من المعروف عند العلماء وأهل الإيمان أنّ الصحابة -رضي الله عنه- متفاوتون في الفضل، ذلك وفق سبقهم للإسلام والهجرة والنصرة والجهاد في سبيل الله، حيث إنّ أفضلهم السابقون الأولون من الأنصار والمهاجرين الذين قاتلوا وأنفقوا في سبيل الله قبل صلح الحديبية، حيث قال تعالى: “لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَق مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَـئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّـهُ الْحُسْنَى وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
من هو سفيان بن عبد الله الثقفي؟
هو سفيان بن عبد الله بن أَبي ربيعة بن الحارث بن مالك بن حُطيط بن جُشم بن ثَقِيف الثقفي، هو من أهل الطائف وكان من الوفد الذي أتى إلى النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- من الطائف وأسلم في ذلك الوقت، قام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بوضعه على صدقات الطّائف، كما أنه تولّى إمارة الطائف مدة قصيرة لما عزل عمر عثمان بن أبي العاص عنها، حيث قام بنقل عثمان إِلى إقليم البحرين، رُوي عن ابن أبي شيبة أنّ النبي وضعه والياً على الطائف.
هو أحد صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قام برواية روى أحاديث، حيث روى عدة أحاديث عن النبي محمد وروى عنه أبناءه عاصم وعبد الله وعلقمة وعمرو وأبو الحكم، كما روى عنه عروة بن الزبير ومحمد بن عبد اللّه بن ماعز ونافع بن جبير.
حدثنا محمد بن جعفر الوركاني عن إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز العامري، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: “قلت يا رسول الله مرني بأمر أعتصم به، قال: قل: ربي الله ثم استقم، قلت: يا رسول الله أكثر ما تخاف علي، فأخذ بلسان نفسه ثم قال: هذا”.
قال العلَّامةُ ابن عثيمين قول سفيان الثقفي “قلْ لي في الإسلام قولاً لا أسألُ عنه أحداً غيرك” يعني قل لي قولاً يكون حاسم ولا يحتاج لسؤال أحد، فقال له النَّبي -صلي الله عليه وسلم-: “قل آمنْتُ بالله، ثمَّ استقِم”، ليس المراد بذلك مجرَّد القول باللسان، لكن المقصد بذلك قول القلب واللسان معاً، أي أن يقول الإنسان بلسانه، بعد أن يُقرَّ ذلك في قلبه ويعتقدَه بشكل جازم لا شك فيه؛ لأنّه لا يكفي الإيمان بالقلب ولا الإيمان باللسان، لابدَّ من الإيمان بالقلب واللسان.