ممارسة السيميولوجيا وأشكالها

اقرأ في هذا المقال


هناك العديد من الممارسات والأشكال لعلم السيميولوجيا التي ناقشها العلماء مثل دو سوسور وتشارلز بيرس، ويتم من خلالها توضيح الروابط التي تنتج المعنى.

ممارسة السيميولوجيا وأشكالها

يشير علماء الاجتماع إلى أن ممارسة السيميولوجيا وأشكالها تظهر كيف أن التمثيلات توفر الوصول الوحيد إلى الواقع، ثم تصبح صحة هذه التمثيلات مشكلة ذات أهمية ملحة، حيث لم يتخلى تشارلز بيرس أبدًا عن اعتقاده بذلك.

إذ يمكن تمثيل الواقع حقًا، ومع ذلك فهو يعترف بذلك بإن وسائل تحديد حقيقة التمثيل تقع بعيدًا عن متناول الفرد، على الرغم من تطور تشارلز بيرس لثلاثة المعايير التي يمكن من خلالها معرفة حقيقة التمثيل بإصرارها والاعتراف بها من قبل الآخرين.

والاستقراء في نهاية المطاف هذه العملية المعرفية غير المتزامنة تكشف أكثر فترة زمنية ممتدة وجماعية، والحقيقي هي تلك المعلومات وعاجلاً أم آجلاً المنطق سينتج عنه أخيرًا، وهو بالتالي مستقل عن التقلبات.

وهكذا فإن الأصل ذاته يوضح مفهوم الواقع أن هذا المفهوم يتضمن بشكل أساسي مفهوم المجتمع، وبدون تحديد حدود، وقادرة على زيادة المعرفة، وهكذا تتكون هاتان السلسلتان من الإدراك الحقيقي وغير الواقعي من تلك التي في وقت كاف في المستقبل ستواصل دائمًا إعادة التأكيد، وتلك التي تحت نفس الظروف سيتم رفضها بعد ذلك في ضوء الطبيعة المؤقتة لهذا الواقع.

والواقع إنه لا يمكن معرفته إلا من خلال العلامات، ويبدو من الواضح أن الكائن أو المرجع مستبعد تمامًا من سيميولوجيا مخطط تشارلز بيرس كما هو من دو سوسور وإنه موجود ضمن المعنى فقط كمفهوم قد يكون أو لا يمثله.

ويمكن أن تُفهم بشكل أفضل المعاملة الدالة التي وصفها تشارلز بيرس في المصطلحات التالية:

1- تمثل العلامة أو الدال في بعض القدرات أو غيرها الكائن أو المرجع، الذي هو نفسه متاح فقط كمترجم شفوي أو مدلول، وبذلك يستنبط داخل عقل فرد أو مترجم آخر.

2- ويدل أن المترجم أو ما يدل على الإرادة في جميع الاحتمالات توليد أخرى إضافية.

3- وفي نوع من ترحيل الدلالة، يخبر تشارلز بيرس أن الواقع في متناول الإنسان لأن الإنسان نفسه علامة، وهذه واحدة من أكثر تأكيدات تشارلز بيرس تطرفًا.

4- وأيضًا واحدة من أهمها أن الإنسان بواسطة تشارلز بيرس يعني ما هو مكون للذات البشرية ولا يعرف العالم فقط من خلال اللغة، فهو نفسه نتاج اللغة: الكلمة أو الإشارة التي يستخدمها الإنسان مع الإنسان نفسه.

5- وحقيقة أن كل فكرة هي علامة، وتؤخذ بالاقتران مع حقيقة أن الحياة هي قطار الفكر، تثبت أن الإنسان هو وقع، حيث الإنسان والعلامة متطابقان.

6- النقطة التي يصر عليها تشارلز بيرس هنا هي أن الوصول إلى معرفة النفس تخضع لنفس القيود السيميائية مثل الوصول إلى العالم الخارجي والمعرفة به، بعبارة أخرى البشر جاهزون معرفيًا لأنفسهم والآخرين فقط تحت ستار الدال، مثل أسماء العلم وضمائر المتكلم أو الصور المرئية، وبالتالي فهي كذلك لجميع المقاصد والأغراض المرادفة لتلك الدلالات.

ويتوقع هذا المقطع من تشارلز بيرس مزيدًا من التطورات الحديثة في السيميائية، ولا سيما تلك التي أجراها إميل بنفينيست وجاك لاكان، حيث تم تصنيف فئات اللغة والذاتية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً لهؤلاء المنظرون وأيضًا الموضوع هو علامة أو دال.

وفي الواقع يشير جاك لاكان إلى هذه النقطة بعبارات تذكر أكثر بقليل بتشارلز بيرس في الصيغ الثلاثية، حيث الدال هو الذي يمثل موضوعًا لدال آخر، وبالطبع لا يولي تشارلز بيرس اهتمامًا ضئيلًا للاوعي، ويميل إلى افتراض أن الدلالة هي ظاهرة واعية بشكل حصري، في حين أن واحدة من أكثر التصريحات شهرة لجاك لاكان هي أن اللاوعي منظم مثل اللغة ويشدد على عمليات الدلالة التي لا يدركها الموضوع.

ومع ذلك من خلال إبراز فكرة أن ملف يتم تحديد الموضوع من خلال الدالات بدلاً من كونه منتجًا متعاليًا لها، وضع تشارلز بيرس الأساس لهؤلاء التحقيقات، علاوة على ذلك لن تكتمل معالجة العلاقة بين الفاعل والدال بدون مخطط تشارلز بيرس، والذي يقدم تفسيرًا أكثر إرضاءً لدور الموضوع المعرفي في عملية الدلالة مما يفعله فرويد أو لاكان أو بنفينيست.

الروابط التي تنتج المعنى بالنسبة لتشارلز بيرس ودو سوسور

ويذكر تشارلز بيرس أن الروابط التي تنتج المعنى يمكن فقط في ذهن الموضوع وأن العلامة ليست فقط تخاطب شخصًا ما، لكنها تخلق في فكر ذلك المرء علامة معادلة، أو ربما علامة أكثر تطوراً، ويمثل ثالوث تشارلز بيرس الثاني أنواعًا مختلفة من العلامات التي يمكن للوعي البشري أن يفسرها ويستوعبها.

ويتكون هذا الثالوث من أيقونات ومؤشرات ورموز، حيث العلامة الأيقونية تشبه موضوعها المفاهيمي بطرق معينة، وهي قد تشترك في بعض الخصائص التي يمتلكها هذا الكائن، أو قد يكرر المبادئ التي بموجبها هذا الكائن يتم تنظيمها.

وتلك التي تشترك في الصفات البسيطة هي صور هؤلاء التي تمثل العلاقات، وبشكل أساسي ثنائية أو معتبرة، من أجزاء من شيء واحد من خلال العلاقات المتشابهة في منطقتهم كأجزاء.

والمخططات هي الرموز الأكثر وضوحًا وهي الصور واللوحات والمنحوتات والصور السينمائية، لكن المعادلات الجبرية والرسوم البيانية كذلك أيضاً مبدعة، وتم تعريف العلامة الفهرسية بواسطة تشارلز على أنها شيء حقيقي أو الحقيقة التي هي علامة على موضوعها بحكم الارتباط بحكم الواقع ومن خلال الاقتحام بقوة العقل.

وبغض النظر عن تفسيره على إنه علامة بعض الأمثلة التي يستشهد بها تشارلز بيرس هي تشير للأعراض، وبسبب التركيز يضع تشارلز بيرس على الرابطة الوجودية بين علامة المؤشر وموضوعه، وبعض الإيضاحات الإضافية قد تبدو مناسبة.

القيمة الدلالة ل لا تكمن فيها العلاقة الفيزيائية مع الريح، ولكن في مفاهيم الريح و الاتجاه الذي يسمح للمراقب بالربط، وبالمثل فإن إصبع التأشير يعمل كإشارة ليس بسببه المجاورة لموقع معين، ولكن لأنها تولد في عقل المشاة أو السائق المصطلحات المفاهيمية انعطف يمينًا.

والفئة النهائية لتشارلز بيرس الرمز تشير إلى علامة العلاقة بموضوعها المفاهيمي تعسفية تمامًا، فالرمز هو علامة تشير إلى الكائن الذي يشير إليه بحكم قانون، وعادة ما تكون جمعية للأفكار العامة، ويعمل على التسبب في تفسير الرمز على إنه يشير إلى هذا الكائن، وليس فقط هو الشيء العام نفسه.

ولكن الهدف ما تشير إليه هو ذو طبيعة عامة، والآن ما هو عام له وجوده في الحالات التي سيحددها، هناك ويجب بالتالي أن تكون الحالات موجودة لما يشير إليه الرمز، حيث اللغات الطبيعية والأنظمة الترميزية من جميع الأنواع هي رمزية بشكل بارز.

وبمعنى تشارلز بيرس لتلك الكلمة العلامات التي تتكون منها تلك الأنظمة هو ما يسميه دو سوسور تعسفيًا علاقتهم بأشياءهم المفاهيمية وهي محض تقليدية، وغير مدفوعة بأي أنظمة أخرى، وأنه ينبغي الإشارة إلى أن تشارلز بيرس ودو سوسور يستخدمان مصطلح رمز في طرق متعارضة تمامًا.

بينما يقصد تشارلز بيرس به علاقة بين عنصرين مختلفين، ويستخدمها دو سوسور لتعيين اتحاد العناصر التي لها نقطة ما شائعة، وفي بعض الأحيان تشبه إحدى هذه العلامات بطريقة ما موضوعها المفاهيمي.

لكن هذا التشابه سيكون عرضيًا لوضعها كرمز، ويمثل الرمز فئة عامة من الأشياء، وليس كائنًا منفردًا، وبالتالي علامة الأم تشير إلى الفكرة العامة للأم رغم ذلك قد يثير بالإضافة إلى ذلك صورة أم معينة، ولا يظهر تقسيم تشارلز بيرس للعلامات مرونة أكبر من دو سوسور لكن إحساس أكثر حرصًا بالوظائف المتداخلة يخدمها كيان واحد.

على سبيل المثال يصر تشارلز بيرس حول الدور الحيوي الذي تلعبه الأيقونة في جميع الاتصالات، والطريقة الوحيدة لتوصيل الفكرة بشكل مباشر هي عن طريق الوسائل الأيقونة وكل طريقة غير مباشرة للتواصل يجب أن تعتمد الفكرة في إنشائها على استخدام هذه الوسائل.

المصدر: السيميولوجيا والسرد الأدبي، صالح مفقود، 2000ما هي السيميولوجيا، ترجمة محمد نظيف، 1994الاتجاه السيميولوجي، عصام خلف كاملسيمياء العنوان، بسام قطوس، 2001


شارك المقالة: