أين تقع مدينة باختشيساراي؟
باختشيساراي هي مدينة في وسط شبه جزيرة القرم، وهي منطقة تعترف بها غالبية البلدان كجزء من أوكرانيا وضمتها، روسيا جمهورية القرم، وهي المركز الإداري لـ (Bakhchysarai Raion) (منطقة)، وكذلك العاصمة السابقة لخانية القرم، معلمها الرئيسي هو (Hansaray)، القصر الوحيد الباقي لخان القرم، مفتوح حاليًا للسياح كمتحف.
تاريخ مدينة باختشيساراي:
تعود أقدم القطع الأثريّة المعروفة من أصل الإنسان التي تمّ العثور عليها في الوادي إلى العصر الميزوليتي، كانت المستوطنات موجودة في الوادي منذ العصور القديمة المتأخرة، سبق تأسيس مدينة باختشيساراي (Bakhchysarai) قلعة قيرق يير (كوفوت كاله الحديثة) وسلاجيك، وإسكي يورت – وقد تمّ دمجها في المنطقة الحضريّة لبخشي سراي الحديثة، ظهرت مدينة باختشيساراي لأول مرة في الوثائق التاريخيّة في عام (1502)، في عام (1532) أسّس صاحب الأول جيراي، خان القرم من (1532) إلى (1551)، مقر إقامته هناك.
منذ ذلك الوقت كانت عاصمة لخانية القرم ومركز الحياة السياسيّة والثقافيّة لشعب تتار القرم، بعد عدّة حروب مع روسيا منذ عام (1737) (عندما أحرق الجنرال بوركارد كريستوف فون مونيتش عاصمة الخانات) وبعد ضم الإمبراطوريّة الروسيّة لخانية القرم في عام (1783)، أصبحت بخشيساراي مدينة عادية، بعد أن فقدت أهميتها الإداريّة.
مدينة باختشيساراي والعثمانيون:
لم تكن المدينة محل اهتمام للسلاطين العثمانيين، لأنه لم يكن لها أهمية على الجانب العسكري، لكنها كانت منطقة ومدينة مهمة على الجانب الاقتصادي، وكانت من أهم مراكز التجارة العثمانيّة في شبه جزبرة القرم لأنّها كانت محل لتجمع التجار من الشرق والغرب.
ومع ذلك، فقد ظلت المركز الثقافي لتتار القرم لعدة عقود بعد ذلك، برعاية إسماعيل غاسبيرالي (1851-1914) الذي أسّس صحيفة تيركومان المحلية في عام (1883)، خلال حرب القرم (1853-1856)، أصبحت بخشيساراي في الأساس مدينة مستشفيات حيث تمّ إحضار الجنود الروس الجرحى من ساحة المعركة للعلاج.
وقعت معركة ألما، وهي واحدة من أولى المعارك في الحرب، بالقرب من المدينة في عام (1854)، ولكن على الرغم من أنّ المدينة كانت قريبة من خط المواجهة، إلا أنّ الأتراك وحلفائهم الأوروبيين لم يأخذوها أبدًا كمدينة ساحليّة سيفاستوبول كان هدفهم الأساسي في زمن الحرب.
مع انهيار الإمبراطوريّة الروسيّة في عام (1917) وتوحيد العديد من الجمهوريات الاشتراكيّة التي كانت جزءًا من الإمبراطوريّة الروسيّة، أصبح بخشيساراي جزءًا من الإتحاد السوفيتي في عام (1922)، تمّ تنفيذ (Sürgün)، وهو ترحيل السوفييت لتتار القرم خلال الحرب العالميّة الثانية، في (18) مايو (1944) في باختشيساراي جاء الطرد من خلال اتهامات، بأنّ التتار تعاونوا مع محتلي المحور (1941-1944).
على الرّغم من أنّ ترحيل بعض التتار في شبه جزيرة القرم قد بدأ في وقت مبكر من عام (1860)، خلال عصر الإمبراطوريّة الروسيّة، إلّا أنّ (Sürgün) وجه الضربة القاضية حيث أصبحت المدينة خالية من تتار القرم.
لم يعودوا إلى المدينة حتى عام (1989)، عندما خففت السياسات السوفيتيّة، أصبح باختشيساراي جزءًا من أوكرانيا المستقلة حديثًا في عام (1991)، ومع ذلك، فقد أصبح بحكم الواقع جزءًا من الاتحاد الروسي عندما غزت القوات المسلحة الروسيّة وضمّت المدينة وكامل شبه جزيرة القرم في عام (2014).