شعوب النورمان: هي شعوب نشأت في الشمال من فرنسا، وقد نتجت تلك الشعوب نتيجة الاتصال الذي حصل بين الفرنسيين مع الشعوب الجرمانية، وقد ظهرت الشعوب نتيجة الاستعمارات التي قامت بها فرنسا في الدنمارك والنرويج وآيسلندا، وقد بدأت شعوب النورمان في الظهور مع بداية القرن العاشر ميلادي وحَصلت على جميع الحقوق الشرعية الممنوحة للشعوب.
شعوب النورمان:
خلال فترة العصور الوسطى كان لشعوب النورمان تأثير كبير في أوروبا من الناحية السياسية والعسكرية والاجتماعية، عُرف النورمان في تلك الفترة بحبهم للقتال والذين كانوا يدافعون حينها عن الديانة الكاثوليكية والتي كانوا ملتزمين فيها كثيراً، وقد كان لهم لغتهم الخاصة بهم والتي اشتهروا فيها في ذلك الوقت والتي كان يطلق عليها اسم اللغة النورمندية الفرنسية وما تزال تلك اللغة يتم تداولها في بعض المناطق في أوروبا مثل جُزر القنال، وعندما تشكيل دوقية النورماندي في العصور الوسطى كانت تابعة للحكم الفرنسي.
عُرفت شعوب النورمان في ذلك الوقت بأّنها من أكثر الشعوب ثقافة، حيث اشتهروا بأعمالهم الهندسية والفنون والموسيقى المتميزة، كما اشتهروا أيضاً بأعمالهم الاستكشافية والقتالية والذين كانوا من أقوى القوات العسكرية، قامت شعوب النورمان في ذلك الوقت بغزو إيطاليا أثناء رحلاتهم الاستكشافية وقد قاموا بتأسيس مملكة صقلية، بالإضافة إلى غزواتهم التي قاموا بها إلى إنجلترا، وقد تمكنوا من خلال تلك الغزوات من استرجاع شبه الجزيرة الإيبيرية، وقد أدت تلك الانتصارات إلى تحقيق النورمانديين السيطرة العسكرية والثقافية في أوروبا.
قامت شعوب النورمان بعد تلك الغزوات والانتصارات بتأسيس عدّة ممالك لهم في قارة أوروبا والشرق الأوسط، حيث قاموا بتأسيس مملكة أنطاكية و عدّة ممالك في فرنسا وإيرلندا وبريطانيا، وقد بقي تأثير الثقافة واللغة النورماندية في العديد من الدول الأوروبية إلى وقتنا الحالي.
أصول شعوب النورمان:
يعود أصل شعوب النورمان إلى شبه جزيرة اسكندنافيا والتي تضم كلاً من السويد والدنمارك والنرويج، ومع بداية القرن العاشر ميلادي قامت الدنمارك بغزو إنجلترا وبدأ السويديون في تلك الفترة بالعمليات التجارية والذين أخذوا حينها في الانخراط مع الشعوب الأوروبية وخاصة مع روسيا، أمّا النرويج فقد كانت تقوم بعمليات الاستكشاف في المحيطات حتى تمكنوا من الوصول إلى آيسلندا، وقد كان النورمان الدنماركيين يشتهرون بعمليات الغزو والقتال العسكرية، بالإضافة إلى عمليات السرقة والنهب التي كانوا يقومون فيها مع بداية القرن التاسع.
قامت شعوب النورمان مع بداية القرن التاسع ميلادي بغزو غرب فرنسا فقام ملك فرنسا “الملك شارل الثالث” يمنحهم جزاءً من الأراضي الفرنسية ليستقروا فيها، فقاموا بتأسيس دوقية خاصة بهم في تلك الأراضي، وقاموا بعد تأسيسهم لدوقيتهم بالتحالف مع فرنسا وأصبحوا يعملون في الزراعة وقاموا باعتناق المسيحية، فأصبحت شعوب النورمان بعد ذلك الاندماج في فرنسا تعتبر من الشعوب الفرنسية ولا يمكننا التمييز بينهم وبين الشعوب الفرنسية، وقد أصبحوا النورمان من الطبقة الحاكمة الأرستقراطية في إنجلترا.
منذ بداية التاريخ كان النورمان مع تواصل مع إنجلترا، فقام النورمان الدنماركيين بالسيطرة على الممالك الإنجليزية، فقام الدوق نورماندي بتزويج ابنته من الملك الإنجليزي والذي تم حينها من قِبل الدنمارك وقام بالذهاب إلى دوقية النورماندي وقد تم حينها نشر الثقافة واللغة النورماندية في إنجلترا، في تلك الفترة حَدث صراع بين شعوب النورمان والسكسونيون، وقد تمكن حينها النورمان من أنّ يصبحوا من الطبقة الحاكمة وأصبحوا من طبقة النبلاء الذين كانوا يملكون الكثير من الأراضي في إنجلترا، فأصبحت إنجلترا حينها مختلطة بالثقافة واللغة النورماندية.
بدأت شعوب النورمان بعد ذلك الحكم في السيطرة على إنجلترا والتي أصبحت تحت سيطرتهم، في تلك الفترة أصبح النورمان يسيطرون على فرنسا وإنجلترا، وقد كان النورمان يطلقون على أنفسهم اسم الأنجلو نورمان؛ وذلك بسبب تميزهم في فرنسا، وقد اختفى تأثير شعوب النورمان في فرنسا مع بداية حرب المائة عام؛ ممّا أدى ذلك إلى إعلان النورمان بأنّهم شعوب إنجليزية والذين أخذوا في الانخراط في إنجلترا، وقد أصبحت إنجلترا مدموجة باللغة الإنجليزية والنورماندية.
أخذت شعوب النورمان بالدخول بعد ذلك إلى اسكتلندا وجَرى حينها صراع بين النورمان وبعض القبائل في اسكتلندا، فبدأ النورمان ينتشرون بشكل كبير في اسكتلندا وقاموا ببناء القلاع والقصور، فأصبحوا من الأسرة المالكة في اسكتلندا، وقد تأثرت اسكتلندا بالثقافة واللغة النورماندية، كما تمّ تطبيق النظام الإقطاعي النورماندي في الأراضي الاسكتلندية.