e3arabi – إي عربي

مشكلة الجوع

اقرأ في هذا المقال


يشعر الجميع بالجوع بشكل يومي، ومعظم الناس قادرون على إشباع هذه الرغبة والحاجة، وحتى لو لم يكن ذلك على الفور يمكنهم الاعتماد على تناول وجبة أو وجبة خفيفة في غضون ساعات، ليس هذا هو نوع الجوع الذي يهتم به علماء الاجتماع، والأشخاص الذين يعانون من الجوع المزمن ليس لديهم خيار الأكل عندما يكونون جائعين، ولا يحصلون على ما يكفي من السعرات الحرارية أو العناصر الغذائية الأساسية أو كليهما، ويعاني الأشخاص الجائعون من مشكلة مستمرة في تناول الطعام، ولديهم حاجة أساسية هي كيفية إطعام أنفسهم وأطفالهم اليوم وغدًا.

مشكلة الجوع

حقيقة وجود الكثير من الجياع في العالم اليوم أمر محير عند التفكر في الأمر، خصوصاً في القرن الحادي والعشرين، حيث يمكن التواصل على الفور مع الناس في جميع أنحاء الأرض بفضل الإنترنت، وأصبحت المعرفة التي تم جمعها عن الإنسانية في متناول الأيدي عبر الهواتف الذكية الموجودة، إلا إنه لا يزال الجوع في العالم يمثل مشكلة كبيرة، وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية المزمن في العالم يبلغ 795 مليون شخص، وهذا يعني أن واحدًا من كل تسعة أشخاص من بين أكثر من سبعة مليارات شخص على وجه الأرض يعانون من الجوع بانتظام.

ويعيش جميع الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في العالم تقريبًا في البلدان النامية، وفي الواقع يعيش اثنان من كل ثلاثة أشخاص يعانون من نقص التغذية المزمن في آسيا، ولا تزال أفريقيا جنوب الصحراء هي المنطقة التي تعاني من أسوأ مشاكل الجوع، حيث يعاني أكثر من واحد من كل أربعة أشخاص من سوء التغذية، ويفترضعلماء الاجتماع أن الجوع في العالم لا يزال يمثل مشكلة خطيرة لأنه ببساطة لا يوجد ما يكفي من الغذاء لإطعام الجميع، ومع ذلك سيخبر العلماء الذين درسوا الجوع في العالم أن العالم ينتج ما يكفي من الغذاء لإطعام كل شخص على هذا الكوكب، إذاً ما هي المشكلة؟

السبب الرئيسي للجوع في جميع أنحاء العالم هو الفقر، فالملايين من الناس حول العالم فقراء للغاية لدرجة أنهم لا يستطيعون شراء الطعام، كما أنهم يفتقرون إلى الموارد اللازمة لزراعة طعامهم، مثل الأراضي الصالحة للزراعة ووسائل حصاد ومعالجة وتخزين الطعام، وهناك العديد من أسباب الفقر التي تساهم في مشكلة الجوع في العالم، على سبيل المثال تؤدي النزاعات حول العالم، بما في ذلك الحروب بين البلدان والحروب الأهلية داخل البلدان والإرهاب وأعمال العنف الأخرى، إلى نزوح ملايين الأشخاص مما يؤدي إلى زيادة الفقر والجوع.

عامل آخر يساهم في الجوع نفسه على الرغم من إنه قد يبدو من الغريب إلقاء اللوم على الجوع على إنه سبب للجوع، إلا إنه في الواقع انعكاس للحلقة المفرغة التي يسببها الجوع، عندما يعاني الناس من سوء التغذية، فإنهم يميلون إلى أن يكونوا ضعفاء وغير صحيين، إذا كان الجوع يجعل من الصعب النمو والتعلم، فليس من المستغرب إلا يتمكن هؤلاء الأشخاص من النهوض لكسر حلقة الفقر والجوع، وعند التفكير في طرق لإصلاح الجوع في العالم، بدأ بعض علماء الاجتماع في التركيز على قضية هدر الطعام مع وجود أشخاص في العالم يعانون من نقص التغذية.

ما الذي يسبب مشكلة الجوع في العالم

يتسبب انعدام الأمن الغذائي والجوع في إصابة العديد من الأطفال بالتقزم إن لم يكن أسوأ بسبب سوء التغذية، وكجزء من أهداف التنمية المستدامة لأمم العالم، تعمل مؤسسة (Concern) على القضاء على الجوع وسوء التغذية بحلول عام 2050، وهذا يعني أن ما يقرب من 3 ملايين شخص قد تغيروا نحو الأفضل، وينتج العالم ما يكفي من الغذاء لإطعام 7.5 مليار شخص، ومع ذلك يعاني شخص واحد من كل 9 أشخاص حول العالم من الجوع كل يوم.

الفقر

يوجد الفقر والجوع في حلقة مفرغة، عادة ما لا تستطيع العائلات التي تعيش في فقر شراء الطعام المغذي مما يؤدي إلى نقص التغذية بدوره، ويجعل نقص التغذية من الصعب على البشر كسب المزيد من رأس المال حتى يستطيعوا من تحمل مصاريف الغذاء الصحي، وقد تظطر بعض الأسر لبيع ماشيتها أو أدواتها التي تعيش في فقر أو لتكملة دخلها، ويؤدي هذا إلى تبني إغاثة قصيرة الأمد، ولكنه يؤدي إلى استمرار طويل الأجل من الجوع والفقر والذي غالبًا ما ينتقل من العائلة إلى الأبناء.

وجمهورية الكونغو الديمقراطية معترف بها على أساس سنوي باعتبارها واحدة من أفقر بلدان العالم، ويبلغ عدد سكانها 77 مليون والغالبية العظمى منهم يعيشون على أقل مقومات الحياة، وفي عام 2017 واجه 7.9 مليون مواطن من جمهورية الكونغو الديمقراطية الجوع الحاد، وغالبًا ما يسير الفقر جنبًا إلى جنب مع العديد من أسباب الجوع الأخرى.

نقص الغذاء

في جميع أنحاء العالم هناك بعض المناطق التي يمر بها العائلات الزراعية بأوقات تسبق مواسم حصاد معروفة بمصطلح موسم الجوع، وهذه هي الفترات من السنة التي تستهلك فيها الإمدادات الغذائية من حصاد الموسم السابق، لكن وجود فرصة لأعادة الإمدادات تبقى متوقفة لوقت معين وهذا يضع الأسر مجبرة على الاستغناء عن وجبة أو أكثر ولأكثر من يوم في الوقت الذي يسبق فترة الحصاد التاليه والتي ستكون على بعد فترة من الأشهر.

الحرب والصراع

الحروب والصراعات هي أيضاً من بين المساهمين الرئيسيين في الجوع في العالم، ففي بعض الدول أدت الحرب الأهلية إلى نزوح جماعي وهجر الحقول، والنتيجة هي فشل المحاصيل الذي أدى إلى جانب معدل التضخم المرتفع الذي يجعل أسعار المواد الغذائية المستوردة إلى جعل 6 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وبالمثل أدى الصراع المستمر إلى احتياج أكثر من نصف البلاد حوالي 17 مليون شخص إلى إجراءات عاجلة في ظل غياب المساعدات الغذائية الإنسانية المستمرة.

تغير المناخ

تتمتع بعض الدول بسلام واستقرار سياسي نسبي، ومع ذلك فإنهم يعانون أيضًا من الجوع بسبب الظروف المناخية المتطرفة، ويمكن أن يؤدي هطول الأمطار كثيرًا أو قليلًا جدًا إلى تدمير المحاصيل أو تقليل كمية المراعي الحيوانية المتاحة، وهذه التقلبات تزداد سوءًا بسبب نظام الطقس، ومن المرجح أن تزداد بسبب التغيرات في المناخ، وتميل أنماط المناخ المتطرفة أيضًا إلى التأثير على أفقر مناطق العالم أكثر من غيرها، ويقدر البنك الدولي أن تغير المناخ لديه القدرة على دفع أكثر من 100 مليون شخص إلى الفقر خلال العقد المقبل.

سوء التغذية

الجوع ليس مجرد نقص في الحصول على الطعام، بل إنه نقص في الوصول إلى العناصر الغذائية الصحيح، ومن أجل الازدهار يحتاج الإنسان إلى مجموعة من الأطعمة التي توفر مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية الأساسية، وغالبًا ما تعتمد العائلات الفقيرة على نوع واحد أو اثنين من الأطعمة الأساسية مثل الذرة أو القمح، مما يعني أنهم لا يحصلون على ما يكفي من المغذيات الكبيرة والفيتامينات، وربما لا يزالون يعانون من آثار الجوع.

ونقص التغذية مهم بشكل خاص للنساء الحوامل والمرضعات والأطفال الصغار فدعم التغذية أثناء الحمل وحتى سن الخامسة يمكن أن يساعد في حماية الأطفال طوال حياتهم، وتقلل التغذية السليمة من احتمالية الإصابة بالأمراض وسوء الصحة والضعف الإدراكي، ومن خلال بعض الدراسات تتعلم المجتمعات في بعض بلدان كيفية تحديد الأطعمة البرية الغنية بالمغذيات والتي تعتبر آمنة للأكل من أجل تحقيق أقصى استفادة من مواردها المتاحة، وهذه الدراسات تعتبر إحدى الطرق العديدة التي يتم البحث بها عن حلول مستدامة للمجتمعات التي تعاني من سوء التغذية.

فضلات الطعام

وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، لا يُستهلك ثلث إجمالي المواد الغذائية المنتجة أكثر من 1.3 مليار طن منها مطلقًا، والأكثر من ذلك أن إنتاج هذا الغذاء المهدر يستخدم أيضًا موارد طبيعية أخرى، خصوصاً عندما تكون مهددة، ويكون لها تأثير مضاعف في البلدان التي تضررت بالفعل من الجوع والفقر وتغير المناخ، ويتطلب إنتاج هذا الطعام المهدر كمية من المياه تساوي التدفق السنوي.

عدم المساواة بين الجنسين

كشف علماء الاجتماع في هدفهم الثاني من أهداف التنمية المستدامة إنه إذا كانت المزارعات يتمتعن بنفس الوصول إلى الموارد مثل الرجال، فإن عدد الجياع في العالم يمكن أن ينخفض ​​بما يصل إلى 150 مليون، حيث تتولا المزارعات مسؤولية زراعة وحصاد وإعداد وبيع غالبية المواد الغذائية في البلدان الفقيرة.


شارك المقالة: