من هو عبد الله الأول بن الحسين؟

اقرأ في هذا المقال


يعد مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية وأول ملك لها المعروف باسم “الملك المؤسس”، حيث أصبح عبد الله أميراً على شرق الأردن بعد الثورة العربية الكبرى بقيادة والده الشريف حسين بن علي، التي كانت ضد الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.

لمحة عن عبد الله الأول بن الحسين

ولد سنة 1882 بمكة المكرمة وهو الابن الثاني للشريف حسين بن علي وله 4 أبناء: (علي، عبد الله، فيصل، زيد) وتلقى تعليمه الأساسي في مكة وأكملها في إسطنبول، حيث كان لديه معرفة واسعة بالأدب العربي والتركي وكان شاعراً وكاتباً وازدهرت المجالس الأدبية في بلاطه، كما عرف بارتباطه الشديد بعلوم الدين والتراث وحبه للخيل.

قاد الملك عبد الله الأول القوات العربية خلال الثورة العربية الكبرى تحت الراية الهاشمية مستوحى من أفكار والده، حيث مع أواخر الحرب العالمية الأولى قامت الثورة العربية الكبرى بتحرير الأردن والعديد من مناطق شبه الجزيرة العربية، ثم حكم الملك فيصل سوريا لكنه تنازل عنها بعد معركة ميسلون وتولى حكم العراق.

أسس الملك عبد الله إمارة شرق الأردن في سنة 1921 وأسس أول نظام حكومي مركزي في مجتمع معظمه قبلي وبدوي وركز على بناء الدولة والإطار المؤسسي للأردن الحديث، حيث سعى إلى الحكم الذاتي والاستقلال من خلال إرساء الشرعية الديمقراطية مما أدى إلى صياغة أول دستور أردني سنة 1928 المعروف بمسمى القانون الأساسي وأجريت انتخابات أول مجلس نواب سنة 1929.

لقد قام الأمير عبد الله بعقد مجموعة من المعاهدات بين إنجلترا وإمارة شرق الأردن التي سميت بالمعاهدة الإنجليزية الشرقية الأردنية التي قامت بإنهاء الانتداب البريطاني، حيث حقق الاستقلال الكامل لشرق الأردن لتصبح دولة باسم “المملكة الأردنية الهاشمية” في 25 سنة 1946.

السياسة الداخلية والخارجية لعبد الله الأول بن الحسين

اتسمت السياسة الخارجية للملك عبد الله الأول بالبعد القومي النابع من الفكر الهاشمي الحريص على وحدة الأمة العربية والحفاظ على حقوقها، حيث سعى لتطبيق أفكاره القومية في وحدة الأمة العربية وأيد العديد من مشاريع الوحدة العربية التي تم اقتراحها في العالم العربي، مثل: مشروع سوريا الكبرى سنة 1943 وجامعة الدول العربية سنة 1945 ومشروع وحدة البنكين سنة 1950.

لقد أراد الملك عبد الله أن تكون وحدة الضفتين سبيلاً نحو الوحدة العربية التي سعى إليها منذ قيام الدولة الأردنية، حيث بقيت القدس في ضمير الملك المؤسس طيلة فترة حكمه وكان حريصاً على أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك حتى استشهد على بواباته.

شهد الأردن في عهد الملك عبد الله الأول العديد من الإنجازات على المستويين الوطني بعد فترة وجيزة من إعلان استقلال الأردن صدر دستور سنة 1947 وألغي القانون الأساسي الصادر سنة 1928، حيث تحول نظام الحكم من أميري إلى نيابي ملكي وراثي وفي سنة 1947 أصبح الملك رئيس السلطتين التنفيذية والتشريعية، حيث ألغيت المجالس التشريعية لتحل محلها الجمعية الوطنية التي تتكون من مجلس الشيوخ يعينه الملك ومجلس النواب ينتخبهم الشعب.

في عهد الملك المؤسس صدر قانون الانتخاب بعد وحدة الضفتين سنة 1950 وكان لمواطني الضفة الغربية الحق في انتخاب وترشيح أعضاء مجلس النواب، حيث اهتم الملك عبد الله الأول بالتعليم وافتتاح مدارس كانت شبه معدومة في العهد العثماني ومهتمة بالصحة والتجارة والزراعة.

لقد اهتم الملك المؤسس بالقوات المسلحة واستمر في رعاية الجيش العربي والعمل على تطويره، حيث كان الجيش العربي قد شارك في حرب فلسطين على أبواب القدس واللطرون وباب الواد وجنين وغيرها وسقط فيها شهداء كثيرون، حيث عندما وجد الملك عبد الله أن جبهة المواجهة مع إسرائيل تتزايد اتساعاً دفعه ذلك إلى إعادة تنسيق سرايا المشاة وتكوين الكتائب وتواصلت عملية النمو والتوسع في الجيش العربي، حيث تمكن الجيش العربي الأردني من الحفاظ على مدينة القدس القديمة والجانب الشرقي للمدينة الحديثة وجزء كبير من أرض فلسطين.

اغتيال عبد الله الأول بن الحسين

لقد اغتيل الملك عبد الله عند مدخل المسجد الأقصى بالبلدة القديمة بالقدس، بينما كان في طريقه لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، حيث أطلق القاتل النار عليه من مسافة قريبة بينما كان يختبئ خلف البوابة الرئيسية للمسجد وقتل على الفور برصاص حراس الملك الشخصيين، ثم نقل جثمان الملك عبد الله إلى عمان ودفن في المقابر الملكية.

المصدر: مشاهير السياسة، علي محمدموسوعة القادة السياسيين، عبدالفتاح ابو عيشةقيم القادة السياسيين وأثرها في القرار السياسي، انتصار سبكيالحكام العرب في مذكرات الزعماء و القادة السياسيين، مجدي كامل


شارك المقالة: