هناك مظاهر للرضا الوظيفي في الخدمة الاجتماعية تؤثر وتنعكس على الإنتاجية لدى العامل بطريقة إيجابية، إلا أن هناك مظاهر أخرى لعدم الرضا الوظيفي وهي بدورها تمثل أبعاد سلبية تؤثر على الإنتاجية وهذا يتنافى مع مبادئ الخدمة الاجتماعية، وسنوضح مظاهر عدم الرضا الوظيفي وانعكاسها على العمل.
مظاهر عدم الرضا الوظيفي في الخدمة الاجتماعية
1- التغيب عن العمل
تعتبر مشكلة التغيب عن العمل من أخطر المشكلات التي تؤثر على أداء العامل وإنتاجيته في الخدمة الاجتماعية، مما يؤدي إلى ضعف الكفاية الإنتاجية وارتفاع تكلفة العمل وإعاقة التقدم الإنتاجي.
ويقصد بالتغيب عن العمل في الخدمة الاجتماعية، التخلف عن أداء العمل الموكول به العامل من غير سابق إنذار وما ينتج عنه من تخبط للعمل الذي يؤثر على الإنتاجية في مجال العمل وهذا لا يتوافق مع قيم الخدمة الاجتماعية، وهناك عوامل كثيرة تؤدي إلى تغيب العامل عن عمله إما عدم ملائمة قدراته الجسمية مع نوع العمل أو إصابة العامل بمرض أو عجز أو عدم ملائمة مهارات العامل مع متطلبات العمل أو سوء معاملة الرؤساء والزملاء أو سوء بيئة العمل بالنسبة للعامل في مؤسسات الخدمة الاجتماعية.
ويؤثر التغيب عن العمل بدوره على معدل ساعات العمل المفقودة، حيث يمثل التغيب عن العمل فقدان العمل لمعدل من الساعات التي تساعد في نقص الإنتاج في المؤسسات الخدمة الاجتماعية بالنسبة للعامل، وبعبارة أخرى فإن التغيب عن العمل يمثل مظهراً من مظاهر عدم الرضا عن العمل وإن هناك علاقة بين الرضا عن العمل أو عدم الرضا عنه وتغيب أو حضور العامل إلى العمل والذي بدوره يؤثر على آراء العامل وإنتاجيته.
2- سوء التوافق المهني
الفرد المتوافق هو الذي يستطيع أن يعيش حياة سعيدة ناجحة في أسرته وعمله ومجتمعه ككل بما يحقق له التوازن المطلوب وهذا ما نسميه حسن التوافق في الخدمة الاجتماعية، أما سوء التوافق فهو عدم التكيف الناجح مع ظروف العمل أو الظروف الأسرية أو مع المجتمع الخارجي بما يجعل الفرد يحس بأنه غير راضٍ عن نفسه ودائم الشكوى مع تعاسته في الحياة وهذا يتنافى مع مبادئ الخدمة الاجتماعية.
وينتج سوء التوافق في مجال العمل في الخدمة الاجتماعية من مسببات متعددة متداخلة منها عوامل شخصية وترجع إلى العامل نفسه، من حيث مقدار جهده أو استعداده أو التدريب الذي يتلقاه أو لعدم تناسب قدراته مع نوع عمله، كما ينشأ أيضاً من عيوب المنشأة التي يعمل بها أو من عيوب الجوانب المادية، وغالباً ما ينشأ سوء التوافق من تداخل العوامل الشخصية والخارجية بالإضافة إلى سوء التوافق الذاتي والاجتماعي، وما له من تأثير فعال وحاسم بالنسبة لسوء الاتفاق المهني.
وسوء الاتفاق المهني له مؤثرات عديدة منها ما يرتبط بسوء الإنتاج في مؤسسات الخدمة الاجتماعية ونقصه أو التنقل من عمل إلى آخر أو التكاسل واللامبالاة بالعمل وأيضاً سوء العلاقات داخل العمل وهذا لا يتوافق مع متطلبات الخدمة الاجتماعية.
ومما سبق يمكن القول أن سوء التوافق المهني يعد من المظاهر الخاصة بعدم الرضا الوظيفي في الخدمة الاجتماعية وهو أحد المشكلات التي تؤثر بالسلب على العامل.
3- إصابات العمل والأمراض المهنية
تعد إصابات العمل من المعيقات الهامة التي تعوق التقدم الصناعي في الخدمة الاجتماعية، حيث أنها تسبب للعامل إضراراً كثيرة مثل الإصابة بإعاقة أو تشوه يؤدي إلى عجزه أو تعطله عن العمل وما يترتب على ذلك من مشكلات مثل ترك العمل وانخفاض الدخل واهتزاز مكانته في الأسرة، كما قد يؤثر على علاقاته الاجتماعية بالآخرين من حوله، كذلك تؤثر على استقراره النفسي هذا بالإضافة إلى الآثار السلبية التي تترتب على صاحب العمل والمجتمع مثل فقدان العمال المهرة والمعدات والخامات وضياع ساعات العمل مما يقلل من الإنتاج وهذا يؤثر على شروط الخدمة الاجتماعية.
وهناك عوامل كثيرة تؤدي إلى إصابات العمل منها عدم تركيز العامل أثناء العمل، واستهتار العامل أثناء تأديته لعمله وعدم التزامه باتباع إجراءات الأمن وعدم ملاءمة ظروف العمل وعدم توفر معدات الوقاية المهنية وكل ذلك قد يكون مرجعه عدم الرضا عن العمل.