من هو كونراد أديناور؟

اقرأ في هذا المقال


يعتبر كونراد أديناور شخصية سياسية ولد سنة 1876 ذو جنسية ألمانية له 5 من الأخوة والأخوات حققت بلاده خلال الأعوام التي أمضاها في السلطة ازدهاراً اقتصادياً كبيراً، بالإضافة إلى ذلك حققت الديمقراطية والاحترام على المستوى الدولي.

لمحة عن كونراد أديناور

أنهى تعليمه الثانوي سنة 1894 ودرس العلوم السياسة والقانون في سنة 1896 وفي عمر العشرين تجند في الجيش الألماني ولأنه كان يعاني أمراض مزمنة لم يستطع تخطي الفحص السريري، حيث أنه كان مهتماً كثيراً في استخدامات الأعشاب الطبية ووجد أديناور متعة في لعبة البوتشي وهي لعبة بكرات حديد ترجع أصولها إلى العصر الروماني.

كان يذهب إلى إيطاليا للعب الكرة في فيلا أصبحت الأن محلاً للمؤتمرات في الحرب العالمية الأولى وترأس أديناور مدينة كولونيا فأولى اهتمامه لإمدادات الطعام للمدنيين لتمكين السكان من تجنب الأوضاع السيئة التي كانت تعيشها أغلب المناطق الألمانية، حيث أنه تمكن من أن يصبح في مرحلة ما بعد الحرب رمزاً للألمانية الجديدة محالفة للغرب خلال عامين 1918 و 1919.

كان في منصب العمدة أثناء احتلال برطانيا بعد الحرب العالمية الثانية وطرح حزب الوسط أن يصير مستشاراً لألمانيا، حيث استطاع أدناور أثناء تولية قيادة الحكومة أن يثبت قواعد علاقاته مع كبار الشخصيات الغربية بالإضافة إلى أنه تمسك بالسلطة، على الرغم أنه كبر كثيراً في العمر ولم يعطي المجال لنائبه أن يحل محله ويتسلم منصبه.

في ظل الحكومات النازية تم سجن أديناور لمدة يومين بعد ليلة السكاكين الطويلة غالباً ما كان أديناور يغير مكان إقامته خوفاً من الانتقام منه، حيث أنه كان يعيش على صدقة الأصدقاء وبمساعدة محامين ونجح في الحصول على معاش في آب سنة 1937 حصل على تسوية نقدية لمنزله الذي استولت عليه مدينة كولونيا.

لقد تم التنازل عن ضرائبه وكذلك الرهون العقارية التي لم تدفع وبفضل الأمن المالي المعقول استطاع أن يعيش في عزلة لعدة سنوات وسُجن مرة أخرى بتهمة معارضة النظام، بالإضافة إلى أنه أعيد اعتقال كونراد وامرأته، ولكن لعدم وجود أي إثبات ضده فقد أخلى سبيله من السجن في سنة 1944.

كونراد أدناور وما بعد الحرب العالمية الثانية

بعد مدة وجيزة من انتهاء الحرب عينت قوات الاحتلال الأمريكية أديناور كرئيس لبلدية كولونيا التي تعرضت لقصف كبير بعد نقل المدينة إلى منطقة الاحتلال البريطاني، حيث أنه رفض مدير حكومتها العسكرية أديناور على أنه غير كفؤ في سنة 1945 بأنه يعكس خلفيته الكاثوليكية من راينلاند الذي كان شديد الاستياء لفترة طويلة تحت الحكم البروسي، وكان أديناور مقتنعاً بأن البروسي هو السبب الأساسي والجذري للاشتراكية القومية وأنه فقط من خلال طرد البروسي من الممكن أن تصبح ألمانيا ديمقراطية.

تتناقض رؤية أديناور للتاريخ الألماني التي ترى الاشتراكية القومية على أنها نتاج طبيعي للبروسية بشكل حاد مع آراء الزعيم الديمقراطي الاجتماعي كورت شوماخر، الذي رأى الاشتراكية القومية على أنها نتاج طبيعي للرأسمالية.

لقد أدت هذه الآراء المختلفة جذرياً عن التاريخ الألماني الحديث إلى قيام تقديم اقتراح وحلول مختلفة تماماً لمستقبل أفضل، حيث بالنسبة لشوماخر فإن استبعاد الاشتراكية القومية يعني استبدال النظام الرأسمالي بالنظام الاشتراكي الماركسي، بينما بالنسبة لأديناور فإن استبعاد الاشتراكية القومية يعني تطهير البروسية.

لقد أعطى دور أديناور القيادي في الاتحاد الديمقراطي المسيحي في المنطقة البريطانية مقعداً في برلمان 1948 الذي تم تشكيله بدعوة من الحلفاء لصياغة دستور للمناطق الثلاث في غرب ألمانيا، حيث تولى رئاسة هذه الاتفاقية الدستورية وقد قفز من هذا المنصب ليتم اختياره كأول رئيس للحكومة عندما صدر “القانون الأساسي” الجديد في سنة 1949.

كونراد أديناور مستشاراً لألمانيا الغربية

أقيمت أول انتخابات برلمانية في ألمانيا سنة 1949 وكان الحزب المسيحي من أقوى الأحزاب كانت هناك رؤيتان متعارضتان لألمانيا المستقبلية من قبل أديناور ومنافسة الرئيسي، حيث فضل أديناور دمج الجمهورية الفيدرالية مع الدول الغربية الأخرى خاصة فرنسا وأميركا من أجل خوض الحرب الباردة.

لقد تم انتخاب الرئيس ثيودور روزفلت من الحزب الديمقراطي الحر كأول رئيس للجمهورية وانتخب أديناور لمنصب رئيس الحكومة سنة 1949 بدعم من الاتحاد المسيحي والحزب الليبرالي الديمقراطي الحر، حيث أن أديناور قد انتخب مستشاراً من خلال البرلمان الألماني الجديد بأغلبية الأصوات.

في عمر 73 سنة كان يظن أن كونراد أديناور سوف يكون مستشاراً مؤقتاً ليس إلا فقد شغل هذا المنصب لمدة 14 سنة، حيث تم تعزيز تقسيم ألمانيا بعد الحرب من خلال بناء وإنشاء دولتين ألمانيتين منفصلتان عن بعضها البعض وهما ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية.


شارك المقالة: