المُنَظّمة عبارة عن: مؤسسة تتألف من مجموعة من الأفراد يتعاونون في حلّ المشكلات في فترة زمنية معينة مُعتَمدين على أنفسهم في حلّ هذه المشكلات ويستخدمون موارد أساسية بشرية وطبيعية.
تعريف بعض العلماء للمنظمة الاجتماعية
- يُعَرّف ( جون جاوس ) المُنَظّمة الاجتماعية بأنَّها: تجمع إنساني ينتظم فيه الأفراد ليشتركوا في تحقيق هدف مشترك لكل منهم دور ومسؤولية.
- أبرزت الدراسات التي أجراها العالِم ( وايت باكي) مع مجموعة من الباحثين حول المُنَظّمة بأنَّها: مجموعة من الأفراد والأفراد يتعاونون في حلّ المشكلات في فَترة زمنية مُعتمدين على أنفسهم في الوصول إلى الحلّ ويستخدمون موارد أساسية بشرية وطبيعية مُساوية لتحقيق أهداف فردية أو جماعية أو مجتمعية عن طريق سلوك مُنَظّم لعمليات أساسية أو لأدوار مُتداوَلة وذلك بطرق وإجراءات خاصَّة وفي ظروف طبيعية واجتماعية، ويَنتهي ( باكي) إلى المطابقة بين الفرد والمُنَظّمة حيث يرى أنَّ الإنسان بيولوجي نفسي اجتماعي وروحي، وكلها جوانب متكاملة مترابطة لا فواصل بينها.
اتجاهات المنظرين نحو المنظمات الاجتماعية
أولاً: اتجاه المُهتَمين بالناحية البنائية: من أهم العلماء الذين اهتموا بدراسة المُنَظّمات من خلال الناحية البنائية ( سيشور) و( فيبر بارسونز) و( سلزنيك)، وهُم جميعاً يشتركون فيما بينهم في اعتبار المُنَظّمة: تَجمع بشري ينشأ بِنيَة الاستمرار والدوام من أجل تحقيق أهداف معينة، وهم يُقسمون وجهات نظرهم إلى ثلاث اتجاهات فبعضهم يراها على أنَّها أداة لتحقيق أهداف معينة والبعض الآخر ينظر لها على أنَّها بُنيان هادف ذو هدف، والمجموعة الثالثة تنظر للمُنَظّمة بأنَّها نسق اجتماعي له وظائفه.
ومهما كان اتجاه المؤيدين لهذا الاتجاه فإنَّهم يهتمون بمستويات العمل، وجماعاته وتَدرّج السُلطَة كذلك دراسة المتغيرات التحليلية كالاتصال والعلاقات العامة.
ثانياً: المُنَظّمات من وجهة نظر السلوكيين: المُنَظّمات في رأي العلماء السلوكيين عبارة عن: بيئة خاصَّة يعيش فيها الأفراد أو يعملون فيها، ومن خلال هذا فإنَّها تؤثر على سلوكهم وشخصيتهم، كما أنَّ العاملين داخل المُنَظمة يؤثرون على بعضهم البعض ويُلاحظ أنَّ الأفراد في بناء المُنَظّمات دائمي التفسير والشرح لسلوكهم كما أنَّهم يُقيمون بوعي وعلى تأثير الانتماء إلى المُنَظّمات ومدى تأثير المُنّظمة عليهم.
ويقول الدكتور ( صلاح جوهر ) عن أصحاب النظريات:” إنَّ سلوك الإنسان داخل المُنَظّمات ينتج من ثلاث مجموعات من المُتَغيرات، المجموعة الأولى هي: مجموعة من العوامل الفردية التي تتعلق بالفرد، والمجموعة الثانية هي: التي ترتبط بالجماعات الصغيرة التي تتكون بصفة رسمية داخل المُنَظّمة الرسمية وتكون سبباً في نشوء ما يُعرَف بالتنظيم غير الرسمي، أمّا المجموعة الثالثة: فإنَّها تتضمن عوامل تتصل اتصالاً مباشراً بالتنظيم الرسمي”.
ثالثاً: المُنَظّمة في نظر المُهتَمين بالنواحي البيئية: ومن أهم الذين اهتموا بدراسة المُنَظّمات من حيث تأثير البيئة عليها وتأثرها بها العالِم ( سلزنيك) وقدّ استحوذت النظرة البيئية رغم حداثتها على جزء كبير من اهتمام العلماء المُعاصرين، بعد أن أَهمل العلماء التقليديون العوامل البيئية والسلوكية في دراستهم.
وينظر أصحاب النظرية البيئية إلى المُنَظّمة على أنَّها: كيان داخل كيان آخر ويكادون يُجمِعون على أنَّ الحدّ الفاصل بين ما هو مُنَظّمة وما هو بيئة إنَّما هو خطّ اعتباري يكاد يُمحى في بعض الأحيان، وقدّ عبروا عن هذا في بحوثهم وكتاباتهم فاهتم البعض بتحليل العلاقة بين المُنَظّمة والإطار الثقافي أو البيئة الثقافية التي تنشأ فيها من حيث التركيب السكاني والعمراني وطبيعة الجو والموارد ومستوى التعليم والجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها.
واهتم البعض الآخر بدراسة العلاقات بين المُنَظّمات وبعضها البعض، وتتأثر المؤسسات والمُنَظّمات بالبيئة التي تعيش فيها وتأثيرها فيها يُشبه إلى حدٍّ كبير تفاعل الإنسان مع أسرته والوسط الاجتماعي الذي ينشأ فيه، والمُنَظّمات التي لا تتفاعل مع المؤثرات البيئية سُرعان ما تَعزِل نفسها عنها وتصبح كالجسم الغريب فيها، وغالباً ما يُقضى عليها بسبب هذه العُزلة لأنَّها بذلك تَفقد أهم مقومات وجودها وأهميتها وهو الاستجابة لاحتياجات البيئة.