أين تقع مدينة طرابزون؟
طرابزون، وتسمّى أيضًا طرابزون، تاريخياً مدينة ترابيز، عاصمة مقاطعة طرابزون، تقع المدينة في الشمال الشرقي من تركيا، تقع على خليج واسع على الشاطئ الجنوبي الشرقي للبحر الأسود مدعومًا بسلاسل عالية من جبال بونتيك، والتي تفصلها عن هضبة الأناضول الوسطى، مقاطعة المنطقة، (1907) ميلا مربعا (4938 كيلومترا مربعا)، فرقعة، (2000) مدينة، 214.949؛ المقاطعة، 975137؛ (تقديرات 2013) المدينة، 243.735؛ المحافظة (757898).
تاريخ مدينة طرابزون:
تمّ تأسيس (ترابيزوس) مدينة طرابزون، أحد أكثر المستوطنات اليونانيّة القديمة شرقًا، في (756) قبل الميلاد من قبل مستعمرين من سينوب (سينوب الحديثة)، مثل العديد من المواقع الأخرى في البحر الأسود، فهو مرتبط في أسطورة بمحاربات الأمازون، يُقال إنّ طرابزون هي الموقع الذي أطلق عليه الجيش اسم العشرة آلاف من قبل الكاتب زينوفون، الذي كان أحد أعضائه، الذي وصل إلى البحر بعد مسيرة طويلة أعقبت الهزيمة في عام (401) قبل الميلاد.
ازدهرت المدينة تحت الحكم الروماني حتى نهبها القوط بعد انتصارهم على قوات الإمبراطور فاليريان حوالي (257)، نظرًا لأنّ الميناء البيزنطي الأقرب إلى أرمينيا، والذي يقع على حدود الإمبراطورية الحرجة، فقد أُعيد بناء المدينة واحتلت مكانة بارزة في الحملات الشرقية للإمبراطور جستنيان الأول (حكم 527-565).
من المفترض أنّ كنيسة ترابزوس قد أسسها القديس أندرو الرسول، أوجينيوس، شفيعها، استشهد في عهد الإمبراطور الروماني دقلديانوس (284-305)، في القرن التاسع، أصبحت المدينة عاصمة لمقاطعة عسكريّة جديدة هي الكلدانية، بعد نهب القسطنطينيّة (اسطنبول الآن) من قبل الصليبيين في عام (1204).
هرب حفيدان للإمبراطور أندرونيكوس الأول كومنينوس وأسسوا فرعًا مستقلًا للإمبراطوريّة البيزنطية في ترابيز، مع الأمير أليكسيوس كومنينوس كإمبراطور، خلفاؤه الكومنيني الكبير، حكموا فترة أطول من أي عائلة بيزنطيّة أُخرى، وشكلوا تحالفات واسعة من خلال الزواج من حكام أجانب وتعزيز مكانتهم من خلال عبادة القديس أوجينيوس وتمجيد إنجازاتهم الحقيقية أو الأسطوريّة.
متى حكم العثمانيون مدينة طرابزون؟
على الرّغم من خضوع المدينة لفترات وجيزة من الهيمنة من قبل الأتراك والمغول والبيزنطيّين السلاجقة المجاورين، إلّا أنّ الإمبراطوريّة القائمة في ترابيز قد تم تجاوزها إلى حد كبير من قبل كل من السلاجقة والمغول بسبب عزلتها النسبية وصعوبات الوصول والصراع بين أعدائها.
يكمن ازدهارها جزئيًا في تصدير منتجاتها الخاصة – الفضة والحديد والشب والقماش والنبيذ الأسود – وجزئيًا من الضرائب المفروضة على تجارة العبور إلى غرب إيران، جاءت نهاية السلالة عندما تم ضم أراضيها إلى الإمبراطوريّة العثمانيّة عام (1461)، بعد ذلك، ظلت طرابزون تحت الحكم التركي باستثناء فترة احتلال روسي قصير (1916-1918) خلال الحرب العالميّة الأولى.
تحتفظ طرابزون الحديثة بالكثير من جوانب العصور الوسطى، يقع قلب المدينة على مثلث من الأرض بين واديين عميقين، مع بقايا ميناء قديم مبني على الطراز الروماني في قاعدته، في نهايتها الجنوبية تقف قلعة مدمرة، وسط المدينة محاطة من الشرق والغرب بأسوار تعود إلى العصور البيزنطيّة، يتركز الحي التجاري حول سوق ومنتزه في الجزء الشرقي من المدينة بالقرب من قلعة (Leontocastron) في جنوة القديمة، شرق هذا يقع الميناء.
تشمل المعالم التاريخيّة معظم أسوار المدينة وجزءًا من قصر (Grand Comneni) والعديد من الكنائس البيزنطيّة المحفوظة كمساجد، من بين الكنائس التي تم الحفاظ عليها بشكل أفضل وأكثرها تميزًا كنيسة آيا صوفيا (آيا صوفيا)، والتي تُستخدم الآن كمتحف، وتطل على البحر غرب وسط المدينة.
الكنيسة عبارة عن بازيليك مقبب مع لوحات جدارية رائعة من القرن الثالث عشر تمّ الكشف عنها وتنظيفها خلال الفترة (1957-1963)، يعد مسجد وضريح جولبهار زوجة السلطان بايزيد الثاني (1481-1512) من أرقى الآثار العثمانيّة.
طرابزون هي المحطة النهائية للطريق الأكثر عملية عبر الجبال من أرضروم، لعدة قرون كانت على أحد الطرق التجاريّة الرائدة بين أوروبا وآسيا الوسطى، وازدهرت بشكل خاص بعد القرن الثالث عشر، عندما كانت بمثابة الميناء الرئيسي لتبريز وغرب إيران، لكن أهميتها تراجعت مع إنشاء خط سكة حديد أنقرة – أرضروم حوالي عام (1900) وتطوير ميناء خرمشهر الإيراني الجنوبي، إنّ إعادة إحياء المدينة في وقت لاحق نتج بشكل كبير عن تحسين مرافق الموانئ والاتصالات.
طرابزون هي موقع لجامعة البحر الأسود التقنية، التي تأسست عام (1963)، وهي مرتبطة جواً بأنقرة وبواسطة خدمة باخرة مع اسطنبول، محافظة طرابزون مليئة بالغابات ومكتظة بالسكان، تشمل المجموعة الكبيرة من المحاصيل المزروعة التبغ والفواكه والبندق، وعمل رواسب صغيرة من النحاس والرصاص والحديد.