ملكية هابسبورغ: هو مصطلح كان يستخدم قديماً لوصف الأراضي والمناطق التابعة لعائلة هابسبورغ الملكية وخاصةً الأراضي النمساوية، وقد كان زعيم عائلة هابسبورغ كان إمبراطوراً للإمبراطورية الرومانية المقدسة، وقد استمر حكم عائلة “آل هابسبورغ” في الإمبراطورية الرومانية المقدسة منذ عام 1438 حتى عام 1806 ميلادي، وقد بدأت ملكية هابسبورغ بالتكون عندما تولى الملك “رودولف الأول” ملكاً لألمانيا كما وضعه دوقاً للنمسا.
ملكية هابسبورغ:
في عام 1556 ميلادي قام الملك “كارلوس الخامس” بالتخلي عن عرشه؛ ممّا أدى ذلك إلى تقسيم الممتلكات الهابسبورغية بين الملك “كارلوس الخامس” وبين الملك “فرديناند الأول” وبين ملك إسبانيا “فيليب الثاني”، وبعد ذلك التقسيم انقرض الفرع الإسباني والذي كان مسيطراً على الأراضي المنخفظة الهبسبورغية وعلى الأراضي الإيطالية، وفي عام 1700 ميلادي تم تقسيم الفرع النمساوي والذي كان يحتوي على العرش الإمبراطوري ومملكة المجر وبوهيميا وبعض الأراضي التابعة لها، والتي بقيت تلك الأراضي متحدة مع بعضها البعض.
فبعد اتحاد مملكة المجر والنمسا تم حينها تكوين ملكية “هابسبورغ”، حيث تم توحيد الملكية دون وجود دستور موحد أو مؤسسات مشتركة خارج حكم هابسبورغ، حيث كانت ملكية هابسبورغ تتكون من أراضي داخل وخارج الإمبراطورية الرومانية المقدسة، والذي كان يوحد تلك الأراضي هو هوية الملك الذي يحكمها، ففي أوائل القرن الحديث كانت عائلة هابسبورغ مسيطرة على على أراضي الدول الأوروبية.
ومع بداية القرن التاسع عشر ميلادي بدأ الأمر بالتغير حيث أصبحت ملكية هابسبورغ تابعة لحكم الإمبراطورية النمساوية، إلا أن تلك الإمبراطورية تفككت بعد خسارتها في الحرب العالمية الأولى، كما يقول المؤرخون بأن ملكية هابسبورغ هي نفسها الملكية النمساوية والتي كانت تابعة للإمبراطورية الرومانية المقدسة.
وبدأ نشوء عائلة “هابسبورغ” من قلعة “هابسبورغ” والتي كانت موجودة في الاتحاد السويسري القديم، والتي تم بناؤها في العصور الوسطى، وقد قاموا بحكم النمسا في عام 1297 ميلادي، وذلك عندما كانت دوقية النمسا تابعة لمملكة ألمانيا والتي كانت موجودة في الإمبراطورية الرومانية المقدسة، فقام حينها الملك “رودولف الأول” والذي كان حينها ملكاً لألمانيا بإصدار الأمر إلى أولاده بحكم الأراضي التابعة لمملكة ألمانيا، فقام أولاده بحكم النمسا، فأصبحت النمسا حينها مملكة تابعة لعائلة “آل هابسبورغ”، فاصبحت حينها سلالة “هابسبورغ” تعرف باسم “آل النمسا“، فقد كانوا معظمهم من الأباطرة الرومانيين.
وفي تلك الفترة احتل الهابسبورغ يون مركز مميز في أوروبا، وذلك نتيجة السياسة المميزة التي كانوا يتبعونها، كما اتسعت الإمبراطورية الهابسبورغية في تلك الفترة بشكل كبير، حيث وبسبب كبر الإمبراطورية وبسبب تنقل الإمبراطور “كارلوس الخامس” بين إمارته وبشكل كبير، فقام بوضع وصيا ونواب للاهتمام بأمور الإمارات من بعده، كما قام بالاتفاق مع أخيه “فرديناند الأول” من خلال مجلس تشريعي بأن يصبح أخاه وصياً من بعده على الحكم، وخاضت مملكة المجر حرباً ضد الإمبراطورية العثمانية.
وقد أدت تلك الحرب إلى مقتل ملك المجر “لويس الثاني”، فتم حينها انتخاب “فرديناند الأول” ملكاً للمجر، بالإضافة إلى مملكة بوهيميا والتي حصل عليها المجريين في معركة “الجبل الأبيض” والتي خاضوها ضد الثوار المجريين، فقام الملك “فرديناند الأول” في عام 1627 ميلادي بإصدار دستور جديد، والذي كان هذا الدستور الجديد ينص على مبدأ الخلافة الموروثة في مملكة بوهيميا، كما تم في عام 1627 ميلادي عقد مجلس بيتسبيرغ التشريعي والذي تم من خلاله نشأة نظام الخلافة الوراثية في المجر.
كما قام الملك “ليوبولد الأول” في معركة موهاج بالإعلان عن احتلال معظم أراضي مملكة المجر والعمل على انتزاعها من الإمبراطورية العثمانية، وقام الملك “كارلوس الخامس” يقسم العائلة وذلك بعد تنازله عن الحكم في التاج الإمبراطوري والنمسا لصالح “فرديناند الأول” وذلك من خلال انتخابات الإمبراطورية والتي أجريت في عام 1531 ميلادي، كما قام الملك “كارلوس الخامس” بالتنازل عن الإمبراطورية الإسبانية لصالح أبنه الملك فيليب، ففي تلك الفترة انتهى الحكم الإسباني في الأراضي المنخفضة وفي مملكة البرتغال وإيطاليا.
كما تم تقسيم الفرع النمساوي والذي كان يضم النمسا ومملكة المجر مملكة بوهيميا بين أفراد عائلة هابسبورغ، وعلى الرغم من ذلك التقسيم إلا أنها بقيت تلك المناطق متحدة مع بعضها البعض، حيث تم حكم “دوقية توسكانا الكبرى” من قِبل إحدى العائلات الصغيرة في عائلة “آل هابسبورغ”، كما تم حكم دوفية ماريا من قِبل الإمبراطورة الفرنسية وزوجة نابليون الإمبراطورة “ماري لويز”، وهكذا تم تقسيم الدوقيات التي كانت خاضعة لحكم عائلة “آل هابسبورغ” بين عدد من أفراد هذه العائلة.