خرافات العرب قبل الإسلام

اقرأ في هذا المقال


دوّنت صفحات التاريخ خرافات وأساطير ومعتقدات كثيرة للناس في شبه الجزيرة العربية، وبمراجعة للتاريخ نجد كثيرًا من الخرافات قد هيمنت على عقول العرب الجاهليين، وكانت هذه الخرافات والمعتقدات من أهم عوامل التخلف والتراجع عن بقية أمم العالم في ذلك الوقت، وكما أنها شكّلت سدًّا أمام انطلاق الإسلام، ولهذا كان النبي _صلى الله عليه وسلم_ يسعى جاهدًا لإحباط تلك الخرافات والأوهام.
 

أشهر خرافات الجاهلية:

خرافة إشعال النار للاستسقاء:

واجهت الجزيرة العربية الجفاف في معظم شهور السنة، فكان الناس يقومون بجمع الحطب من شجر القشر والسلع، ويقومون بربطها بذيل الثور، بعد ذلك يسوقونه إلى أعلى قمة الجبل، فيشعلون النار في حزمة الحطب فتشتعل، ويبدأ الثور يركض ويخور، وهم يرون ذلك تقليًاا للبرق والرعد، فالبرق يُشير إلى النار في الحطب، والرعد خوار الثور والبقر، ويعتقدون ذلك مفيدا لهطول الأمطار.

خرافة حبس البعير على القبر ليحشر الميت عليه:

كان العرب في الجاهلية اذا مات كبير منهم، قاموا بحفر حفيرة بالقرب من قبره، وحبسوا بها بعيرًا، وتركوه يموت جوعًا وعطشًا، إذ يعتقدون أن الميت يركبه ولا يبقى راجلًا بلا راحلة.

خرافة عقر البعير عند قبر الميت:

إذا مات أحد كرماء العرب والذي كان ينحر الإبل لضيوفه، يقوم أقرباؤه بعقر بعير عند قبره؛ تكريمًا للميت وثناءً عليه، وبمجيء الإسلام حارب كل تلك الخرافات والمعتقدات، والتي كان فيها جور وظلم للحيوانات.

خرافات علاج المرضى:

كان العرب قبل الإسلام يرون أن الملدوغ والملسوع لو كان معه شيء من النحاس لمات، وكانوا يعالجون الملدوغ أو الملسوع بإناطة عقود وقلائد الذهب والفضة برقبتهما، وكانوا يعالجون عضة الكلب المصاب بداء الكلب بدم كبير القبيلة أو شيخ العشيرة، يضعونه على موضع الجرح.

كان العرب في جاهليتهم إذا ما ظهرت على أحدهم علامات المسّ أو الجنون، قاموا باللجوء إلى طرد الأرواح الشريرة منه إلى عظام الموتى، والأقمشة الملوثة بالأوساخ والقاذورات فعلقوها برقبة من أصابه مسّ الجنون، ولدفع الجنون عن الجنين والبنين كانوا يعلقون سن السنور والثعلب بخيط، فيعلقونها برقابهم.
كما كانت الأم إذا شاهدت في فم أو شفاه أولادها بثورًا، حملت على رأسها طبقًا وطافت به على دور القبيلة، فتجمع شيئًا من الخبز والتمر وتطعمها للكلاب؛ ليشفى بنوها، وكانت النساء في الحي يراقبن أبناءهن، كي لا يأكلوا شيئًا من ذلك الخبز والتمر لاعتقادهنّ أنهم سيصابون بذلك المرض إن أكلوا من ذلك الخبز.
يعتقد العرب أنه إذا استمر سقم أحدهم قالوا: إنّ المريض قد قتل حية أو غيرها من الجن، وليعتذروا من الجن كانوا يصنعون بعيرًا من الطين يحملونه التمر والحنطة والشعير، ويتركونه ببعض شعاب الجبال، فإذا رأوا الحمل بعد ذلك قد تغير شي منه، اعتقدوا أن الهدية قد قبلت وسيشفى المريض، وإلّا قالوا: إن الجنّ رأوا الهدية قليلة، فلم يقبلوا بها.
من معتقداتهم عند دخول قرية ما وخوفهم من الجن أو الطاعون، يبدأون بالصياح عند مدخل القرية عشر مرات بصوت الحمير “النهيق”، وقد يعلقون برقابهم عظم الثعلب فيلبسونها بالمقلوب كي ينقلبوا الى أهلهم، فإذا رجعوا ووجدوه كما هو اطمأنوا إلى وفاء أزواجهم وعدم خيانتهن لهم، وإذا فقدوه أو وجدوه قد حُلّ، اتهموا أزواجهم بخيانتهم من ورائهم، كانت تلك نماذج من الخرافات التي كانت قد خيّمت على محيط حياة العرب في عهد الجاهلية فجعلت منه عهدًا مظلمًا أسود ومنعت عقولهم من الرقي والنمو.


شارك المقالة: