معركة الأصنام

اقرأ في هذا المقال


ماقبل معركة الأصنام

كانت الاشتباكات العسكرية التي وقعت تحت قيادة زعيم أمازيغ زناتة خالد بن حميد الزناتي غير قادرة على إقناع باقي القبائل الأمازيغية في المغرب والأندلس بالانضمام إلى تمرده، مما أضعف بشدة القوة الأمازيغية، ستبقى العديد من المجتمعات الأمازيغية الهادئة محايدة لا تدعم ثورة البربر.

وهُزمت القبائل القليلة التي استجابت للثورة ضد الأمويين في شرق المغرب الكبير، وشمل ذلك حاكم وقائد السفريت الذي يعرف باسم عكاشة بن أيوب الفزاري، الذي قام بتجهيز جيش أمازيغي وقام بمحاصرة كل من قابس وقفصة، كما تم القيام بنشر جيش إفريقي صغير في الجهة الجنوبية وكان يترأسه حاكم مدينة القيروان عبد الرحمن بن عقبة الغفاري، الذي قام بهزيمة القوات المتمردة التي قادها عكاشة بن أيوب الفزاري.

أين وقعت معركة الأصنام

وقعت معركة الأصنام بالمغرب الأوسط على وادي الشلف وذلك غرب عاصمة الجزائر، وهي معركة انتصر فيها الأمويون بقيادة حنظلة بن صفوان على البربر، وذلك في عام (125ه)، وأطلق العرب عليها الأصنام نسبة لموقع المعركة في مدينة الشلف التي تكثُر فيها الآثار الرومانية.

أحداث معركة الأصنام

أمر الخليفة هشام بن عبد الملك الحاكم الأموي لمصر حنظلة بن صفوان الكلبي بالقبض على عكاشة وتفريق قواته، سارع حنظلة بن صفوان بجيشه من مصر في فبراير (742) ووصل إلى القيروان حوالي أبريل (742)، تمامًا كما عادت القوات تحت قيادة عكاشة من الجزائر لمداهمة المنطقة المحيطة بالمدينة، هُزم عكاشة مرة أخرى خارج المدينة، لكنه فر عائدًا إلى الجزائر لحشد الدعم مرة أخرى.

جاءت قوة كبيرة بقيادة زعيم قبيلة حوارة الأمازيغ عبد الواحد بن يزيد الهواري لمساعدة عكاشة، وتقدمت شرقًا لمهاجمة الجيش الأموي في الجزائر والقيروان، كان جيش عبد الواحد بن يزيد الهواري، الذي تم تجميعه من القوات الأمازيغية المتبقية في المغرب، واحدًا من أكبر التجمعات في الشرق الأقصى طوال الحرب، مما شكل تهديدًا مباشرًا للإدارة الأموية في المغرب العربي وقطع الإمدادات عن الغرب.

حيث واصل جيش متمركز حول طنجة عملياته في المغرب، علم حنظلة بن صفوان أنه من المهم قطع الجيش الأمازيغي قبل وصوله بالكامل إلى القيروان، وإرسال قوة من الفرسان لعرقلة سير عبد الواحد في الشمال، تركزت غالبية قوات حنظلة على عكاشة، الذين مروا من الطريق الجنوبي لمواجهة بقية القوات الأمازيغية.

تم هزيمة جيش عكاشة في معركة دامية في القرن وتم أسره، قام حنظلة بإعادة تأهيل جيشه قبل الانطلاق مرة أخرى لمحاربة جيش عبد الواحد الذي يقترب، في مايو (742)، قام حنظلة بن صفوان بمواجهة جيش الأمازيغ وهزيمتهم عندما كان يقودهم عبد الواحد بن يزيد في معركة الأصنام، خارج حدود مدينة القيروان.

وسقط نحو (100،000) إلى (150،000) أمازيغ، بمن فيهم عبد الواحد، في ميدان المعركة في تلك المواجهة الواحدة، تم إعدام عكاشة بعد فترة وجيزة، أدت هزيمة عبد الواحد فعليًا إلى إنهاء التمرد في قلب إفريقية، لكن لا يزال على الأمويين استعادة بقية المغرب العربي.

مع تقدم القوات السورية والمصرية تحت قيادة حنظلة الآن نحو المغرب، نزلت القوات المتبقية من الحملة السورية الأولية المحتشدة داخل طنجة إلى الأندلس للمساعدة في تفريق عدد من الثورات الصغيرة، ترك الجيش العربي ثكنة صغيرة في طنجة، وسار باتجاه الشمال، حيث تألفت غالبية الحامية من جنود أمازيغ.

تصرف بسرعة وتمكن من إخماد التمرد الصغير بسرعة، لكن الضعف على طول الحدود أجبر الحملة الاستكشافية على التحصين هناك بشكل دائم للحماية من الغارات المحتملة من أستورياس، وقعت عدة مناوشات مع مسيحيي الشمال والحامية السورية، مما أدى إلى محاصرة المجتمعات الأمازيغية بين أن تداهم أستورياس.

نتائج معركة الأصنام

كان من نتائج معركة الأصنام قتل قائد خوارج المغرب الأوسط عبدالواحد الهواري، وتم إرسال رأسه للقائد الأموي حنظلة بن صفوان الكلبي، أما قائد الخوارج بأفريقيا عكاشة بن محصن فقد هرب إلا أن البربر أمسكوا به وسلموه للقائد حنظلة بن الكلبي والذي أمر بقتله.

أمّا قائد خوارج المغرب الأقصى أبو قرة المغيلي والذي ذُكر أنه كان في مقدمة جيش الخوارج فر هو ومجموعة من الخوارج إلى المغرب الأقصى إلاّ أن حنظله طاردهم وتمكن من القضاء عليهم، ويُذكر أنّ جيش الخلافة الأموية أوقع أعدادًا كبيرة من القتلى من جيش الخوارج، واستطاع حنظلة دخول المغرب الأقصى، وبعد ذلك رجع إلى القيروان.


شارك المقالة: