اقرأ في هذا المقال
- خطوات اعتقال مجرمي الأمراض العقلية
- سجن مجرمي الأمراض العقلية
- برامج تنفيذ القانون على مجرمي الأمراض العقلية
- ضحايا الجريمة والمرضى العقليين
غالبًا ما ترتبط الجريمة والفوضى بالانحراف عن الأعراف والقيم التقليدية للمجتمع، ولضمان استيفاء المعايير والقيم واحترامها يتم وضع قوانين تحكم سلوكيات الأفراد وتحظر السلوكيات المنحرفة، وغالبًا ما ترتبط هذه السلوكيات المنحرفة بالجريمة، وموضوع المرض النفسي أو العقلي والجريمة مهم من نواح كثيرة، حيث ينتشر المرض العقلي في جميع المجتمعات وجميع جوانب نظام العدالة الجنائية من الجناة إلى الضحايا، كما إنّه يؤثر على كل جزء من نظام العدالة الجنائية بعدة طرق من القضايا المالية إلى تدريب الموظفين والتعاون بين الوكالات، كما إنّها مشكلة تتطلب نهجًا متعدد الأوجه لإيجاد حلول، وهذه الحلول بشكل عام خاصة بالمجتمع وتعتمد على موارد الوكالة وتتطلب مبادرات وقادة مبتكرين.
خطوات اعتقال مجرمي الأمراض العقلية
تزيد بعض الحالات النفسية من خطر ارتكاب الشخص لجريمة، فتشير الأبحاث إلى أنّ المرضى الذين يعانون من مرض عقلي قد يكونون أكثر عرضة للعنف إذا لم يتلقوا العلاج المناسب، كما قد يعانون بنشاط من الأوهام أو يعانون من جنون العظمة المزمن، وغالبًا ما يكون هؤلاء المرضى تحت تأثير أمراضهم النفسية مثل الهلوسة الحاكمة، وتشمل الأمراض المصاحبة الأخرى حالات مثل اضطراب تعاطي المخدرات والبطالة والتشرد والآثار الثانوية للأمراض العقلية مثل ضعف الإدراك مما يزيد من خطر ارتكاب جريمة عنيفة.
عادةً ما يصل الأفراد المصابون بمرض عقلي إلى نظام العدالة الجنائية من خلال تطبيق القانون والمحاكم والإصلاحيات (السجن والحبس والإصلاحيات المجتمعية والمراقبة)، ففي وقت الاعتقال يبدأ المخالفون النفسيون الرحلة عبر نظام العدالة الجنائية، ويتألف هذا التدفق من خلال النظام من الخطوات الخمس التالية: الاعتقال، الحجز أو السجن، محكمة، الحبس أو المراقبة، الافراج.
خلال كل مرحلة من هذه المراحل يتعامل الجناة المصابون بأمراض عقلية مع جهات فاعلة مختلفة في نظام العدالة الجنائية، بدءًا من ضباط إنفاذ القانون والمدعين العامين ومحامي الدفاع مروراً بالموظفين القضائيين إلى موظفي الإصلاحيات، ونتيجة لذلك وفقًا لمركز بازيلون (Bazelon) لقانون الصحة العقلية يستخدم هؤلاء الجناة بشكل متكرر قدرًا كبيرًا من إنفاذ القانون والموارد القضائية أثناء الاتصال الأولي بهم، وأيضًا غالبًا ما يؤدي عدم امتثال هؤلاء الجناة للسياسة الإصلاحية إلى قضاء المزيد من الوقت في المؤسسات أو تحت المراقبة مما يؤدي إلى زيادة استنزاف الموارد الشحيحة بالفعل.
سجن مجرمي الأمراض العقلية
لفهم هذه الظاهرة من المهم شرح العملية التي تم من خلالها سجن العديد من المرضى عقليًا في النهاية، فبعد وضعهم تحت إشراف المجتمع تُرك العديد من الأشخاص المصابين بأمراض عقلية لأجهزتهم الخاصة للحصول على الأدوية الموصوفة لهم وتناولها بشكل صحيح، وكان أحد الافتراضات الرئيسية التي توصل إليها صانعو السياسات خلال الفترة الانتقالية هو أنّه مع وجود دواء أفضل للأمراض العقلية سيكون الأشخاص المصابون بأمراض عقلية ممتثلين للأدوية، وثبت أنّ هذا الافتراض خاطئ حيث غالبًا ما فشل الأشخاص المصابون بمرض عقلي في الامتثال لأدويتهم ثم انتهكوا القانون أو بعض السوابق الاجتماعية، وقد أدى هذا الانتهاك في كثير من الأحيان إلى ارتكاب جريمة أو التشرد.
العديد من الأشخاص المصابين بأمراض عقلية شديدة والذين تم إطلاق سراحهم في المجتمع من خلال إلغاء المؤسسات أصبحوا الآن جزءًا من 600000 شخص بلا مأوى في أمريكا، ومن بين هؤلاء يُعتقد أنّ ثلثهم على الأقل مصاب بأمراض عقلية، كما إنّ الجرائم الأكثر شيوعًا التي يرتكبها الأشخاص المصابون بأمراض عقلية هي الاعتداء والبطش والسطو والسرقة من المتاجر والتهم المتعلقة بالكحول أو المخدرات والتعدي على ممتلكات الغير، وبالتالي لعبت أجهزة إنفاذ القانون دورًا رئيسيًا في الاستجابة لهذه القضايا وحلها.
حيث أنّ بعض الحقائق تجعل من الواضح أنّ تطبيق القانون هو نقطة الاتصال الحكومية الأولية التي سيكون لدى المخالفين عقليا، ففي عام 1998 قام ضباط شرطة مدينة نيويورك بنقل 24787 شخصًا مضطربًا عاطفيًا إلى المستشفيات لإجراء تقييمات نفسية مقابل 1000 شخص في عام 1976، فتتعرض سلامة ضباط إنفاذ القانون للخطر عندما يتعاملون مع الحوادث التي تشمل المجرمين المصابين بأمراض عقلية، وقتل الجناة المصابون بأمراض عقلية ضباط إنفاذ القانون بمعدل 5.5 مرات أكبر من معدل قتل بقية السكان.
برامج تنفيذ القانون على مجرمي الأمراض العقلية
للتعامل بشكل أكثر فاعلية مع الاتصال المتزايد بين موظفي إنفاذ القانون والأشخاص المصابين بأمراض عقلية نفذت وكالات إنفاذ القانون الأمريكية العديد من البرامج، والأكثر فعالية هي برامج التدريب المصممة لتزويد الضباط بالموارد اللازمة للتعامل بفعالية وبشكل مناسب مع المرضى عقلياً، ومن بين هذه البرامج فريق التدخل في الأزمات (CIT) وهو أحد أكثر البرامج نجاحًا، ونشأت في ممفيس تينيسي وغالبًا ما يشار إليها باسم نموذج ممفيس.
إنّ منطلق برنامج (CIT) هو تحسين استجابة ضباط إنفاذ القانون للمصابين بأمراض عقلية، وهو نموذج استجابة متخصص قائم على تطبيق القانون، وحتى تم تطوير (CIT) وكان معظم التدريب الأساسي لإنفاذ القانون يشير إلى الأفراد المصابين بأمراض عقلية كأشخاص مضطربين عاطفياً باختصار (EDP) وقدم تعليمات أساسية للغاية حول المخاطر التي يواجهها الضباط عند مواجهة هؤلاء الأفراد.
تراوحت هذه التعليمات من وصف المرضى العقليين على أنّهم لا يمكن التنبؤ بهم إلى تحديد المسافة المناسبة التي يجب على الضابط الحفاظ عليها من مثل هذا الفرد، ولم يكن هناك تدريب على كيفية تخفيف التصعيد بشكل فعال في حالة متورط فيها مذنب عقلي، ومع انتشار برامج الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على نطاق واسع انخفض عدد هذه الحوادث،
ضحايا الجريمة والمرضى العقليين
هناك جانب آخر من جوانب الأشخاص المصابين بأمراض عقلية في نظام العدالة الجنائية الذي لا يحظى باهتمام كبير هو الضحية، ووفقًا لما ذكره تبلين فإنّ الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية خطيرة هم أكثر عرضة بسبع مرات لأن يكونوا ضحية للجريمة مقارنة بمن لا يعانون من مرض عقلي، ومن المرجح أن يكون هؤلاء السكان ضحية لجريمة عنيفة أكثر بـ 9 مرات وأكثر من 24 مرة أكثر عرضة للوقوع ضحية للاغتصاب، ومن المرجح أن تصبح النساء المصابات بمرض عقلي خطير ضحايا لاعتداء جنسي أكثر من الرجال.
وفقًا للخبراء غالبًا ما ترتبط الأعراض بالأمراض العقلية الشديدة مثل عمليات التفكير غير المنظمة والاندفاع وقلة الوعي ببيئة الفرد وضعف التخطيط ومهارات حل المشكلات، مما قد يضر بقدرة الفرد على إدراك المخاطر وحماية نفسه، مما يجعله أكثر عرضة للإيذاء، بالإضافة إلى ذلك أدى إلغاء المؤسسات من الأفراد المصابين بمرض عقلي إلى زيادة الضعف بسبب ميلهم نحو التشرد وتعاطي المخدرات والفقر، ووفقا لليفين ما يقرب من 3 ملايين من الأفراد المصابين بأمراض عقلية حادة هم ضحايا الجريمة كل عام.
المصابون بأمراض عقلية شديدة هم أكثر عرضة بـ 140 مرة من عامة السكان لأنّ يكونوا ضحية لجرائم الممتلكات، بالإضافة إلى الاحتمال الأكبر للوقوع ضحايا، فإنّ الأفراد المصابين بأمراض عقلية شديدة هم أكثر عرضة للمعاناة من تكرار الإيذاء، ويرجع ذلك إلى الأعراض المتعلقة بمرضهم العقلي، والتي غالبًا ما تؤدي إلى فقدان مصداقيتهم كشهود أو أن يتم العثور عليهم كمتواطئين في تعرضهم للإيذاء.