حرب لبنان 1982
حرب لبنان 1982: هي حرب دارت أحداثها على الأراضي اللبنانية بين مجموعة من القوات التابعة لإسرائيل وفلسطين وسوريا، وشاركت مصر في تلك الحرب، الأمر الذي أدى إلى قيام حرب أهلية في لبنان.
بداية حرب لبنان 1982
كانت بداية الحرب في عام 1982 ميلادي، وذلك عندما أعلنت إسرائيل شن هجوم عسكري على منظمة التحرير الفلسطينية الموجودة في لبنان، وذلك بعد محاولتهم اغتيال السفير الإسرائيلي الموجود في بريطانيا، تمكنت إسرائيل من احتلال جنوب لبنان، وذلك بعد قيام صراع بينهم وبين المنظمة الفلسطينية والجيش السوري وتمت عملية قصف لجنوب لبنان واخرجوا الفصائل الفلسطينية منها.
مع بداية عام 1969 ميلادي تم توقيع اتفاقية في القاهرة، من أجل تنظيم المنظمات الفلسطينية المسلحة الموجودة في جنوب لبنان، وتم إصدار قرار بشرعية وجود المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان، واعترفت لبنان بوجودهم العسكري والسياسي وحرية عملهم العسكري من أراضي لبنان، حاولت لبنان نزع السلاح منهم لكنهم لم يوافقوا، حيث تم اعتبار حمل السلاح مخالف للقانون اللبناني، إلا أنّ إسرائيل اعتبرت اتفاق القاهرة مخالفاً للمعاهدة الموقعة بينها وبين لبنان التي تم توقيعها عام 1949 ميلادي.
في عام 1970 ميلادي، قام الملك حسين طيب الله ثراه بإرسال الجيش الأردني، من أجل إيقاف وجود المنظمات الفلسطينية الموجودة في الأردن، وفي نفس الوقت كانت إسرائيل تخطط لإنهاء الوجود الفلسطيني، خلال تلك الفترة زادت أعمال العنف والتخريب والقتل، الأمر الذي أدى إلى جعل مدينة عمان مكاناً لإقامة الصحفيين، بدأت الصراعات تزداد بين المنظمات الفلسطينية والجيش الأردني.
في عام 1969 ميلادي حصل صراع بين المسلحين الفلسطينيين والقوات اللبنانية وتم الاعتراف بالموافقة على تملك الفلسطينيين السلاح في أراضي لبنان، بدأت المظاهرات بعد ذلك في لبنان ومن أشهرها مظاهرة الصيادين في مدينة صيدا والتي تم من خلالها قتل الزعيم معروف سعد، في عام 1975 ميلادي بدأت الحرب، ذلك عندما حاول مجموعة من المجهولون اغتيال رئيس حزب الكتائب، وتمكن النجاة من العملية.
أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية خطاباً إلى سوريا موافقة تدخلها في لبنان، وقام البيت الأبيض بإصدار مرسوماً ينص على أنّ لا بد بأنّ يكون دور لسوريا في الصراعات في لبنان؛ وذلك بسبب الطبيعة الجغرافية لها وقربها من لبنان.
كما تم إصدار نص بدور الولايات المتحدة الأمريكية في لبنان وأنّ دورها ينم على إخماد الصراع في لبنان وأنّها قامت بإرسال القوات السورية لفك الصراعات الداخلية وسحب الأسلحة من القوات المتصارعة، وأنّ مشاركتها ليس له دخل بإسرائيل والتي كان لها دور المراقب في الحرب فقط، وأعلنت سوريا بأنّ دخولها لبنان لحمايتها من الانقسام والصراعات الأهلية القائمة.
وضعت إسرائيل في شهر أذار من عام 1978 ميلادي قواتها العسكرية على مسافة عشرة كيلو متر؛ وذلك من أجل حماية مناطقها الشمالية من الهجمات الفلسطينية، الأمر الذي أغضب مجلس الأمن وقام بإصدار قرار ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، لكنها لم تأخذ بالقرار وخاصة بعد عدم وجود ضغوطات من الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية.
تمت عملية تقسيم لبنان إلى مناطق نفوذ عسكرية موزعة بين والميليشيات اللبنانية وسوريا وإسرائيل وفلسطين في بداية عام 1980 ميلادي، وفي ظل كل تلك الصراعات كانت إسرائيل هي المسيطرة على الموقف، وكان المنظمات الفلسطينية تتدخل في شؤون الشعب اللبناني، الأمر الذي أزعجهم كثيراً، أمّا بالنسبة لسوريا فقامت بالاستعانة في الاتحاد السوفييتي وفرنسا، للوقوف إلى جانبها في الصراعات القائمة.
خلال تلك الفترة قامت القوات الإسرائيلية يضرب جنوب لبنان بقوة وقصفت ودمرت عدة مدن فيها، الأمر الذي دفع مجلس الأمن الدولي مطالبتها بوقف القصف، وتم بعد ذلك عقد هدنة بين الولايات المتحدة الأمريكية والميليشيات الفلسطينية ولكن إسرائيل قامت بنقض الهدنة.
في عام 1982 ميلادي أصبح الوضع في لبنان بداية لحرب أهلية والتي كان بدايتها في عام 1975 ميلادي، وتم عقد اتفاقية لوقف إطلاق نار بين إسرائيل وقوات التحرير الفلسطينية، إلا أنّ إسرائيل كانت متخوفة من وجود القوات الفلسطينية في جنوب لبنان وقالت بأنّ ذلك يؤثر على المناطق الشمالية الخاصة بها، والتي تم بالفعل قصفها من قِبل القوات الفلسطينية، ومع استمرار تلك الصراعات تم الطلب من القوات اليهودية الخروج من أراضي لبنان التي ليس لها ذنب بوجود قوات المنضمات الفلسطينية في أراضيها، ليتم بالفعل خروجهم وإيقاف الحرب تلك الفترة.