محاور علم الاجتماع الاقتصادي:
1- إنه دراسة متخصصة للأنشطة الاقتصادية بالذات، ومعنى ذلك أن عالم الاجتماع الاقتصادي يبحث في كيفية صياغة هذه الأنشطة في وحدات اجتماعية أو تنظيمات أو بناءات للأدوار، كما يركز أيضاً بالقيم التي تضفى عليها الشرعية والمعايير والجزاءات التي تنظمها، والتفاعل القائم بين كل هذه المتغيرات الاجتماعية.
2- التساند المتبادل بين المتغيرات الاجتماعية حين تتجسد في السياق الاقتصادي والمتغيرات الاجتماعية التي يمكن أن نعتبرها بعيدة إلى حد ما عن المجال الاقتصادي مثال ذلك أن عالم الاجتماع الاقتصادي يعني بدراسة التداخل بين الأدوار الأسرية والأدوار المهنية في المجتمع المحلي وعلاقتهما بالبناء السياسي لهذا المجتمع، أي أنه يهتم بالتساند والتكامل بين الأبنية الاقتصادية وغير الاقتصادية، والمواقف العديدة التي يتجه فيها نحو تحقيق أغراض مشتركة وبذلك يتضح لنا العلاقة الوثيقة بين الظواهر الاجتماعية والظواهر الاقتصادية الأمر الذي يحتم على دارس للعلوم الاجتماعية فهم هذه العلاقة، وعدم قدرته على تحليل جوانب الحياة الاجتماعية دون وضع الجوانب الاقتصادية في اعتباره.
ويدعم المجتمع العمليات الاقتصادية، فالعائلة كمؤسسة اجتماعية، والمصنع كمؤسسة اقتصادية، وأماكن العبادة كمؤسسة دينية، تسهم جميعها في دعم الاقتصاد وتطويره، ومع أن دور العائلة الأساسي هو دور اجتماعي يرمي إلى المحافظة على المجتمع وتجديده، فإن العائلة لكي تبقى وتستمر لا بدّ لها من الاشتراك في العملية الإنتاجية، وأداء دور مباشر فيها، ومع أن دور المصنع الأساسي هو دور اقتصادي يرمي إلى إنتاج السلع التي يحتاجها المجتمع، فإن المصنع كي ينتج ويحافظ على كيانه لا بدّ من ربط العاملين فيه بنوع من الروابط الاجتماعية والأهداف المشتركة.
ولتوضيح تلك العلاقة نعطي مثالاً، فالعرض يتضمن إنتاج سلع وخدمات ولهذا فهو عملية اقتصادية تقوم بخدمة أهداف اقتصادية وأخرى اجتماعية، فالإنتاج يخدم أهدافاً اقتصادية، وهي إمكانية استخدام تلك السلع في إنتاج سلع أخرى، كما يخدم أهدافاً اقتصادية، وهي إمكانية استخدام تلك السلع في إنتاج سلع أخرى، كما يخدم أهدافاً اجتماعية تتعلق بإشباع رغبات إنسانية.
وعلى هذا فالعرض كعملية اجتماعية اقتصادية يوضح لنا الترابط الوثيق القائم بين مختلف أوجه الحياة الاجتماعية والاقتصادية وبذلك تتقارب النظم الاجتماعية والنظم الاقتصادية بشكل واضح، فعندما تحاول النظم الاقتصادية أن تحدد علاقة الإنسان بالطبيعة وعلاقته بالمجتمع، فإنها تحاول تحديد العلاقات الاقتصادية داخل المجتمع، والتي تؤدي إلى المساهمة في تحديد العلاقات الاجتماعية التي تسود المجتمع وتربط أجزاءه بعضها البعض، وهذا الترابط أمر طبيعي.