من هو جون كوينسي آدامز؟

اقرأ في هذا المقال


يعد شخصية سياسية والرئيس السادس للولايات المتحدة الأمريكية ولد في ماساتشوستس كان نجل الرئيس الثاني للولايات المتحدة جون آدامز والد والدته أبيجيل آدامز، حيث عندما كان والده في أوروبا ساعدته سكرتيرة والده على التحدث بلغات أخرى والتحق بجامعة هارفارد وتخرج منها وعمل محامياً، ثم في سنة 1802 انتخب عضواً في مجلس الشيوخ بالولايات المتحدة.

لمحة عن جون كوينسي آدامز

ولد جون كوينسي سنة 1767 في بداية الثورة الأمريكية وكان الابن الوحيد لعائلته أما والدته فقد كانت تعده ليصبح رئيساً بعد والده، حيث كانت متحمسة ومتشجعة بأنه سوف تكون مسؤولية هذه الدولة على عاتقه.

لم يذهب جون إلى المدرسة الابتدائية ولكن تلقى تعليمه من قبل عائلته ونخبة من المعلمين ذو الجنسيات المتعددة الذين أحضرهم والده لإعداده للمهام الصعبة التي تنتظره، حيث عندما كان في العاشرة من عمره اصطحبه والده في بعثات دبلوماسية إلى أوروبا ثم التحق بمدرسة داخلية خاصة في باريس لتعلم اللغة الفرنسية.

بدأ كوينسي ممارسة القانون في بوسطن بينما كان يكتب مقالات سياسية في الصحف اليومية وتعرض فيها للمواضيع السياسية الجارية في الدولة الوليدة بالنقد والتحليل، حيث تأثر الرئيس جورج واشنطن بآرائه السياسية وتحليلاته للمجريات التي تحدث وطول نظره في العلاقات بين البلاد فقرر توظيفه في السلك الدبلوماسي.

عمل جون كوينسي آدامز في المجال الدبلوماسي وتم تعيينه مبعوثاً لبلاده في عدد من الدول الأوروبية وهولندا وبريطانيا، حيث تم تعيينه وزيراً مفوضاً لبلاده في روسيا بعد 6 سنوات من انتخابه للولايات المتحدة في مجلس الشيوخ. يشتهر جون كوينسي بمناهضته للعبودية في الولايات المتحدة التي كانت واسعة الانتشار وخسر آدامز الانتخابات الرئاسية أمام جاكسون سنة 1828، حيث لوحظ في هذه الانتخابات ازدادت الهجمات الشخصية المتكررة بين المرشحين ضد بعضهم البعض.

لقد أصبح جون كوينسي رئيساً في ظروف غريبة على الأجواء السائدة في الانتخابات الأمريكية لكن انتخابه كان صحيحاً ودستورياً، في ذلك الوقت لم يكن هناك سوى مرشح واحد يمثل حزباً سياسياً حيث امتنعت الأحزاب الأخرى عن ترشيح أحد.

خلال فترة رئاسته ركز آدامز على استكمال البنية التحتية للأمة الناشئة لذلك أسس بنك الولايات المتحدة لتنظيم المعاملات المالية، أيضاً وافق على تحصيل الجمارك على البضائع المستوردة من أجل حماية الصناعة الوطنية أو ممتلكاتهم، بالمثل أنشأ سلطة حكومية للإسكان وملكية الأراضي وأصدر مرسوماً يمنع الولايات المتحدة من التعدي على أراضي الهنود الحمر أو ممتلكاتهم وغيرها من الأمور.

جون كوينسي آدامز والسلك الدبلوماسي

لقد كانت المهمة الأولى لجون كوينسي هي تمثيل الولايات المتحدة في هولندا وكان يجيد اللغة الهولندية وخلال فترة وجوده في هولندا كانت الدول الأوروبية تمر بأحداث عاصفة وانقلابات وثورات وحروب، حيث عمل جون كوينسي على دراستها وتحليلها وأرسلها في تقرير إلى حكومة الولايات المتحدة.

بعد هولندا مثل جون كوينسي بلاده في ألمانيا في إحدى زياراته التي التقى فيها القنصل العام للولايات المتحدة جوشوا جونسون ونمت صداقة بين الرجلين التي بلغت ذروتها في زواج جون من لويزا ابنة جونسون، حيث كان للزوجين 3 أطفال واحد منهم فقط عاش حتى وفاة والده وعينه الرئيس أبراهام لينكولن سفيراً للولايات المتحدة في بريطانيا، ثم في سنة 1801 أمر الرئيس جون آدامز ابنه بالعودة من مهمته الدبلوماسية والاستقرار وعاد لممارسة القانون مرة أخرى.

لقد تم انتخاب السناتور الأمريكي جون كوينسي من الحزب الفيدرالي المعارض لعضوية مجلس الشيوخ سنة 1803، لكن آرائه لم تتطابق مع آراء قادة الحزب وكان يصوت دائماً للرئيس توماس جيفرسون ولهذا قرر الحزب الفيدرالي استبداله.

عند توليه منصبه قام الرئيس جيمس ماديسون بإرسال كوينسي في مهمة دبلوماسية خطيرة لتجسيد الولايات المتحدة في روسيا برتبة وزير، حيث خلال عمله نشأت صداقات قوية بينه وبين الإسكندر الأول قيصر روسيا الذي انطلق للدفاع عن الولايات المتحدة في حربها مع بريطانيا سنة 1812، ثم عين آدامز كبير المفاوضين الأمريكيين في بريطانيا لوقف الأعمال العدائية فور اندلاع الحرب وهاجم الأسطول البريطاني الولايات المتحدة وتم استدعاء آدامز لتمثيل بلاده في المفاوضات.

ساعد بمهارته في التوصل إلى اتفاقيات مرضية ومشرفة لجميع الأطراف أدت إلى وقف الحروب بين البلدين بشكل نهائي، حيث يعتبر آدامز هو سفير الولايات المتحدة في بريطانيا ولم تجد الولايات المتحدة ممثلاً أفضل لعدوها اللدود من آدامز، لذلك كان شخصاً مشرفاً للولايات المتحدة في التاج البريطاني.

لقد حوّل آدامز بمهارته الدبلوماسية بريطانيا من عدو إلى صديق بل ذهب إلى حد انتزاع اعتراف بريطاني بالاستقلال التام للولايات المتحدة من سلطة التاج البريطاني، كما بدأ في إقامة علاقات تجارية ذات فائدة اقتصادية لكلا الطرفين.


شارك المقالة: