متى فتح العثمانيون مدينة تبريز؟

اقرأ في هذا المقال


مدينة تبريز بعد الفتح الإسلامي:

بعد الفتح الإسلامي لإيران، أقامت قبيلة الأزد العربية من اليمن في تبريز، بدأ تطور تبريز ما بعد الإسلام اعتبارًا من هذا الوقت، يقول الجغرافي الإسلامي ياقوت الحموي إنّ تبريز كانت قرية قبل وصول رواد من قبيلة أزد إلى تبريز.

في عام (791)م، أعادت زبيدة زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد، بناء تبريز بعد زلزال مدمر وزينت المدينة بقدر ما حصلت على الفضل في تأسيسها، في شهر رمضان عام (1208)، احتلت مملكة جورجيا تبريز والمدن والأقاليم المجاورة لها تحت حكم تمار الكبرى، في منطقة أردبيل المجاورة، التي احتلها الجورجيون أيضًا، قُتل ما يصل إلى (12000) مسلم، ثم توغل الجورجيون أكثر، وأخذوا خوي وقزوين على طول الطريق، بعد الغزو المغولي، تحطمت تبريز على مراغة كعاصمة إيلخانيد المغولية لأذربيجان حتى نهبها تيمور لينك في عام (1392).

تم اختيارها كعاصمة من قبل أباقا خان (Abaqa Khan)، الحاكم الرابع لإلخانات، لموقعها المفضل في المراعي الشمالية الغربية، في عام (1295)، جعلها خليفته غازان خان المركز الإداري الرئيسي لإمبراطوريّة تمتد من الأناضول إلى نهر أوكسوس و من القوقاز إلى المحيط الهندي، تحت حكمه تم بناء أسوار جديدة حول المدينة، وتمّ تشييد العديد من المباني العامة والمرافق التعليمية والقوافل لخدمة التجار المسافرين على طريق الحرير القديم.

من (1375) إلى (1468)، كانت تبريز عاصمة ولاية قره كويونلو في أذربيجان، حتى هزيمة حاكم قره كويونلو، جهان شاه على يد محاربي آغ كويونلو، ظكاختار آق قوينلو تبريز عاصمة لهم من عام (1469) إلى (1501)، بعض المعالم التاريخية الموجودة بما في ذلك المسجد الأزرق تنتمي إلى فترة قره كويونلو، في عام (1501) دخل إسماعيل الأول تبريز وأعلنها عاصمة دولته الصفوية.

متى حكم العثمانيون مدينة تبريز؟

في عام (1514)، بعد معركة كلديران، فتح السلطان سليم الأول تبريز في (16) يوليو (1534)، قبل الفتح العثماني لبغداد، احتل البرغلي إبراهيم باشا تبريز، في عام (1555)، نقل طهماسب الأول عاصمته إلى قزوين لتجنب التهديد المتزايد من الجيش العثماني لعاصمته.

بين عامي (1585) و (1603)، كانت تبريز تحت الحكم العثماني، بعد أن استعادها الصفويون تحت قيادة عباس الأول من بلاد فارس، نمت المدينة كمركز تجاري رئيسي، وأجرى التجارة مع الإمبراطوريّة العثمانيّة وروسيا والقوقاز، احتل السلطان العثماني مراد الرابع تبريز  في عام (1635)، خلال الحرب العثمانيّة الصفوية (1623-1639)، قبل إعادتها إلى بلاد فارس في معاهدة زهاب عام (1639).

في صيف عام (1721) ضرب زلزال كبير مدينة تبريز وقتل نحو ثمانين ألفاً من سكانها، استمر الدمار في (1724-1725)، عندما اجتاح الجيش العثماني المدينة، خلال الفتح العثماني، سجن العثمانيّون الكثيرين في تبريز وقتلوا حوالي مئتي ألف من السكان، استعاد الجيش الإيراني المدينة بعد ذلك، وبعد ذلك انتشر المجاعة على نطاق واسع، إلى جانب انتشار الأمراض القاتلة، ممّا أدى إلى مقتل المزيد من الذين بقوا، في عام (1780)، ضرب زلزال كبير بالقرب من تبريز وقتل ما يصل إلى مئتي ألف شخص، ولم يتبق سوى حوالي ثلاثين ألف ناج.

في نهاية القرن الثامن عشر، تمّ تقسيم المدينة إلى عدّة مناطق، كل منها كانت تحكمها عائلة، حتى عام (1799)، عندما تمّ تعيين الأمير القاجاري عباس ميرزا ​​حاكمًا للمدينة، خلال عهد أسرة قاجار، كانت المدينة مقر إقامة ولي العهد، عادة ما كان ولي العهد يشغل منصب حاكم مقاطعة أذربيجان أيضًا، من أهم الأحداث في هذه الفترة الحروب بين قاجار إيران والإمبراطورية الروسية المجاورة.

قبل التنازل القسري عن أراضي إيران القوقازية – التي تضم ما يعرف الآن بجورجيا وجنوب داغستان وأذربيجان وأرمينيا – إلى الإمبراطوريّة الروسيّة في أعقاب الحربين الروسية الفارسية في النصف الأول من القرن التاسع عشر، كانت تبريز موقعًا استراتيجيًا دور فعال في تطبيق الحكم الإيراني في أراضيها القوقازية.

خلال الحرب الروسيّة الفارسيّة الأخيرة (1826-1828)، تمّ الاستيلاء على المدينة لروسيا في (182) من قبل الجنرال الأمير إريستوف، الذي سار إلى المدينة مع (3000) جندي، بعد توقيع عباس ميرزا ​​وإيفان باسكيفيتش على معاهدة السلام، التي منحت تنازلًا نهائيًا عن آخر أراضي القوقاز المتبقيّة، انسحب الجيش الروسي من المدينة.

ومع ذلك، ظل النفوذ السياسي والعسكري الروسي يمثل قوة رئيسية في تبريز وشمال شمال غرب إيران حتى سقوط الإمبراطوريّة الروسيّة في أوائل القرن العشرين، بعد انسحاب الجيش الروسي، أطلق عباس ميرزا ​، ولي العهد القاجاري، مخطط تحديث من تبريز، قدم خلاله مؤسّسات على النمط الغربي، واستورد آلات صناعية، وأقام أول خدمة بريدية منتظمة، وأجرى إصلاحات عسكرية في المدينة، كما بدأ حملة لإعادة البناء وأسس نظامًا ضريبيًا حديثًا.


شارك المقالة: