معركة فوتشو البحرية

اقرأ في هذا المقال


معركة فوتشو البحرية: هي أول المعارك من معارك الحرب الصينية الفرنسية وقد استمرت الحرب لمدة سنة ونصف وكانت بدايتها في عام 1883 ميلادي وقامت فرنسا خلال الحرب بتدمير أربعة أساطيل بحرية صينية، وعلى الرغم من القوة التي كانت تتمتع فيها الصين، إلا أنّها لم تتمكن من الصمود أمام القوة البحرية التي تتمتع فيها فرنسا والتي كانت تملك أكبر أسطول بحري.

معركة فوتشو البحرية

في بداية شهر أيار من عام 1884 ميلادي تم عقد اتفاقية تيننتسيين بين فرنسا والصين وتم خلال تلك الاتفاقية العمل على إنهاء علاقة العداوة التي كانت بين الصين وفرنسا في منطقة تونكين، في عام 1884 ميلادي تقدمت القوات العسكرية في أراضي لونج سين وحاولت السيطرة عليها؛ ممّا أدى إلى زيادة الصراعات بين الطرفين وأدى ذلك إلى قيام الحرب الصينية الفرنسية.

غضبت الصين من التصرف الذي قامت به فرنسا وقامت بوضع كمين لها وعند وصول الأخبار، طلبت الحكومة الفرنسية من الحكومة الصينية التراجع عن الكمين وتقديم اعتذار، إلا أنّ الحكومة الصينية رفضت ذلك وقالت بأنّ الحكومة الفرنسية هي من فتحت باب الصراع من جديد وقال الصين أنّها سوف تجري تفاوض مع فرنسا بشرط التزامها بالقواعد التي تطالب بها الصين.

في ظل المفاوضات الجارية، كانت فرنسا تقوم بتجهيز قواتها العسكرية وأمرتهم الاتجاه إلى أراضي فوشو البحرية والعمل على مهاجمة الأسطول البحري الصيني الموجود في ميناء ماوي، لم تنجح المفاوضات الصينية الفرنسية وفي منتصف شهر آب من نفس العام أصدرت فرنسا الأوامر إلى قواتها العسكرية لبدء القتال ضد القوات الصينية.

كانت البحرية الفرنسية تتميز بوجود أحدث السفن البحرية، كما كان يوجد لديها الزوارق الحربية وقامت بتوزيعها على ثلاثة مناطق، أما الصين فقد كانت تملك أسطول بحري واحد ولم يتم تجهيزه بالمعدات العسكرية الكافية مقارنة مع فرنسا، فقد كانت الصين تنوي فقط الدفاع وام تضع خطة للهجوم، وقاد الأسطول البحري الصيني الإمبراطور تشانغ بيلون.

في نهاية شهر آب من عام 1844 ميلادي بدأت الأساطيل البحرية الصينية تعمل بشكل طبيعي على الرغم من معرفتها عن الهجوم الذي تقوم بتجهيزه فرنسا، إلا أنّها لم تبدأ بعملية الهجوم أولاً، قامت القوات الفرنسية بعملية إطلاق النار على القوات الصينية كعملية تهديد ولم تتحرك القوات الصينية، إلا عند قيام القوات الفرنسية بالتقدم نحوها، لتبدأ بعد ذلك عملية التفجير من كلا الطرفين.

في بداية الحرب قامت السفن الفرنسية بالهجوم على أكبر السفن الصينية ودمرت أجزاء منها ومن ثم تم الهجوم على ثاني السفن الصينية وكانت الخسائر فيها أقل، قامت مجموعة من القوارب الفرنسية بالانسحاب وذلك بعد مقتل عدد من البحارة، خلال تلك الفترة كانت القوات الفرنسية تسير وتقود السفينة الحديدية وبدأ الاشتباك مع سفن الأسطول الصيني.

تعرضت القوات الصينية للكثير من الخسائر وتم قتل أعداد كبيرة من قواتها، ولاحظت الحكومة الصينية أنّ الاستمرار في القتال سوف يؤدي إلى الكثير من الخسائر وربما خسارتها المعركة وجرت عدة محاولات لإخراج السفن الصينية من الحرب، انتهت الصراعات في المساء وفي نهاية شهر آب بدأت السفن الصينية بالهجوم على السفن الحربية الفرنسية، الأمر الذي دفع السفن الفرنسية للتراجع.

قامت القوات العسكرية الفرنسية بقصف ساحة فوشو وألحقت أضرار بالمباني الخارجية من المدينة وقد أدى ذلك فيما بعد إلى تدمير الساحة كاملة، تمكنت السفن الفرنسية من تحقيق انتصارات كبيرة في تلك المعركة وبدأت الدول المؤيدة لها بتقديم التهاني لها، وقامت البحرية الفرنسية بإرسال سفنها التوجه إلى نهر مين.

بدأت الأسطول الفرنسي بقصف الدفاعات الصينية وقام بتدميرها وقد كان الأسطول الصيني متمركز في ممر جينباي وتم قتل عدد كبير من المشاة الصينيين ودمرت البطاريات والمدافع الصينية، استمرت الحرب لفترة طويلة وعلى الرغم من ذلك لم تكن الخسائر الفرنسية كبيرة وتعرض عدد قليل من جنودها للقتل أثناء عمليات الاشتباكات التي كانت جرت مع القوات الصينية.

كانت القوات الفرنسية في حالة هجوم وكانت قد وضعت خطة لحماية جنودها، كان لدى الصين تسعة سفن وتعرض عدد كبير للدمار وتم إغراق السفن في ساحة فوشو البحرية، مع استمرار الصراع والقوة التي يتمتع فيها الأسطول البحري الفرنسي، تم تدمير معظم السفن الصينية والتي كان عددها إحدى عشر سفينة ولم يتبقى منها سوى المعدات التالفة.


شارك المقالة: