اقرأ في هذا المقال
- من هو عبدالله بن محمد السفاح؟
- الأحداث التي جرت مع أبو العباس السفاح
- تسليم الخلافة عبدالله السفاح
- صفات عبدالله السفاح
من هو عبدالله بن محمد السفاح؟
هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، ولد بالحميمة من الشراة في الأردن عام (105 هجري)، وأمه رَيْطة بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي. توفي والده محمد بن علي عام (125 هجري)، بالحميمة، وهو الذي بدأ بالدعوة العباسية، وكان السفاح قد ناهز العشرين من العمر، وعُرِفَ الكثير من الدعوة وأسرارها. وعهد والده من بعده لابنه إبراهيم (أخو السفاح) الذي عُرف فيما بعد بالإمام.
وقد عمل على تأسيس الدعوة ونجاحها، فشتدَّ ساعِده، فأظهر نفسه في الموسم فعُرف، كما وقع كتاب وجهه إلى أبي مسلم الخراساني في يد مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية فأرسل إلى واليه على دمشق فبعث من أخذه إلى حرّان، قاعدة مروان فسُّجِن هناك. وكان قد أوصى من بعده لأخيه السفاح، وأمره أن يسير بأهله إلى الكوفة، وذلك عام (129 هجري).
الأحداث التي جرت مع أبو العباس السفاح:
سار السفاح من الحميمة باتجاه الكوفة عن طريق دومة الجندل، ومعه من أهله ثلاثة عشر رجُلاً هم أعمامه: صالح، إسماعيل، عبد الله، عبد الصمد، وعيسى. أخواه : عبد الله بن محمد ،المنصور، يحيى بن محمد. أبناء أخوته: عبد الوهاب، ومحمد، ابنا إبراهيم (الإمام)، وعيسى بن موسى. أبناء عمه: موسى بن داود، وداود بن عيسى، ويحيى بن جعفر بن تمام بن عباس.
وصل هؤلاء الركب إلى الكوفة في شهر صفر عام (132 هجري). وكان محمد بن خالد بن عبد الله القسري، قد خرج بالكوفة قبل أن يدخلها الحسن بن قحطبة، ودخل قصرها ففرَّ منه عامل يزيد بن عمر بن هبيرة عليها، وهو زياد بن صالح، وبعد ثلاثة أيام جاء الحسن بن قحطبة بجنده فدخل الكوفة، وانطلق إلى مكان أبي سلمة الخلاّل، فأخرجه من مخبئه.
ذهبَ أبو سلمة إلى منطقة النخيلة، فبات فيها يومين، ثم رحل إلى منطقة (حمام أعْين)، على بُعد ثلاثة فراسخ من الكوفة، واستقر هناك، وسار الحسن بن قحطبة من أجل قتال يزيد بن عمر بن هبيرة في منطقة واسط، وجعل على الكوفة محمد بن خالد بن عبد الله القسري فكان يُقال له الأمير. وفي هذه الأثناء وصل السفاح وركبه إلى الكوفة.
تسليم الخلافة عبدالله السفاح:
أنزل أبو سلمة القادمين في دار الوليد بن سعد مولى بني هاشم في بني أود، وكتم أمرهم، وأخفاهم عن القادة على حين أن الكوفة قد أصبحت بأيديهم. وخراسان قد تسلّم أمرها أبو مسلم منذ أكثر من عام وكان يجب أن يظهروا ويقودوا العمل بأنفسهم ما دامت الدعوة لهم. وهم أصحاب الشأن، كما أن الإمام إبراهيم قد مات في هذا الشهر فأصبح خليفته هو صاحب الأمر بالأصالة لا بالنيابة.
وهذا ما حدث إلى التهم التي وجهها إلى أبي سلمة الخلال داعي الدُعاة بأنه يريد حجب الأمر عن العباسيين وبقي أمر السفاح ومن معه مجهول الوصول والإقامة مدة أربعين يوم وكان أبو سلمة كلما سئل عن الإمام أجاب: لم يقدم بعد، وليس هذا وقت خروجه، حتى لقي أحد قادة العباسيين خادم السفاح، وهو يعرفه، فسأله عنهم فقال: إنهم بالكوفة، وإن أبا سلمة يأمرهم أن يختفوا، فأرسل القائد بعض أعوانه مع الخادم حتى عرف منزلهم بالكوفة.
وسأل القائد أبا سلمة عن الإمام، فأجابه: ليس هذا وقت خروجه لأن واسطاً لم تفتح بعد. فتدارس القائد مع البقية الأمر وقرروا أن يلقوا الإمام، وبلغ ذلك أبا سلمة فسأل عن القادة في المعسكر، فقيل له: ركبوا إلى الكوفة في حاجةٍ لهم. ودخل القادة على القوم وسألوهم: أيُكم عبد الله بن محمد بن الحارثية؟ لأنهم لم يعرفوه من قبل، فأشار الحضور إلى السفاح فسلموا عليه بالخلافة. وجاء أبو سلمة بعدئذٍ إلى السفاح وسلم عليه بالخلافة.
صفات عبدالله السفاح:
كان السفاح شاباً، مليحاً، مهيباً، أبيض، طويلاً، وقوراً، أقنى الأنف، حسن الوجه واللحية، ذا شعرة جعدة. جواداً حتى كان يضرب المثل بجوده، وقد أعطى عبد الله بن حسن بن الحسن ألفي ألف درهم. وكان عفيفاً عنيفاً مُتعبداً. توفي بالجدري عام (136 هجري)، لثلاث عشرة خلت من شهر ذي الحجة، وبذا فقد عاش إحدى وثلاثين سنة، ولّى الخلافة منها أربع سنوات، وبقي بين بيعته ووجود مروان بن محمد حياً ثمانية أشهر، أي وجود خليفتين في آن واحد.
وتزوج امرأة واحدة هي أم سلمة المخزومية، وذلك قبل أن يلي الخلافة، وكانت قل تزوجت من عبد اللّه بن الوليد بن المغيرة المخزومي، فمات، وتزوجت بعده من عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك الأموي فمات، فتزوجها أبو العباس. ولم يتزوج غيرها بعد أن آلت إليه الخلافة.