عملية أورانوس:
عملية أورانوس: هي أحد العمليات الاستراتيجية التي تمت في الحرب العالمية الثانية، وتعتبر تلك العملية أحد عمليات التي تمت في حرب ستالينغراد، وتم من خلال تلك العملية محاصرة الجيش الألماني السادس وبعض الكتائب العسكرية الرومانية التي كانت مشاركة في الحرب، وقامت تلك العملية في فصل الشتاء والذي كان له دور كبير في تعرقل دور الجيش الألماني في الحرب.
بداية عملية أورانوس:
في بداية عام 1942 ميلادي قام هتلر بإرسال الجيش الألماني للاستيلاء على المدن في الاتحاد السوفيتي، وتمكن الجيش الألماني من الاستيلاء على بعض المدن السوفيتية، ومن ثم قام هتلر بتقسيم الجنود إلى عدة فرق، وقام بإرسالهم إلى الجمهورية الروسية السوفيتية الاتحادية؛ وذلك من أجل الاستيلاء على مدينة ستالينغراد الروسية والسيطرة على حقول البترول الموجودة في منطقة القوقاز، تمكن الجيش السادس الألماني من السيطرة على المدينة، ومن ثم بدأت القوات العسكرية بالتحرك إلى باقي المدن.
كان الجيش السادس الألماني من أقوى الجيوش الألمانية والتي كان لها دور كبير في الحرب العالمية الثانية، وتمكن بسرعة كبيرة السيطرة على مدينة ستالينغراد بسرعة كبيرة، في ذلك الوقت قامت القوات العسكرية السوفيتية بالتجهيز لمحاصرة الجيش الألماني السادس داخل المدينة ومنع من الدخول والخروج والمنع من وصول الإمدادات العسكرية والغذائية لهم، وكما قام السوفيت بإرسال الكتائب العسكرية إلى المناطق الجنوبية لمهاجمة الجيش الألماني والذي كان موجود فيها والعمل على إضعافهم.
كان الهدف الرئيسي للاتحاد السوفيتي؛ هو إخراج الجيش الألماني من مدينة ستالينغراد، وكان هدف الاتحاد السوفيتي أيضاً القضاء على دول المحور والتي كانت تساند ألمانيا في هجومها، قام الجيش الأحمر بالتحرك لمهاجمة الجيش الألماني ولكنهم لم يتمكنوا من الدخول في اشتباك معهم، فتوقع الألمان بأنّ السوفيت غير قادرين على مواجهة الجيش الألماني، وبقي الجيش الألماني في مكانه دون بدئه الهجوم.
في ذلك الوقت قامت الدول المساندة لألمانيا في تلك الحرب بإرسال قواتها العسكرية للمشاركة في الحرب، حيث قامت رومانيا بإرسال اثنين من أكبر الفرق العسكرية لديها، كما قامت المجر وإيطاليا بإرسال أكبر وأقوى قواتها العسكرية إلى تلك الحرب، وكان دور تلك القوات المشاركة إلى جانب ألمانيا النازية العمل على حمايتها من الخلف لأي اعتداء سوفيتي، وكانوا يملكون أعداد كبيرة من الأسلحة والدبابات ولكنهم لم يكونوا يملكون التنظيم، وقام هتلر بالتعبير عن فرحة لانضمام دول المحور إلى جانبه في الحرب.
على الرغم من القوات العسكرية التي أرسلتها دول المحور للوقوف إلى جانب ألمانيا، فكانت جيوش تتصف بالتعب وعدم التنظيم وعدم المقدرة مع بعضها البعض وخاصة أنها كانت مشاركة في الحرب العالمية الأولى والثانية وقد أصابها التعب، ولم يكن الجيش الألماني في حال أفضل، فقد كان يعاني أيضاً من التعب؛ وذلك بسبب الصراعات التي خاضها ضد الجيش الأحمر، وأدى إلى قتل أعداد كبيرة منهم، الأمر الذي دفع ألمانيا النازية إلى إرسال قوات عسكرية جديدة للوقوف إلى جانب قواتهم العسكرية.
في ذلك الوقت كان الجيش الأحمر يخطط لمواجهة الجيش الروماني، ولكنه واجه صعوبة من التقدم؛ وذلك بسبب وجود المعدات الثقيلة والتي كان لها أثر كبير في سرعة عملية التحرك، وقام السوفييت بالعمل على قطع الاتصال بين الجيوش الألمانية والرومانية وباقي الجيوش المساندة لألمانيا، كما قاموا بنشر الشائعات الكاذبة والتي كانوا يسعوا فيها الوصول إلى ألمانيا والتي كان منها عدم نيتهم الهجوم على الجيش الألماني وأنّ ليس لديهم القوة العسكرية الكافية للتصدي للقوات العسكرية الألمانية.
كان هتلر أذكى من أنّ يصدق الأكاذيب السوفيتية، وقام بإرسال جنوده للهجوم على مدينة ستالينغراد، وكان لذلك الهجوم أثر كبير على الجيش السوفيتي الذي لم يكن مستعداً لذلك الهجوم، وقام السوفييت بالطلب بتأجيل عملية الهجوم وخاصة في فترة دخول فصل الشتاء، ولم يكن جميع الجنود يملكون الملابس الشتوية، وكانوا متخوفون من وضع الجيش الأحمر وصراعهم مع دول المحور والذين كانت أخبارهم مقطوعة عن الاتحاد السوفيتي، وتم اتخاذ في النهاية بتنفيذ الهجوم، على الرغم من سوء الأوضاع.
بدأ الصراع مرةً أخرى بين قوات المحور وبين السوفييت، ولم تتمكن ألمانيا من كسر الحصار السوفيتي على الجيش السادس الألماني المحاصر في مدينة ستالينغراد، ونتج عن تلك الحرب خسائر الكثير من الأرواح لدى دول المحور، والذين كانوا يسعون إلى إنهاء الحرب، وكان الجيش السوفيتي يعاني أيضاً من الجوع والأمراض والبرد؛ وذلك لامتداد فترة الحرب لفترة طويلة.