تقسمت سلسلة الخلافة الراشدة إلى العديد من الولايات، حيث كانت تتغير من وقت لآخر حسب توسع الدولة، كان هناك اختلاف في السياسة بين الخلفاء الراشدين، فلكل منهم معايير خاصة لاختبار الولاة، فعمر بن الخطاب كان يرى دائماً تقديم الصحابة للولاية، أمّا عثمان بن عفان فلم يكن يهتم بذلك، فقد كان يضع الأولوية لقوة وأمانة الوالي، علي بن أبي طالب كان يضع الأولوية للقوة والشدة، عندما يقوم ولاته بالأفعال غير المناسبة، كان يعالج ذلك بمعاقبتهم وعزلهم.
من هو محرز بن حارثة؟
كان اتجاه الخلفاء بشكل عام إلى تولية الصحابة على الولايات، كان أغلب ولاتهم من صحابة الرسول، لم تمضي ولاية العامل لوقت معين، بل كانت تعود إلى رضا الخليفة عنه وعن نجاحه في إدارة ولايته، بعد أن تولّى أبي بكر الحكم، رفض العديد من ولاة النبي محمد أن يعملوا لغيره من الخلفاء فتنازلوا عن مناصبهم، قام أبو بكر الصديق بتعيين ولاة جدد.
قام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد الفتوحات الإسلامية الواسعة حينها والتي حدثت خلال عصره، بتقسيم دولة الخلفاء الراشدين إلى ولايات مختلفة، حيث قام بتعيين عامل على كل ولاية ينوب عنه في تدبُّر شؤون حكمها، كما كان يقوم بمراقبة ومحاسبة الولاة بدقَّة، كان عمر بن الخطاب من أقسى الخلفاء الراشدين في معاملة الولاة وأشدَّهم إصراراً على التقشُّف والتزام العدل، حتى أنّه كان يستدعيهم في موسم الحج من كل عام لتفقُّد أحوالهم.
كان محرز بن حارثة عامل لدى عمر بن الخطاب، هو محرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس العبشمي، روى البخاري حارثة بن محرز ولم يزد وقال الفاكهي في ولاة مكة ومنهم محرز فذكره قال: وكان عاملاً لعمر فيما يقال وقال البلاذري ولد حارثة بن ربيعة محرزاً أو حريزاً أو حرازاً واستخلف عتاب بن أسيد على مكة في سفرة سافرها ومن ولده العلاء بن عبد الرحمن بن محرز كان على ربع من الكوفة أيام بن الزبير وولده بالكوفة في سكة يقال لها سكة بني محرز وقال بن عبد البر ولاه عمر مكة في أول ولاية ثم عزله وقتل في وقعة الجمل.