من هو معاوية بن أبي سفيان؟

اقرأ في هذا المقال


عن أبان بن عثمان قال: “كان معاوية يمشي وهو غلام مع أمه هند فعثر، فقالت قم لا رفعك الله وأعرابي ينظر إليه فقال لم تقولين له فوالله إني لأظنه سيسود قومه، فقالت لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه”، من إخوته يزيد بن أبي سفيان وعتبة بن أبي سفيان وعنبسة بن أبي سفيان، من الأخوات هنّ أم المؤمنين أم حبيبة وأم الحكم  وعزة وأميمة.

من هو معاوية بن أبي سفيان؟

هو معاوية بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، كنيته أبو عبد الرحمن الأموي القرشي، هو من صحابة رسول الله ومن كُتّاب الوحي، يعتبر معاوية سادس الخلفاء الراشدين، كما أنّه مؤسس الدولة الأموية وأوّل المسؤولين فيها.

عاش معاوية بن أبي سفيان في مكة المكرمة وتعلّم الكتابة وطرق الحساب، دخل إلى الإسلام قبل فتح مكة، عندما تولى أبو بكر الصدّيق الخلافة ولّى معاوية قيادة جيش مسؤول عنه يزيد بن أبي سفيان، فكان على مقدمته في فتح مدينة صيداء وعرقة وجبيل وبيروت، عندما تمّ استخلاف عمر بن الخطاب جعله والياً على الأردن، ثمّ ولّاه دمشق بعد موت أميرها يزيد أخيه، ثم ولّاه عثمان بن عفان الديار الشامية كلها وجعل ولاة أمصارها تابعين له.

بعد أن توفي عثمان بن عفان، استُحلف علي بن أبي طالب كخليفة خامس، فحدث خلاف بينه وبين معاوية بن أبي سفيان حول التصرُّف الذي يجب القيام به بعد وفاة الخليفة عثمان إلى أن اغتال ابن ملجم الخارجي علي، فتولى ابنه الحسن بن علي الخلافة ثمّ تنازل عنها لمعاوية سنة 41 هـجري وفق عهد بينهما، فقام معاوية بن أبي سفيان بتأسيس الدولة الأموية واتخذ دمشق عاصمة له.

والدة معاوية بن أبي سفيان هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمية القرشية، يشترك نسبه بنسب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في عبد مناف، ولد معاوية قبل البعثة بخمس سنوات، قيل بسبع وقيل بثلاث عشرة، تفرس فيه والده ووالدته منذ الطفولة بمستقبل كبير، فروي أنّ أبا سفيان نظر إليه وهو طفل فقال: “إنّ ابني هذا لعظيم الرأس، وإنّه لخليق أن يسود قومه”، فقالت هند: “قومه فقط؟ ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة”.

دخل معاوية بن أبي سفيان هو ووالده ووالدته وأخوه يزيد يوم فتح مكة، البعض يقول أنّه دخل الإسلام قبل الفتح وأخفى إسلامه حتى جاء عام الفتح، قال الذهبي: “أسلم قبل أبيه في عمرة القضاء، وبقي يخاف من الخروج إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من أبيه”.

روي عن معاوية أنه قال: “لما كان عام الحديبية صدت قريش رسول الله عن البيت ودافعوه بالراح وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت ذلك لأمي فقالت: إياك أن تخالف أباك أو أن تقطع أمرا دونه فيقطع عنك القوت، فكان أبي يومئذ غائبا في سوق حباشة قال: فأسلمت وأخفيت إسلامي، فوالله لقد دخل رسول الله من الحديبية إني مصدق به”.

استلم معاوية بن أبي سفيان قيادة جيش إمداد لأخيه يزيد بن أبي سفيان في عهد أبو بكر الصديق، كما أمره أبو بكر بأن يلحق به فكان غازياً تحت إمرة أخيه، قام معاوية بمقاتلة المرتدين في معركة اليمامة، بعد بعد ذلك قام الخليفة أبو بكر الصديق بإرساله مع أخيه يزيد من أجل فتح الشام وكان معه يوم فتح صيدا وعرقة وجبل وبيروت وهم من سواحل الشام.

تمّ استعمال معاوية بن أبي سفيان والياً على الأردن في عهد عمر بن الخطاب، بعد أن توفي أخيه يزيد بن أبي سفيان قام عمر بن الخطاب باستعماله والياً على دمشق وما يتبع لها من البلاد، ثمّ جمع له الخليفة عثمان بن عفان على ولاية الشام كلها، فكان من ولاة أمصارها، بعد موت عثمان بن عفان سنة 35 هـجري قام بأخذ الثأر من قتلة الخليفة عثمان بن عفان وحرّض على قتالهم.


شارك المقالة: