ما هي نظرية فسخ العلاقات عند كبار السن

اقرأ في هذا المقال


نظرية فسخ العلاقات: هي من النظريات المفسرة لمشكلات واحتياجات كبار السن لاكتشاف مفتاح الحياة الناجحة لكبار السن وتوضيح الوظائف المختلفة التي تقود لاشباع حاجاتهم.

نظرية فسخ العلاقات

نستطيع تفسير هذه النظرية من خلال ثلاثة فروض وهي:

الفرض الأول: ولو أن الأفراد يتخلفون إلا أن توقع الموت عام وتناقص القدرة أمر مرجح حدوثه وعلى ذلك سوف يحدث قطع متبادل للروابط بين شخص ما وآخرين في المجتمع.

الفرض الثاني: بسبب التفاعلات تخلق المعايير ويعاد تثبيتها، وتناقص القدرة أمر مرجح حدوثه وعلى ذلك يحدث قطع متبادل للمعايير الحاكمة للسلوك اليومي، وبناء عليه بمجرد أن يبدأ فسخ العلاقات يصبح عملية دائرية أو ذاتية الاستمرار.

الفرض الثالث: بسبب التخلي عن الأدوار الرئيسية، يؤدي ذلك إلى تخفيض نطاق الحياة الاجتماعية فهذا سوف يؤدي إلى أزمة وفقدان الروح المعنوية، إلا إذا أُقيمت أدوار مختلفة تكون ملائمة لحالة التحرر.

ترتبط هذه النظرية مع نظرية عدم الاشتراك والتي تعني أن كبار السن يعيشون أمجادهم القديمة ولا يسيرون نحو التطور الحديث في المجتمع، كما أنه ليس لدى الجيل الجديد ما يتيح له أن يعمل على جذب هؤلاء المسنين لهم، لعدم وجود الوقت الذي يسمح لهم بذلك.

كذلك فإنه نتيجة لفقدان المسنين أدوارهم ومراكزهم الاجتماعية فإنهم لا يبدون تعاطفاً مع جماعات المسنين الآخرين. وبالتالي تربط النظرية بين العلاقة الوظيفية والقدرة المتبقية للمسنين. وتعني هذه النظرية انسحاب المسنين من القوى العاملة في المجتمع وهو ما يقلل تفاعلهم مع الآخرين، وذلك من زوايا ثلاث أساسيه هي:

  • على المستوى المجتمعي: يفسح الدور للشباب.
  • على المستوى الفردي: يحدث التوازن بين المسن ودوره الجديد.
  • على المستوى البيولوجي: يستخدم الموارد العاطفية لاستقبال النهاية.

وتوضح عمليات فسخ العلاقات وعدم الانشغال بعض نماذج الشيخوخة ولكنها لا تكون نظرية عامة عن الشيخوخة.

نظرية المبادلة

والفرض الأساسي لهذه النظرية هو أن كل شخص يسعى في أي تفاعل لتعظيم العائد منه، بينما في نفس الوقت يستهدف في المقابل تحقيق الحد الأدنى من التكلفة بما في ذلك من احترام للذات والمكانة والمتغيرات النفسية الأخرى. وتفسر هذه النظرية الكِبَر في ضوء حقيقتين هما:

  • أن كمية موارد القوة التي يملكها المسن بالنسبة لشرائح العمر الأخرى ترتبط عكسياً مع درجة تحديث المجتمع.
  • ان امتلاك موارد القوة يتناقص بشدة في العمر المتقدم.

تفسير للتغيرات في العلاقات الاجتماعية بمرحلة الشيخوخة

تمثل مرحلة الشيخوخة فترة حياتية تتسم بالتحولات والتغيرات الكبيرة، لا سيما فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية. إحدى النظريات التي تقدم تفسيرًا لهذه التحولات هي نظرية فسخ العلاقات عند كبار السن. تقوم هذه النظرية على فكرة أن هناك تقليلًا تدريجيًا في حجم الشبكة الاجتماعية لدى الأفراد مع تقدمهم في العمر، ويرتبط ذلك بعدة عوامل تتعلق بالصحة والبيئة والتغيرات في الأولويات الحياتية.

تغيرات في الشبكة الاجتماعية: يظهر تأثير نظرية فسخ العلاقات بوضوح في تحولات الشبكة الاجتماعية لدى كبار السن. قد تشهد العلاقات الاجتماعية تقليصًا تدريجيًا، حيث ينحرف الفرد تدريجيًا عن بعض العلاقات غير الأساسية لصالح تركيزه على العلاقات الأكثر أهمية، مثل العائلة المباشرة والأصدقاء المقربين.

التأثيرات الصحية والنفسية: يمكن أن يؤدي تقليل الشبكة الاجتماعية إلى تأثيرات صحية ونفسية. يشير بعض الباحثين إلى أن قلة الاتصال الاجتماعي قد تتسبب في الشعور بالعزلة والوحدة، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة العامة ويسهم في زيادة مخاطر بعض الحالات النفسية.

العوامل المؤثرة: يتأثر فسخ العلاقات بعدة عوامل، منها الحالة الصحية للشخص، والتغيرات في البيئة المحيطة، والخسارات الحياتية مثل فقدان الأصدقاء أو الأحباء. تلك العوامل تشكل تحديات تتطلب تكييفًا وتغييرات في تركيبة الشبكة الاجتماعية.

تكامل الشبكة الاجتماعية: بالرغم من التحولات التي يمكن أن تحدث في الشبكة الاجتماعية لدى كبار السن، إلا أنه يمكن أيضًا أن يحدث تكامل إيجابي. يمكن للأفراد في هذه المرحلة أن يبنوا علاقات جديدة أو يعززوا الروابط الموجودة لديهم، وهو أمر يساعد في تعزيز الدعم الاجتماعي والرفاهية النفسية.

في الختام: يظهر فسخ العلاقات عند كبار السن كجزء طبيعي من تجربة الشيخوخة. تفهم هذه النظرية يمكن أن يساعد في توجيه البرامج والخدمات الاجتماعية لدعم كبار السن وضمان تجربة شيخوخة أكثر رفاهية وتكاملًا اجتماعيًا.


شارك المقالة: