مفهوم الثقافة الفرعية والتنشئة الاجتماعية:
مارست الأنثروبولوجيا الثقافية تأثيراً كبيراً في علم الاجتماع الأمريكي، وقد استعمل العديد من علماء الاجتماع مفهوم الثقافة، مستندين إلى التعريفات التي حددها لها علماء الأنثروبولوجيا.
قبل ظهور الثقافة في معناها المحدد، كان علماء الاجتماع ما سمي ب”مدرسة شيكاغو”، شديدي الإحساس تجاه البعد الثقافي الشي ينتمي لكافة العلاقات الاجتماعية.
تطور الأنثروبولوجيا الثقافية:
كان لتطور الأنثروبولوجيا الثقافية الأمريكية خلال السنوات الثلاثين الأخيرة، أثر كبير في قسم علم الاجتماع، وقد انتهى التقارب بين علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بداية، إضافة إلى أخذ كافة مناهجه بعد ذلك، وبهذه الصورة قد تعددت في الولايات المتحدة الأمريكية عملية دراسة الجماعات الحضرية.
وقد تناول الباحثون في هذه الجماعات العامة، بعض جماعات المدن الصغيرة أو جماعات الأحياء، بالطرقة ذاتها التي يتناول بها عالم الأنثروبولوجيا مجموعة قروية أهلية، معتمدين في ذلك الفرضية الفردية، وهي عبارة عن أن الجماعة الواحدة تشكل عالماً مصغراً يكون هذا العالم ممثلاً لكامل المجتمع الذي تنتمي إليه، وتمكن من إدرك كلية الثقافة الخاصة بهذا المجتمع.
على الرغم من أن استخدام التنشئة الاجتماعية، كان حديث نسبياً، إذّ أصبح استعماله جارياً إلى بداية الأواخر من سنوات الثلاثينات، فهو يحيل على مسألة أساسية في علم الاجتماع، إضافة إلى معرفة كيفية أن يصبح الفرد عضواً في مجتمعه، وهذه المسألة مركزية في أعمال العالم دور كايم، ومن أبرز مهام هذه المسألة قيامها بنقل كل مجتمع عبر التربية،ى ألى مجموعة المعايير الاجتماعية والثقافية بين الافراد.
اجتهد عالم الاجتماع الأمريكي تالكوت بارسونز، في التوفيق بين نحليلات دور كايم، وتحليلات العالم فرويد، بالنسبة إلى العالم تالكوت بارسونز، عرفت العائلة الثقافية وهي أول الفاعلين المنشئين بدور مهم، على أن دور المدرسة ومجموعة الأقران للعالم تالكوت بارسونز، لم يقتصر على النمط الثقافي فقط.
أكد علماء اجتماع آخرون، في قطيعة على هذه التحليلات، على الاستقلال النسبي للفرد غير المحددة بصفة نهائية بالنسبة للتنشئة الاجتماعية، إضافة إلى ذلك قدرتها على الاستفادة من الأوضاع المستجدة لتعديلموافقات الثقافة عند حدوث عملية انقضاء، وعلى أية حال تتطور النماذج الثقافية في كافة المجتمعات المعاصرة، التي تؤدي إلى مراجعة النموذج الثقافي لهم.