معركة ستالينغراد:
معركة ستالينغراد: هي إحدى حروب الحرب العالمية الثانية والتي كانت على أراضي مدينة ستالينغراد الروسية، وكانت بداية الحرب عندما ألمانيا بشن الحرب على الاتحاد السوفيتي، وقامت ألمانيا ببدء الحرب عن طريق الغارات الجوية على الاتحاد السوفيتي ومن ثم قامت بالغزوات البرية، ولم تتمكن ألمانيا من تحقيق النجاح الذي كانت تطمح إليه وذلك الغزوات البرية كانت بين المدن وشوارعها الكثيرة.
بداية معركة ستالينغراد:
قامت دول المحور في عام 1942 ميلادي بتنفيذ عملية بارباروسا، والتي كانت تهدف من خلالها القضاء الاتحاد السوفيتي، لكن تلك العملية لم تنجح والتي كانت تجري إلى صالح ألمانيا النازية والتي كانت في تلك الفترة تحقق نجاحات كبيرة في معاركها، فكانت ألمانيا تنوي السيطرة على الجيش الأحمر الذي كان يعاني من الضعف في تلك الفترة ومن ثم السيطرة على الاتحاد السوفيتي التي كانت تنوي الولايات المتحدة الأمريكية السيطرة عليه،؛ وذلك بسبب وجود البترول في منطقة القوقاز.
كان الاتحاد السوفيتي في تلك الفترة يعاني من قلة وجود الموارد فيه، كما عانى من قلة الجنود، فقام بالطلب من الشعب السوفيتي القيام بالتجنيد والمشاركة بالحرب ضد ألمانيا النازية، على الرغم من معرفته من عدم وجود القدرة الكافية لديه ليتمكن من الوقوف ضدها، كما كانت القوات السوفيتية المجندة جديداً القوة التدريبية الكافية والتنظيم ليتمكن من التصدي للهجوم الألماني والذي كان يتصف بالتنظيم والقوة ووجود الأسلحة الكثيرة والحديثة.
قامت ألمانيا النازية بإرسال جنودها للعبور عبر الأراضي الروسية إلى منطقة القوقاز؛ وذلك من أجل السيطرة على حقول البترول فيها، وقامت رومانيا بإرسال جنودها لمشاركة ألمانيا في تلك الحرب، قام القائد هتلر بإصدار الأوامر بتقسيم الجنود الألمان إلى عدة مجموعات وأن يقوموا بالسير حتى يتمكنوا من الوصول إلى منطقة القوقاز، وتمكن الجيش الألماني من السير حتى وصل إلى جمهورية أوكرانيا الاشتراكية، وتمكنت من حصار جيش الاتحاد السوفيتي.
تمكن الجيش الألماني الجنوبي من الدخول إلى جنوب روسيا وجرت بينه وبين جيش الاتحاد السوفيتي صراعات وتمكن من هزيمته، في ذلك الوقت قامت المجر وإيطاليا بالانضمام إلى ألمانيا النازية وقامت بشن الغارات على باقي المدن الروسية وتمكنت من تحقيق الانتصار، وخلال تلك الفترة تمكنت القوات العسكرية الألمانية من التقدم؛ ممّا أجبر القوات السوفيتية إلى التراجع، وعلى الرغم من التقدم الألماني في المدن الروسية، إلا أنّ عملية السير الألمانية كانت ضعيفة؛ وذلك بسبب كبر المعدات العسكرية الألمانية.
بدأت الأخبار تصل إلى الاتحاد السوفيتي بأنّ ألمانيا تنوي غزو ستالينغراد، فقام السوفيتي بتخزين الحبوب والحيوانات، كما قاموا بنقل عربات السكك الحديدية؛ وذلك من أجل حمايتها من التعرض للضرر أثر الهجوم الألماني، وكانت مدينة ستالينغراد في ذلك الوقت تعاني من نقص المواد الغذائية وقامت المصانع بالعمل على الرغم من ذلك بقيت المصانع تقوم بصناعة الأسلحة والدبابات، وتمكنت ألمانيا من السيطرة على أطول نهر في روسيا وكانت تقوم بنقل معداتها عن طريقة، ومنع الاتحاد السوفيتي من استخدامه.
بدأت ألمانيا بأكبر عمليات قصف جوي للمدينة، وكان لتلك الهجمات أثر كبير في شل الحركة العملية في المدينة، وكان العمال الذين يعملون في المصانع ينهون أعمالهم في الليل ويقومون في الصباح للقتال ضد الجيش الألماني، طلبت ألمانيا من سكان مدينة ستالينغراد بالخروج من المدينة، لكن السكان رفضوا الخروج وقرروا الوقوف إلى جانب جيش المدينة والدفاع عن مدينتهم ضد الهجوم الألماني، وقامت بقصف المدينة بشكل مكثف؛ ممّا أدى إلى قتل الكثير من السوفييت.
لم تتمكن طائرات الاتحاد السوفيتي التصدي للطائرات الألمانية، وتعرض السوفييت للخسائر الكثيرة بسبب الحرب، ولم تتمكن القوات السوفيتية من التصدي للهجوم الألماني؛ وذلك لأن تلك القوات كانت مجموعة من المتطوعين ولم يكن لهم الخبرة الكافية لخوض الحرب، قامت ألمانيا بعد ذلك بإرسال مجموعات عسكرية أخرى للدخول إلى مدينة ستالينغراد، الأمر الذي دفع السوفيت إلى الشعور بالضعف وعدم معرفتهم على قرار الاستمرار في الحرب أو الانسحاب منها، لكن السوفييت قرروا الدفاع عن المدينة.
ومع اشتداد الصراع بين السوفييت والكتائب الألمانية، تم هزيمة السوفييت ولم يتمكنوا من الاستمرار من الدفاع عن المدينة؛ ممّا دفعهم ذلك إلى الانسحاب في الدفاع البري عن المدينة، في ذلك الوقت كان الهجوم الجوي الألماني على مدينة ستالينغراد قوياً؛ ممّا أدى ذلك إلى إعاقة تحركات قوات الاتحاد السوفيتي، عادوا مرةً أخرى للدفاع عن المدينة وقاموا بنشر القوات السوفيتية على حدود المدينة، وكما قاموا بنشر المتطوعين حول المصانع والبيوت؛ وذلك من أجل منع الألمان الدخول إليها.
قامت ألمانيا باعتماد تكتيك جديد في الهجوم على مدينة ستالينغراد والتصدي للسوفييت، فقد كان معظم جنودها من المهندسين، وقام السوفيت بالتخطيط من جعل جنودهم قريبة من الجنود الألمان؛ ممّا دفعهم إلى القتال بشكل فردي والمجازفة في حال تعرضهم للقتل، ولم يكن بمقدرتهم الحصول على الدعم الجوي، وكان ذلك الأمر صعباً بالنسبة لهم، لكن لم يكن لديهم خيار آخر.
كان التخطيط والوضع الألماني واضحاً بالنسبة إلى الاتحاد السوفيتي؛ ممّا دفعهم إلى وضع خطط جديدة، فقاموا باستخدام المباني السكنية في مدينة ستالينغراد كحصن للجنود وتم نشر القوات العسكرية فيها وإعطائهم الأسلحة، فكان السوفيت قادرين على التنقل في الشوارع وبين البيوت يحملون القنابل، كما تم استخدام المجاري كمخبأ وموقع للقتال بين الألمان والسوفيت، وأصبحت المعركة بعد ذلك أكثر شدة وعنف، وتم استخدام المباني السكنية مكاناً للصراع بين الجنود.
قام الاتحاد السوفيتي بتعيين فرقة عسكرية للتمكن من الدفاع عن السكك الحديدية والقطارات، ومن ثم اشتد الصراع على سكة الحديد، وتمكن الألمان من هزيمة فرقة الاتحاد السوفيتي وقتل الكثير من جنودهم، وتمكن الألمان من السيطرة على القطارات والسكك الحديدية كما تعرص الكثير من الجنود الألمان للقتل في ذلك الصراع، ومن ثم انتقل الصراع بين الجنود الألمان والسوفييت إلى مصانع الحبوب والدبابات، وتمكنت ألمانيا من السيطرة على المصانع في المدينة.
في الجهة الأخرى من المدينة قام الاتحاد السوفيتي بوضع جنوده على أطراف المدينة والعمل على تشكيل حصن من الصعب اختراقه، حيث قاموا بنشر الدبابات والأسلاك الشائكة كما تم حفر الخنادق؛ وذلك من أجل تواصل الجنود مع السوفييت خارج المدينة والعمل على تزويدهم بالغذاء والأسلحة، قامت ألمانيا بعد ذلك بالعمل على نقل المدفعيات إلى داخل المدينة، على الرغم من ذلك لم تقوم ألمانيا بإرسال جنودها للدخول إلى المدينة واكتفت بعملية حصار المدينة.
استمرت الصراعات بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي وحدثت حرب الشتاء والتي تم هزيمة ألمانيا فيها، واستمرت الصراعات الجوية والبرية، وبدأ الجنود الألمان يعانون من قلة الطعام والجوع، وقامت ألمانيا بإرسال الطيارين إلى الجنود الألمان للعمل على إنقاذهم، ولم يتمكنوا من اختراق الجنود السوفييت؛ ممّا دفع القوات الألمانية إلى الانسحاب من المدن السوفيتية.
وكان ذلك الانتصار للاتحاد السوفيتي يعتبر ضربة قاسية لألمانيا، وقامت ألمانيا بإخراج مرضاها وجرحاها من أراضي الاتحاد السوفيتي. ترجح الأسباب إلى خسارة ألمانيا في حربها ضد الاتحاد السوفيتي؛ هو الأوضاع الجوية السيئة وبرودة الطقس، الذي منع الجنود الألمان من الاستمرار في عملية الهجوم.