مدينة باوتو الصينية

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة باوتو من أكبر المدن في منغوليا الداخلية في الصين وتتمتع بالحكم الذاتي في أراضيها، وتتميز المدينة بوجود الغزلان بكثرة فيها، في القدم كانت مادة الصلب هي المادة الرئيسية في مدينة باوتو وكانت تنتج منها بكثرة واشتهرت بمعالجة المعادن، الأمر الذي جعلها من أشهر المدن الصينية في تصدير المعدن وقد ساعدها ذلك في دعمها اقتصادياً.

مدينة باوتو

حسب ما تم ذكره في المصادر الصينية فأنّ البدو هم أول من أقام في مدينة باتو وتعد سلالتهم هي أجداد المغول، وحسب ما تم ذكره فإنّه في عام 206 قبل الميلاد تم ولادة المحارب المشهور “لو بو” وقد عرف عنه خوضه الكثير من الحروب والصراعات وتحقيقه النصر في معظم الحروب وأقام في مدينة باوتو، على الرغم من وجود المدن المتحضرة في منغوليا الداخلية، إلا أنّ مدين باوتو كانت تعاني من بطوء النمو، وفي عام 1809 ميلادي تم دمجها مع مجموعة من المدن وتم اختيارها لزراعة أراضيها؛ وذلك بسبب خصوبة التربة فيها وقد ساعدها مرور النهر الأصفر فيها على تحسين مستواها الزراعي.

في عام 1922 ميلادي تم عقد جمعيات لحماية الأموال في المدينة، حيث أنّها كانت تتعرض للكثير من عمليات السرقة والقرصنة وكانت يتم سرقة أموال الصف التي تقوم بإنتاجه، في عام 1923 ميلادي قامت بكين بتأسيس سكة الحديد وقد ساعد ذلك مدينة باوتو بتنشيط القطاع الصناعي فيها، وفي عام 1934 ميلادي تم بناء مطار باوتو والذي كان يربط بين مدينة لانتشو ومدينة باوتو ومدينة نينغشيا، في عام 1925 ميلادي أصبحت مدينة باوتو مدينة نشطة تجارياً وكان التجار يأتون إليها من كاف دول العالم ويجتمعون فيها وقد ساعد وجود سكة الحديد فيها على تنشيط التجارة فيها.

تاريخ مدينة باوتو القديم

بدأت بعد ذلك عملية نقل الصوف والجلود من مدينة شنغهاي وكان يتم نقلها بالقوارب بواسطة النهر الأصفر، وكانت تلك القوارب تسير من مدينة لانتشو حتى مدينة باوتو وعند وصولها إلى مدينة باوتو كان يتم نقل بواسطة سكة الحديد إلى مناطق الشرق ومن ثم يتم تصديرها إلى كافة دول العالم، بالإضافة إلى وجود وسائل النقل البحري في مدينة باوتو كان يوجد فيها أيضاً وسائط نقل برية وكانت تنقل البضائع إلى أراضي ألكسا ومدينة دوري.

في عام 1937 ميلادي وقعت الصين تحت سيطرت اليابان وسيطرت القوات اليابانية على مدينة باوتو وسيطرت على التجارة البحرية والبرية فيها واستمرت الصراعات بين الصين واليابان لفترة طويلة وخلال تواجد القوات اليابانية فيها سيطرت على القواعد العسكرية فيها وخلال تواجدهم فيها قاموا ببناء عدد من القواعد العسكرية الخاصة بالقوات اليابانية، واستمرت السيطرة اليابانية في المدينة حتى عام 1945 ميلادي وذلك بعد أنّ تم هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، في عام 1949 ميلادي قام في مدينة باوتو تمرد وسيطر الجيش الصيني الشعبي على أراضي باوتو، وفي عام 1950 ميلادي تم تشكيل الحكومة الشعبية في الصين.

عندما وقعت مدينة باوتو تحت السيطرة الشيوعية تم بناء عدد من المراكز الصناعية وقد أد ذلك إلى تحويل المدينة إلى مركز صناعي مهم في المنطقة وكان إنتاج الحديد هو المصدر الرئيسي في رفع ناتجها الاقتصادي، وخلال فترة تواجد الاتحاد السوفيتي في الصين ساعد ذلك على تطوير الاقتصاد الصيني وبدأت الصين بالتطور الاقتصادي إلى وقتنا الحالي، اعتمدت الصين في البداية في أنظمتها الاقتصادية والسياسية على النظام الشيوعي.

تاريخ مدينة باوتو الحديث

في عام 1996 ميلادي تعرضت الصين لزلزال مدمر وقد أدى ذلك إلى تدمير معظم المنازل في باوتو وتم قتل عدد كبير من سكانها وبدأت المدينة تعاني من الدمار والخراب لفترة طويلة وحاولت الحكومة الصينية إعادة إعمار المدينة، وتم إصلاح البنية التحتية التي تعرضت إلى خراب كبير، كما أدى الزلزال إلى تسييل التربة حول النهر الأصفر، في عام 2002 ميلادي إعادة الحكومة الصينية عملية إعادة إعمار المدينة وحصلت على الدعم من الأمم المتحدة لتسريع عملية الإعمار، مع بداية القرن الواحد والعشرين ميلادي بدأ الاقتصاد بالنمو بشكل سريع في مدينة باوتو وأصبحت من أكثر المدن المنتجة في الصين واحتلت المرتبة الأولى صناعياً.

تعد مدينة باوتو من أهم المدن الصناعية في الصين واشتهرت بصناعة الصلب وكانت تقوم بتصديره إلى كافة دول العالم وقد ساعدها في تطوير الاقتصاد فيها ودعم الاقتصاد الصيني، وتعرضت المدينة إلى زلزال أدى إلى دمار جزء كبير من أراضيهم وقامت الحكومة الصينية بإعادة إعمارها.

المصدر: تاريخ الصين منذ ما قبل التاريخ حتى القرن العشرين، مؤلف الكتاب: هيلدم هوخامكتاب موجز تاريخ العلم والحضارة في الصينكتاب تاريخ الصين 1، ريخ الإنشاء 20 أبريل 2008خمسة آلاف سنة من تاريخ الصين: المجلد الأول


شارك المقالة: