اقرأ في هذا المقال
يعتبر اتجاه المزاولة العامة في الخدمة الاجتماعية أنسب الاتجاهات المواكبة للتعامل مع المشكلات، ذلك أن مهنة الخدمة الاجتماعية تساهم إلى تحقيق أهدافها، من خلال مساعدة العملاء على مقابلة مشكلات حياتهم بتحسين التبادل بينهم وبين بيئتهم، وتسهيل المزاوجه بينهما بطريقة أفضل، وأحداث التلازم الجيد بين حاجاتهم الإنسانية وموارد البيئة.
أهم مبررات استخدام الممارسة العامة للتعامل مع المشكلات:
- المبرر الأول: نظراً ﻷن المشكلات التي تتصرف معها مهنة الخدمة الاجتماعية كثيرة ومتفرعة، فإنها تتطلب بحاجة ممارس له واتجاهات كبيرة، يستطيع أن يستخدم مقصود كثير النواحي والمهارات، بحيث يكون قادراً على التصرف مع أي عدد من الأنساق.
لذلك فإن المزاولة العامة تعتبر من أنسب الاتجاهات للتعامل مع تلك المشكلات، ﻷنها تقدم منظوراً من خلاله يرى الممارس العام موقف التعامل مع الشباب بصورة كاملة، ويستخدم نظرية النسق في تفسير التفاعل بين الأنساق المتعددة خاصة تفاعل الشاب مع البيئة، كما أنه يوفر معرفة وأساس مهاري متنوع، بحيث يصبح الأخصائي الاجتماعي كممارس عام قادر على اختيار الأسلوب الملائم لخدمة الأنساق المستفيدة. - المبرر الثاني: أنه مع كثرة احتياجات ومعوقات الأنساق التي تتصرف معها المهنة وتداخل تلك العقبات، فإن التعامل معها يستوجب تخير الكثير من مداخل ونماذج المساعدة المؤثرة أو التدخل المهني الملائم للموقف، حيث لا يوجد مدخل واحد للتدخل يستطيع بمفرده مقابلة المشكلات بفاعلية.
ومن هنا تبرز أهمية استخدام اتجاه الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية، ﻷنه ييسر امكانية التعامل مع المشاكل كوحدة مهما تعددت أسبابها، حيث يتيح للممارس العام التعامل مع كافة الأنساق من الفرد إلى المجتمع، ويزود الممارس بأساس نظري يسمح باستخدام النظريات وخطوات التدخل المهني من خلال تحديد النسق الأول الذي يعمل معه الممارس العام أي النسق المناسب الذي يبدأ معه والأنساق الأخرى للتعامل لمواجهة المشكلة. - المبرر الثالث: إن المزاولة العامة في الخدمة الاجتماعية، اتجاه يعتمد على استخدام حل المشكلة، ويمكن استخدامه مع جميع الأنساق الإشكالية المتنوعة، لتعيين مصادر المشكلات وأسبابها، مستهدفة التعديل في تلك الأنساق وإعانتها على استخدام الإمكانيات والمصادر المتوفرة لمقابلة المشكلة.
كما أن التعامل مع المشكلات الاجتماعية يعتبر من أهداف ممارسة الخدمة الاجتماعية، حيث تستهدف الممارسة المباشرة وغير المباشرة للمهنة تحقيق التوافق بين أنساق التعامل كأفراد أو أعضاء في جماعات أو مواطنين في مجتمع مع بيئتهم الاجتماعية، من أجل أحداث التغيير الذي يساعد على حل المشكلات وتطوير الإمكانيات، وربط أنساق التعامل بالأنظمة التي توفر لهم الخدمات والفرص وتعزز عملية التأثير والتفاعل مع النظم الاجتماعية. - المبرر الرابع: إن مشكلات أنساق التعامل في الأداء الاجتماعي لها جذورها وحلولها في كل المستويات في المجتمع في آن واحد، حيث أن تلك المشكلات هي معطيات فرضتها جميع الأنساق المحيطة والمتصلة بها في الزمان والمكان، ومن ثم فلا يمكن مقابلة تلك المشكلات إلا بتعديل مسار العلاقات بين هذه الأنساق.
- المبرر الخامس: إن المزاولة العامة تنشأ على نموذج تضامني، يؤكد على التبادلية مع نسق العميل وفريق العمل من الأخصائيين الاجتماعيين والمهنيين الآخرين، كما أنه يؤكد على جوانب القوة في نسق العميل، وأساليب ذلك النسق في العمل عن طريق عملية حل المشكلة مع التأكيد على قيمة أنساق العملاء وكرامتهم وقدرتهم لحل مشكلاتهم.
وهذا يجعل نسق العميل يستند على ذاته، ويثبت على العمل معه لمدة بعيدة، ويتضامن مع الممارس العام في حل مشكلاته ويركز على اقتران الكل في العمل معاً، مما يساهم في المقابلة المؤثرة لمشكلات العملاء الذين يتعامل معهم الممارس العام.
تعريف المشكلات في إطار الممارسة العامة:
هي موقف يؤثر على الأنساق التي يعمل معها المزاول العام، يتكون حصيلة عدم وتوفر ﻹشباع اللازم لحاجات أنساق التعامل، أو حصيلة اخفاقهم في القيام بوظائف ومهام دور من أدوارهم، مماينتج عن ذلك ظهور صعوبات تواجههم وتتلائم حزمها مع مستوى عدم إشباع الحاجات.
ومن المقصود السالف يتبيّن أن المشكلة في إطار المزاولة العامة في الخدمة الاجتماعية، هي موقف أو مواقف يتأثر بها أحد الأنساق أو جميع الأنساق التي يتعامل معها المزاول العام، وله تأثير على الحياة الاجتماعية وإعاقة التوظيف الاجتماعي، ويخلق هذا الموقف عن عدم توافر الإشباع الضروري لحاجة من حاجات أنساق التعامل، حصيلة لعدم كفاية الموارد الشخصية أو المجتمعية الضرورية ﻹشباع تلك الحاجات كلياً أو جزئياً، أو قد تتكون تلك المواقف لاخفاق أحد الأنساق في القيام بمهام دور من أدواره أو أدواره جميعها.