تعتبر مشكلة التكافؤ من المشاكل الاجتماعية التي يجب دراستها ومناقشتها على نطاق واسع، لذلك قام علماء الاجتماع بدراستها وتحديدها ضمن المشاكل الاجتماعية والمواقف الاجتماعية والتفريق بينها وبين مشاكل الموقف الاجتماعي.
القضايا الاجتماعية
القضية الاجتماعية هي المشكلة التي تؤثر على العديد من المواطنين داخل المجتمع، كما إنها مجموعة من المشكلات الشائعة في المجتمع الحالي والتي يسعى الكثير من الناس لحلها، وغالبًا ما تكون نتيجة لعوامل تتجاوز سيطرة الفرد، والقضايا الاجتماعية هي مصادر لأراء متضاربة مبنية على مصادر صحيحة أخلاقيًا أو تجارب شخصية غير معروفة أو قرارات عن الحياة اليومية، ومن مزايا القضايا الاجتماعية أنها تختلف عن القضايا الآخرى بالكثير من النواحي.
كما هناك قضايا اجتماعية على سبيل المثال قضية الفقر لها جوانب اقتصادية أيضاً، وأيضاً يوجد قضايا اجتماعية لا تكون ضمن أي من هذه الجوانب، على سبيل المثال قضية الحرب، وهناك احتمال لوجود العديد من الفروقات بشأن أنواع القضايا الاجتماعية التي يجب معالجتها والتي تكون لها الأولوية من حيث طرحها ومناقشتها وإيجاد الحلول المناسبة لها، وهذه الفروقات تأتي من الفروق الفردية الموجودة في تصورات العديد من الأفراد والمجتمعات، ويجادل علماء الاجتماع أن حتى هذه التصورات التي تأتي من الفروق الفردية تمثل في حد ذاتها قضية اجتماعية بحاجة للدراسة.
ويرى علماء أن هناك عدد من الوسائل التي يقوم البشر بستخدامها لمعالجة هذه القضايا وتشكل هذه الوسائل والطرق مجموعة متنوعة كل منها يهتم بمعالجة قضية اجتماعية معينة، على سبيل المثال بعض القضايا الاجتماعية تحتاج إلى طرق تعزز النظام الديمقراطي والذي بدوره يعزز المثل العليا للبشر، وبعض الطرق والوسائل تحتاج إلى قيام البشر بالتفرغ بوقتهم وأموالهم ومواردهم لغرض واحد هو حل أو معالجة القضايا الاجتماعية.
وبعض القضايا الاجتماعية لا يمكن تصنيفها كمشاكل اجتماعية ذلك لأن المشاكل الاجتماعية تدل على وجود مرض في هيكل المجتمع ويحتاج إلى حلول ومعالجة بينما يمكن تصنيفها كمواضيع اجتماعية تحتاج فقط إلى النقاش، على سبيل المثال القضايا الاجتماعية بما يخص التصويت الحزبي والقومي.
قضايا اجتماعية شخصية
القضايا الاجتماعية الشخصية هي القضايا التي تنبع من نواقص على مستوى الفرد وأيضاً تكون حول إطار صغير له ولعلاقاته، ويرى علماء الاجتماع أن القضايا الاجتماعية الشخصية هي التي تمثل ما يخص أراء ووجهات نظر الأفراد حول قضية اجتماعية معينة، على سبيل المثال تعتبر عملية الفصل بين القضية الاجتماعية والقضية الشخصية تدور حول كيفية تعريف الجماعات لهذه القضايا.
إذ أن قضية البطالة هي قضية اجتماعية من وجهة نظر الجميع، ولاكن عندما يفقد شخص معين وظيفته تكون قضية شخصية وعندما يتأثر قطاع معين في المجتمع ويؤثر على أن يفقد مجموعة كبيرة من الأشخاص لوظائفهم يتم تصنيفها هنا على أنها قضية اجتماعية شخصية ذلك أنها تمس الأفراد داخل المجتمع.
قضايا التكافؤ مقابل قضايا الموقف
من وجهة نظر العديد من علماء الاجتماع يمكن تعريف قضية التكافؤ على أنها من المشاكل الاجتماعية التي تدور حول وجود أراء متشابهة وعلى نطاق واسع حول القضايا الملحة الموجودة في العالم، وهذه المشاكل تشكل قلق لجمهور كبير من الناس، على سبيل المثال تعتبر قضية العنف ضد المرأة من الأمثلة الشائعة على قضايا التكافؤ ذلك لأنها من القضايا الاجتماعية التي تشترك كافة الثقافات والمجتمعات على أهمية أدانة مرتكبيها، وقد وضح علماء الاجتماع ذلك بعتبارها قضية عالمية على نطاق واسع.
وعلى عكس ذلك تماماً يعتبر علماء الاجتماع أن قضايا الموقف الاجتماعي هي من المشاكل الاجتماعية التي يتم فيها توضيح رأي الجمهور العام في المجتمع، حيث من المؤكد أن يكون هذه الأراء ووجهات النظر تختلف بختلاف الأشخاص ومعتقداتهم وقيمهم لذلك هناك أراء متشددة وأراء معارضة، وأراء لا يمكن تبديلها أو تغييرها، على سبيل المثال تعتبر مشكلة عمالة المرأة مشكلة وقضية اجتماعية تقدم مثال على مشاكل الموقف الاجتماعي لأنها تنطوي على وجهات نظر مختلفة حولها، إذ أن هناك من يؤيدها وهناك من يعارضها وهناك من يراها غير مقبولة على الأطلاق.
أنواع مشاكل التكافؤ مقابل قضايا الموقف الاجتماعي
1- الطبقات الاجتماعية: يعرف علماء الاجتماع الطبقات الاجتماعية على أنها من القضايا الاجتماعية التي تحمل نوع معين من التفرقة بين الأشخاص في المجتمع وذلك على أساس اختلافهم بالاقتصاديات القائمة على المهن ورأس المال والدخل والقوة المنبثقة من الوضع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي، وبتالي فأن الطبقات الاجتماعية من القضايا النسبية بسبب تفاوت معناها بنسبة الأفراد والجماعات والثقافات والمجتمعات.
2- شؤون اقتصادية: تعتبر الشؤون الاجتماعية من وجهة نظر علماء الاجتماع من القضايا الاجتماعية النسبية وذلك لأن هناك اختلاف في معدلات تحصيلها لكل من المناطق والدول والأفراد والجماعات والمجتمعات والثقافات، أذ أن لكل من هذه الفئات دور في هذه الشؤون الاقتصادية.
3- الفوضى الاجتماعية: تعتبر مشكلة الفوضى الاجتماعية من القضايا التي تشترك أيضاً في عملية النسبية لبعض المجتمعات حيث هناك عدد من المجتمعات تشترك في تعريفها ومفهومها الفوضى الاجتماعية، ومن بعض مشاكل الفوضى الاجتماعية مشكلة التسرب المدرسي وتعاطي المخدرات.
4- الصحة العامة: قضايا الصحة العامة من القضايا الاجتماعية المهمة على نطاق واسع وتؤثر على اقتصاديات المجتمعات والأفراد، وتعتبر أيضاً من القضايا الاجتماعية المنتشرة لذلك فهي قضية اجتماعية عالمية من حيث أنها تشكل مصدر قلق للمجتمع والحياة وذلك لأن وجود مشاكل فيها قد يؤدي إلى ظهور مشاكل اجتماعية كثيرة ومتعددة.
5- التمييز على أساس السن: التمييز على أساس السن من القضايا الاجتماعية التي تحمل التفرقة والتميز ضد فئة عمرية معينة، بحيث لا يستطيع شخص معين ضمن فئة عمرية معينة القيام بشئ أو يتم التعامل معه بصورة تختلف عن شخص من فئة عمرية أخرى.
6- عدم المساواة الاجتماعية: يرى علماء الاجتماع أن مشكلة عدم المساواة الاجتماعية من المشاكل الاجتماعية التي تنطوي على التمييز في التعامل مع الأفراد والجماعات على أساس اختلافهم في الجنس والعرق والنوع والطبقة الاجتماعية والمهن والديانة والعمر والمرض واللون، وتعتبر أيضاً من المشاكل الاجتماعية العالمية بسبب انتشارها في العديد من المجتمعات حول العالم.
وجادل علماء الاجتماع على ضرورة محاربة صور هذه المشكلة بكافة الوسائل والطرق الحديثة، وذلك بقيام أصحاب القرارات بفرض برامج توعية تظهر الأثار السلبية لمثل هذه المشكلة، وعن طريق قيام المنظمات الدولية والإقليمية والعالمية بتوسيع نطاق الخدمات والحقوق لكافة الفئات والأحياء المحرومة والهامشية من أجل الوصول إلى المساواة بين جميع فئات المجتمع.
7- التعليم والمدارس العامة: تعتبر عملية التعلم والتعليم في المدارس العامة من القضايا الاجتماعية التي تحمل توزيع غير متكافئ من ناحية التمويل، وهذا له دور في عملية تكوين الأجيال القادمة، ونتيجة لذلك من الممكن أن تنشأ العديد من المشاكل الاجتماعية التي ظهرت نتيجة عدم التوزيع العادل لهذه السياسات التنظيمية والتعليمية.