا بين الجيش الجمهوري الأيرلندي والقوات البريطانية، والتي كانت تتكون من “الجيش البريطاني والجيش الايرلندي” والجماعات شبه المسلحة، وقد حصلت الحرب في عام 1919 ميلادي واستمرت لمدة ثلاثة أعوام، وقد نتج عن تلك الصراعات أثناء فترة الثورة الأيرلندية حتة أصبحت صراعات مسلحة.
حرب الاستقلال الأيرلندية:
في بداية القرن التاسع عشر ميلادي طالب الوطنيون الأيرلنديون بالحكم الذاتي وكما طالبوا بدولة مستقلة عن المملكة المتحدة، فقامت عدة أحزاب أيرلندية بدعم تلك المطالب، فوافقت بريطانيا حينها على منح أيرلندا الحكم الذاتي في عام 1912 ميلادي؛ ممّا أدى ذلك إلى أزمة في المملكة المتحدة، وبعد تنفيذ بريطانيا طلب أيرلندا بالحكم الذاتي، وقام البرلمان البريطاني بإصدار مرسوم من أجل تقسيم أيرلندا، إلا أن ذلك القرار لم يتم تنفيذه بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى، فشارك الوطنيين الحرب إلى جانب بريطانيا، كما رفض الكثير من المتطوعين الأيرلنديين مشاركة ايرلندا في الحرب.
وفي عام 1916 ميلادي قام الجمهوريين الإيرلنديين بإشعال ثورة عيد الفصح ضد الحكم البريطاني وقاموا بإعلان جمهورية أيرلندا، إلا أن تلك الإنتفاضة تم القضاء عليها خلال أسبوع من قيامها، فعمل الرد البريطاني إلى تعظيم الدعم الشعبي المطالب باستقلال أيرلندا، وفي عام 1918 ميلادي قامت أيرلندا بإجراء إنتخابات وفاز حزب “شين فين” وقد حقق انتصاراً ساحقاً، فقام الحزب بتشكيل حكومة انفصالية وتم أعلان استقلال أيرلندا في عام 1919 ميلادي، وفي ذلك اليوم قام متطوعين من الجيش الأيرلندي بقتل عنصرين من الشرطة الأيرلندية الملكية.
ففي عام 1919 ميلادي، كانت معظم نشاطات الجيش الأيرلندي الاستيلاء على السلاح والعمل على تحرير السجناء الأيرلنديين، بينما كانت مساعي “مجلس العموم الأيرلندي” الحصول على استقلال أيرلندا، وقامت الحكومة البريطانية بحظر مجلس العموم الأيرلندي وحزب شين فين؛ ممّا أدى ذلك إلى تصاعد تصاعد النزاع والصراعات، فقام حينها الجيش الجمهوري الأيرلندي بنصب الكنائن للشرطة الملكية الأيرلندية والجيش البريطاني، وقاموا بمهاجمة ثكناتهم العسكرية وأجبروا الجيش على الاستسلام وترك ثكناتهم.
وقامت الحكومة البريطانية بمساندة قوات الشرطة الأيرلندية، فقامت بإرسال المتطوعين البريطانيين، والذين اشتهروا أولئك المتطوعين بعدم تنظيمهم وبحبهم لقتل المدنين، والتي كانت الحكومة البريطانية هي التي رخصت تلك الأعمال، وقد أطلق على ذلك الصراع اسم حرب “السود والسمر”، وقد كان من أهم قيام الصراع هو عندما رفض عمال السكك الحديدية الإيرلنديين نقل القوات العسكرية البريطانية ونقل الإمدادات العسكرية لهم.
وقام الجمهوريين بالهيمنة على معظم مجالس المقاطعات الأيرلندية؛ ممّا أدى إلى انهيار السلطة البريطانية في المناطق الجنوبية والغربية في أيرلندا، فقامت بريطانيا بإعلان سلطات الطوارئ والتي تمنح تلك السلطة للحكومة صلاحيات معينة في فترة الطوارئ، فاشتد الصراع بعد ذلك وحصلت عدة صراعات بين الجهتين ونتج عن تلك الصراعات الكثير من القتلى، وقامت الشرطة الأيرلندية الملكية بإطلاق النار على مجموعة من الجماهير كانوا يشاهدون كرة القدم، فقامت بريطانيا بإعلان القانون العرفي في جنوب أيرلندا، وقامت بريطانيا بإحراق مراكز مدينة كورك الايرلندية، وتم نشوب جديد من الصراعات والتي نتج عنها العديد من القتلى، كما قامت بريطانيا بحرق المدن الأيرلندية وقتل وسجن سكانها.
أما بالنسبة لمدينة “أولستر” الأيرلندية فقد كان الصراع فيها صراع طائفي، حيث قامت الأقلية الكاثوليكية بدعم الاستقلال الأيرلندي، أما البروتستانتية فقد كانت تساند الاتحادين والذين كانوا موالين للملكية، فقامت البروتستانت بتشكيل فرقة من الشرطة وشكلوا جماعات مسلحة وقاموا بمهاجمة الكاثوليكيين؛ من أجل الانتقام من الجيش الجمهوري الأيرلندي، ونشبت بعد ذلك حرب طائفية في أيرلندا، وفي عام 1921 ميلادي ووفقاً للقانون البريطاني تم تقسيم أيرلندا؛ ممّا أدى إلى خلق أيرلندا الشمالية.
وتم حينها توقيع هدنة من أجل إيقاف إطلاق النار من كلا الجهتين، وأطلق على المعهدة اسم “الأنجلو الأيرلندية”، وقد أدت تلك الهدنة إلى انتهاء الحكم البريطاني في أيرلندا، فقامت أيرلندا بعد ذلك بتشكيل حكومة مؤقتة، وفي عام 1922 ميلادي تم تأسيس دولة أيرلندا الحرة والتي كانت تتمتع بحكم ذاتي، أما أيرلندا الشمالية فقد بقيت تابعة للمملكة المتحدة.
وعلى الرغم من إيقاف إطلاق النار، إلا أن الصراعات ما زالت مستمرة بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية، فقام الجيش الجمهوري الأيرلندي بشن هجوم على أيرلندا الشمالية، إلا أن ذلك الهجوم كان قد فشل، وقد أدى عدم موافقة الجمهوريين على المعاهدة إلى إندلاع حرب أهلية في أيرلندا وقد استمرت تلك الحرب قرابة العام.