مصادر الصراع في علم الاجتماع السياسي

اقرأ في هذا المقال


مصادر الصراع في علم الاجتماع السياسي:

1- العوامل ذات الطابع السياسي:

حيث يكون المصدر سياسي، مثل تنافس السلطة، حيث تؤكد الكتب السياسية إن جميع الأنظمة السياسية في العالم الآن هي محصلة تنافس أدوات الحكم على القيادة تنافساً صحيحاً أو مسلحاً، كصراع الطبقات أو الطوائف أو القبائل أو الأحزاب أو الأفراد، وحيث أن الصراع في الغالب ينتج عنه غالب ومغلوب.

فإن الناتج في هذه الحالة سيكون فوز إحدى تلك الأدوات، وهزيمة الشعب، أي أن الصراع سيستمر بعد كل حالة من تلك الحالات، أما كيفية حسم التنازع على السلطة، فهي تتمثل في إقامة المؤتمرات الجمهورية واللجان الجمهوري، لتختفي بذلك أدوات الحكم، التقليدية المتصارعة من أجل الوصول إلى السلطة، ويمتلك الشعب السلطة والثروة والسلاح، أي كل مقومات القوة التي عادة ما يكون الصراع من أجلها.

2- العوامل ذات الطابع الاقتصادي:

والمتمثلة في تضارب المصالح الاقتصادية بين أصحاب المصلحة في ذلك، فالعلاقات الظالمة بين المنتج ووسائل الإنتاج، هي التي تؤدي إلى ذلك الصراع الأزلي الذي نتج في النظام الرأسمالي عن سيطرة رأس المال على وسائل الإنتاج، وبذلك السيطرة على العمال، مما أدى إلى سلبهم غالب حقوقهم المادية المتمثلة في سرقة جهدهم بإعطائهم جزء يسيراً من حقوقهم مقابل جهودهم المبذولة لغرض زيادة الإنتاج.

كما حرم العمال من حقوقهم الإنسانية كحقهم في التعليم والحياة الكريمة وأصبحوا مجرد عمال لدى رب العمل، أدى ذلك إلى أن يقدم كارل ماركس نظريته الاشتراكية التي تعدو أن تكون وجه آخر لنفس العملة، التي تمثل النظرية الرأسمالية وجهها الأول، فقد اعتقد ماركس أن جوهر التنازع إنما يكمن في التضارب والتناقض بين مصالح المستويات الاجتماعية التي تقررها طبيعة العلاقات الإنتاجية التي يكونها الإنسان مع وسائل الإنتاج، والتي تقود إلى الصراع الطبقي الدائم، الذي يعتبره العنصر الرئيسي في الصراع الاجتماعي والمحرك الرئيسي للتاريخ البشري، كما أنه عامل فعال في تطور الجماعة، والمترجم لما يتخللها من متناقضات.

3- العوامل ذات الطابع الثقافي:

سواء كان ذلك على مستوى الأفراد أو الجماعات، فكثيراً ما كان الاختلاف في الدين أو اللغة أو القيم الاجتماعية، سبباً في قيام الصراعات التي يحاول فيها كل طرف فرد أو جماعة أو شعب أو أمة، أن يفرض ثقافته على الآخر، ﻷنه يرى من وجهة نظره بأنها الأصلح، ومن منظور آخر فإن أي طرف لا يقبل المساس بنموذجه الثقافي، وهو مستعد دائماً للدفاع عنه والموت في سبيله، حيث أن الثقافة تعد السمة المميزة لكل مجتمع، وهي هويته التي بدونها لا تستقيم الأمور.


شارك المقالة: