يُعتبر التغير الاجتماعي من أهمِّ العوامل التي تُسبّب المشكلات، وكلّما زادت سرعة واستمرار عملية التغير الاجتماعي زادت احتمالات ظهور المشكلات الاجتماعية داخل المجتمع. وقد يكون التغيير إيجابياً بحيث يعمل على حلّ المشكلة الاجتماعية، أو يكون التغيير سلبياً يؤدِّي إلى حدوث المشكلات الاجتماعية.
مفهوم التغير الاجتماعي
يُشير مفهوم التغير الاجتماعي إلى الاختلافات والتغيرات التي تحدث عبر الزمن لمجتمع ما وتشمل هذه التغيرات العادات والقِيَم والقوانيين والتنظيمات الخاصَّة بالنظام الاجتماعي الموجودة في المجتمع، كما قد يشتمل التغير الاجتماعي التحوّل في التركيب السكاني للمجتمع أو بنائه الطبقي، أو في أنماط العلاقات الاجتماعية. بمعنى آخر يؤثر التغير الاجتماعي المفاجىء على البيئة الطبيعية والبيئة الاجتماعية.
عوامل التغير الاجتماعي
1- الأيديولوجية: حركة فكرية هادفة لها فاعلية إيجابية في البيئة الاجتماعية، وفي العلاقات الاجتماعية والقِيَم الاجتماعية والعمليات الاجتماعية وتنبثق الأيديولوجية من الوَضعيّات والفئات الاجتماعية.
2- التجديد الثقافي: ويأخذ أشكال متعدّدة مثل الاكتشاف والاختراع.
3- الفعل الإنساني: المقصود به أداء الأفراد والجماعات والهيئات المقصود في عملية التغيُّر الاجتماعي.
4- التكنولوجيا: وهي السَّبب المباشر للتغيرات الاجتماعية والثقافية التي تحدث في المجتمع. وغالباً ما يترتب عليها حدوث التخلّف الثقافي أو الهُوَة والفجوة الثقافية، فينتج عنها عدم مُسايَرة النُظم الاجتماعية مع تطورات المجتمع الحديثة مِمّا يؤدي إلى عجز النُظم الاجتماعية من استيعاب التغيرات الجديدة فيتولَّد نتيجة ذلك الانعزال بين الأفراد والنُظم الاجتماعية فتحدث المشكلات الاجتماعية.
5- الهجرة: سواء كانت هجرة داخلية أو خارجية تعمل على تحويل الأفراد من مكان لآخر وهم يحملون معهم قِيَمهم وعاداتهم وكذلك ظروفهم الصعبة التي قد تضطرهم إلى عدم التوافق فتنشأ المشكلات الاجتماعية بسبب عدم توافقهم مع المجتمع الجديد نتيجةً لهجرتهم.
6- الحروب: الحرب بحد ذاتها مشكلة اجتماعية وتؤدِّي الحروب إلى مشكلات عديدة منها الهجرة والتفكّك والفقر والبطالة والتعصّب وغيرها من المشاكل الاجتماعية.
7- الوَهن التنظيمي أو التفكك الإجتماعي: يقود مفهوم الوَهن التنظيمي الى التفكّك الاجتماعي الذي يَتضمّن عدم الفاعلية أو ضعف في أدوار ومراكز بنائية داخل التنظيم أو عدم أدائها لأدوارها كما هو مطلوب منها هيكلياً. وهذا بدوره يؤثر على وظيفة النَّسق أو أنساق البناء، أو يحدث توتُّر شخصي ناتج عن العيش ضمن نَسق تنظيمي يَصعُب التحكُّم فيه بشكل تام. كما يُشير أيضاً إلى معاناة الأفراد في تحقيق ذواتهم داخل التنظيم بسبب جمود بعض من قِيَمه، ومن الإفرازات التي يُحدِثها الوَهن التنظيمي أيضاً الفساد الإداري.
8- التصنيع: يؤثِّر التصنيع في البيئة وكذلك في الإنسان ويُوَلِّد أنماط جديدة من العلاقات المَبنية على العمل بحدِ ذاته وهذا يُنكِر ثقافة المجتمعات المَبنية على العلاقات الاجتماعية.
المشكلات الاجتماعية والتغير الاجتماعي
تُشير الدراسات التي أُجريَت على المجتمعات المحلية إلى حقيقتين أساسيتين:
الأولى: شهدت المجتمعات المحلية خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين تغيرات اجتماعية سريعة ومستمرة وتترتَّب على هذه التغيرات نتائج متعددة منها حدوث تعديلات في كل من الخصائص السكانية لهذه المجتمعات والنسق الأيكولوجي والبناء الاقتصادي والأنماط التنظيمية.
الثانية: عانت معظم المجتمعات المحلية الحديثة من الكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسكانية والأيكولوجية ومنها مشكلة الفساد الإداري والفقر والهجرة…الخ.
وتنشأ المشكلات الاجتماعية عندما لا تتزامن التغيرات التي تطرأ على جزء من الثقافة اللامادية مع التغيرات التي تطرأ مع الثقافة المادية نتيجة تفاوت معدلات التغير الثقافي في جانبي الثقافة، ويُشير مفهوم التخلّف الثقافي إلى الموقف الذي يتغير فيه أحد عناصر أو مكونات الثقافة بشكل أسرع مِمّا يتغير به غيرها من العناصر الأخرى للثقافة.