يعتبر البحث الاجتماعي، نوع من أنواع البحوث التي يزاولها علماء مختصين في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، ويتميز البحث الاجتماعي بأهمية عظمى في المجتمعات الإنسانية؛ نظرًا لما يقوم من دور مهم في التنظيم لمتنوع المجالات الاجتماعية،فعند إذن يقوم الباحث الاجتماعي بالبحث فإنه يكون مسيراً نحو البحث عن معالجة حقيقية لمشكلة اجتماعية ما.
مراحل البحث الاجتماعي في علم الاجتماع:
تمر عملية البحث الاجتماعي في العادة بمراحل ثلاث هي:
- مرحلة التجهيز.
- المرحلة الميدانية.
- المرحلة النهائية.
وكل مرحلة من هذه المراحل تمثل مجموعة من الخطوات أو المراحل الفرعية ففي المرحلة الأولى، وهي تهيئته حيث يقوم الباحث بانتقاء مشكلة البحث وصياغتها وتحديد الفروض المواجهة لدراسته، وتحديد نوع الدراسة وطبيعتها وانتقاء المنهج الملائم أو المناهج التي تتفق مع طبيعة الدراسة، وكذلك الأدوات التي سيقوم باستخدامها في جمع البيانات ولا بدّ للباحث في هذه المرحلة أن يحدد مجالات البحث وهي المجال المكاني أو الجغرافي، والمجال الزمني.
أما في المرحلة الثانية وهي الميدانية فإن على الباحث أن ينزل إلى الميدان لجمع البيانات سواء بنفسه أو عن طريق باحثين يسعين بهم وعليه في هذه المرحلة أن يقوم بإجراء الاتصالات اللازمة بمجتمع البحث وتهيئة هذا المجتمع لتقبل عملية البحث والاستجابة له.
وكذلك فإن عليه إعداد الباحثين بعد إنتقائهم وتدريبهم تدريباً كافياً، والإشراف عليهم أثناء جمع البيانات والتعرف على الصعوبات التي يحتمل أن تواجههم والعمل على التغلب عليها، ومراجعة البيانات الميدانية والتأكد من أسلوب جمعها، وصحتها واستكمال أوجه النقص فيها.
أما في المرحلة النهائية فإن على الباحث أن يقوم بتصنيف البيانات وتفريغها وجدولتها وأخيراً تفسيرها، وبعد ذلك يقوم بكتابة تقرير مفصل عن خطوات بحثه وما توصل إليه من نتائج، وهذه المراحل كما يتضح مترابطة ومتداخلة، كما لا يمكن وضع حدود فاصلة بينها.
وليس من الضروري أن يكون ترتيب الخطوات واحداً في كل البحوث، ولكن طبيعة البحث هي التي تقتضي تقديم بعض الخطوات وتأخير البعض الآخر وفقاً لأولويتها، ولكن على الباحث أن يهتم بهذه المراحل وطبيعتها وضرورة إستيفاء الشروط الضرورية لكل مرحلة من هذه المراحل في البحث الاجتماعي.