ما هو عصر الحرية السويدي؟

اقرأ في هذا المقال


عصر الحرية السويدي: هو فترة من فترة تاريخ السويد والذي بدأ في القرن الثامن عشر ميلادي، كانت السويد تعاني في تلك الفترة من النظام المستبد في حكمها وعدم استخدامها للديمقراطية في الحكم، على الرغم من أنّ الفلاحين فيها كانوا من أعضاء البرلمان السويدي وكانوا يقومون بدفع الضرائب للدولة في حين أنّ عامة الشعب لم يجبروا على دفع الضرائب لخزينة الدولة، فبدأ في ذلك الوقت المطالبة بالحريات المدنية من قِبل الشعب السويدي وطالبوا بالحماية والعدل.

عصر الحرية السويدي:

في عام 1679 ميلادي قام الملك “كارل الثاني عشر” بتولي الحكم بعد والده بعد بلوغه الرشد، كانت الحكومة المؤقتة السويدية هي التي تقوم بحكم السويد بعد والده لفترة محدودة، وقد كانت السويد في تلك الفترة تقوم بالتوسع في أراضيها وأصبحت من الدول العظمى وذلك على حساب كلاً من الإمبراطورية الروسية والدنمارك.

قامت السويد بعد ذلك بالتحالف مع الولاية الألمانية “ساكسونيا”  وقامت بالاتفاق معها على تقسيم السويد وذلك بعد الانتصارات التي تمكنت من تحقيقها السويد مع بداية تأسيسها؛ ممّا دفعها ذلك إلى تخفيض أعداد القوات العسكرية لديها وخاصة مع حالة الاستقرار التي بدأت تعيش فيها، إلا أنّ السويد بدأت بعد ذلك تتعرض للهجمات وأصبحت بعض الدول الأوروبية تكن لها العداوة، وبدأت السويد تتعرض للعديد من الهجمات العسكرية؛ ممّا دفعها ذلك إلى عقد السلام مع بروسيا والدنمارك وبريطانيا وألمانيا.

خلال تلك المعاهدة حصلت كلاً من بروسيا وروسيا وألمانيا على عدة مناطق في السويد، كما استعادت السويد بعض المناطق الخاصة فيها والتي كانت تحت الحكم الدنماركي، كما قامت السويد بدفع الأموال للدول التي قامت بالتنازل لها عن أراضيها، بالإضافة إلى تلقي السويد الأموال كتعويضات لها عن خسارة أراضيها.

مع بداية عام 1720 ميلادي توفي ملك السويد الملك “كارل الثاني عشر” وقام أخيه بتولي الحكم من بعده، في تلك الفترة كانت السويد تعاني من اختلاف الطبقات والتي كانت من طبقة النبلاء ورجال الكنيسة والطبقة البرجوازية أو المتوسطة طبقة الفلاحين والفقراء، لقد كان بينهم منازعات كبيرة، والذي زاد الأمر سواءً هو قيام طبقة النبلاء بالاستيلاء على أملاك الدولة، فلم تتمكن السويد في ذلك الوقت إلا بموافقة تلك الطبقات والتي سوف توافق كل طبقة حسب مصلحتها الشخصية، وقد كانت طبقة رجال الدين والنبلاء تتمتع بمناصب مهمة في السويد.

بدأت السويد تعاني من الضعف فقررت بأنّه لا بد لها من البحث عن حليف، فقررت التحالف مع فرنسا، كانت تتمتع فرنسا بموقع قوي في أوروبا، وبذلك التحالف سوف تضمن السويد انتقال مكانتها إلى الأفضل في أوروبا، رأى السياسيين السويديين بأنّ ازدهار السويد على  حساب مكانتها وقوتها سوف يكون امراً ضاراً بها في المستقبل وأنّ فرنسا سوف تقوم بالاستيلاء والسيطرة عليها، قامت فرنسا بالترحيب بفكرة السويد وضمنت لها الصعود والعودة كدولة عظمى في المنطقة، فتم تشكيل حزب تحالف بين فرنسا والسويد أطلق عليه “حزب القبعات”.

بدأت فرنسا والسويد من خلال تشكيل ذلك الحزب بعدة هجمات وحروب غير مدروسة، بدأت بإعلان الحرب على روسيا وعلى فنلندا، في تلك الفترة لم تتمكن السويد في الاستمرار في مهاجمة روسيا؛ ممّا اضطرها إلى طلب هدنة السلام مع روسيا وذلك بمساعدة فرنسا، واستطاعت روسيا بعد الهدنة من الاستيلاء على فنلندا وأخذها من أيدي السويديين، رأت السويد بأنّ حزب القبعات يقود السويد إلى التهلكة ورأت فيه حزب يتعامل بفوضوية ودون دراسة للأمور والذين كانوا يروا أنفسهم عبارة عن حزب عسكري محنك.

قامت السويد بعد ذلك بعقد المفاوضات مع الإمبراطورية الروسية والتي قامت بالطلب منها الحصول على جزء من أراضي فنلندا وقامت بوضع الشروط، وافقت الإمبراطورية الروسية على شروط السويد وقامت بالتنازل لها عن معظم أراضي فنلندا والتي لم يبقى بحوزتها إلا القليل.

يعتبر النظام الذي كان سائداً في السويد ليس من الأنظمة الملكية والذي يمكن الاعتراف فيه، فلم يكن للملك الكلمة والدور الكبير في إصدار القوانين والقرارات في الدولة، كما لم يكن يسمح له بتعيين الأمراء خلال فترة حكمه إلا بالرجوع إلى المجلس التشريعي في الدولة، فقد اعتبرت مكانة الملك عبارة عن مركز تشريفي لا أكثر، كما بدأت الحكومة السويدية خلال تلك الفترة بقطع علاقتها مع فرنسا والاتجاه إلى تقوية علاقاتها مع بريطانيا؛ وذلك من أجل تحسين الحكم والنظام الديمقراطي فيها.


شارك المقالة: