ما هي دولة المجر العثمانية؟

اقرأ في هذا المقال


دولة المجر العثمانية: هي أراضي تابعة لدولة المجر والتي تقع في جنوب ووسط المجر في فترة العصور الوسطى، والتي قامت بحكمها الإمبراطورية العثمانية منذ عام 1541 حتى عام 1699 ميلادي، حيث كان الحكم العثماني لدولة المجر في العصور الوسطى عبارة عن حكم مبعثر، حيث أنها كانت تحكم أجزاء معينة من الدولة.

دولة المجر العثمانية:

مع بداية القرن السادس عشر ميلادي زادت قوة الدولة العثمانية وزادت مساحة الأراضي التي كانت تسيطر عليها، وفي تلك الفترة زاد ضعف مملكة المجر بشكل كبير؛ وذلك بسبب الثورات التي كان يقوم فيها الفلاحين، كما قامت المعارضات المجرية بتقسيم طبقة النبلاء، وقام السلطان العثماني “سليمان القانوني” بالتحريض على الحرب ضد المجر وقام بافتعال الحرب، فقام حينها بشنّ الحرب على مملكة المجر والتي كانت المجر حينها تعاني من الضعف وكما لم يكن لديها الجيش الكبير مقارنة بالجيوش العثمانية، فجرت حينها حرب “موهاج” والتي تم في تلك الحرب هزيمة الجيوش المجرية.

وبعد بذلك أصبحت الإمبراطورية العثمانية ذات نفوذ كبير في مملكة المجر، وفي تلك الفترة سعى السلطان “سليمان القانوني” على سحق القوات العسكرية النمساوية، فحاول محاصرة مدينة فيينا النمساوية، إلا أنه فشل في ذلك؛ وذلك بسبب دخول فصل الشتاء ممّا أجبرهم ذلك على التراجع، وفي تلك الفترة كانت لقب ملك المجر  موضع نزاع بين ملوكها، وقد حل ذلك النزاع عندما قام العثمانيين بالاستيلاء على مقاطعة “بودا” المجرية، حيث أصبحت المناطق الغربية والشمالية في المجر تابعة لحكم عائلة “آل هابسبورغ”.

أما المناطق الوسطى والجنوبية فقد أصبحت تابعة للحكم العثماني والتي كان يطلق عليها اسم مملكة المجر الشرقية، وقد كان الجنود العثمانيين الذين كانوا يقومون بحماية القلاع العثمانية معظمهم من الأرثوذكسيين ومن مسلمي البلقان السلاف، وكما تم وضع مجموعة منهم من أجل سلب الاراضي المجرية، وفي تلك الفترة بدأت الأراضي المجرية بالتغير؛ بسبب الحكم العثماني لها، حيث تحولت الأراضي الزراعية فيها إلى غابات غير مسكونة وغير قابلة للزراعة، كما أصبحت السهول المجرية عبارة عن مستنقعات.

حيث كانت حياة السكان في الجانب العثماني غير آمنة، فقام الفلاحيين بالهرب إلى الغابات والمستنقعات؛ وذلك من أجل تشكيل مجموعات للثوار، وبذلك أصبحت مملكة المجر عبارة عن استنزافاً للإمبراطورية العثمانية، حيث دفعت الإمبراطورية العثمانية الكثير من أموالها؛ من أجل إصلاح الطرق والحصون الحدودية وبالجانب الآخر ازدهر الاقتصاد في المناطق الضخمة الغير مأهولة بالسكان، حيث قامت القرى المجرية بتربية المواشي في المناطق التي تحدها مع جنوب ألمانيا وشمال إيطاليا، كما بدأت المجر بالمتاجرة بالنبيذ عبر الأراضي التشيكية وبولندا والنمسا.

وفي عام 1683 ميلادي تم هزيمة القوات العسكرية العثمانية أثناء حصارها لمدينة فيينا على يد القوات العسكرية المشتركة بين بولندا والإمبراطورية الرومانية المقدسة، وقد كانت تلك الهزيمة دور كبير في ترجيع القوى العظمى في ذلك الوقت، وفي عام 1699 ميلادي تم إنهاء الحرب التركية وذلك بموجب معاهدة “كارلوفجة”.

وقام العثمانيون بالتنازل لعائلة “آل هابسبورغ” عن معظم الأراضي التي قاموا بالاستيلاء عليها في مملكة المجر خلال فترة العصور الوسطى، فقام عائلة “آل هابسبورغ” بعد تلك المعاهدة بإدارة مملكة هابسبورغ الهنغارية والتي توسعت بعهدهم بشكل كبير والتي أصبح يطلق عليها اسم “المجر الملكية”.

وخلال فترة احتلال الإمبراطورية العثمانية للمجر قامت بوضع جيوش بعدد كبير فيها، فقد كانت الجيوش العثمانية تتمركز في المناطق المركزية، أما باقي المناطق المجرية فلم يتم وضع أعداد كبيرة من الجيوش العثمانية، تم تقسم الأراضي المجرية إلى عدة مقاطعات وقد كانت رتبة أعلى مسؤول يحكمها هي رتبة “باشا”، فقد كانت هناك الكثير من المقاطعات المجرية التي كانت تابعة للحكم العثماني والذين قاموا أيضاً بدورهم بتقسيمها إلى عدة ولايات صغيرة.

كما قاموا بالاستفادة من خيراتها، حيث أصبح الحكام العثمانيين يملكون معظم أراضي مملكة المجر وتم تقسيم باقي أراضيها بين الجنود وموظفي الدولة العثمانية، وقام مُلّاك الأراضي المجرية بالاهتمام فيها وسعوا بالحصول على أكبر قدر من الثروات خلال فترة حكمها للمجر، كما قامت الدولة العثمانية تعتمد بشكل كبير في جمع الضرائب.

وقام الكثير من النبلاء والمواطنين المجريين بالهجرة إلى مملكة هابسبورغ المجرية، فقد كان للحرب دور كبير في تهجير السكان الريف الذين فقدوا أراضيهم نتيجة تلك الحروب، على الرغم من ان الدولة العثمانية كانت تستخدم التسامح الديني في الدولة، حيث كانت تسمح لجميع سكانها بالاستقلالية.


شارك المقالة: