ما هو موقف أوروبا من الثورة الفرنسية؟

اقرأ في هذا المقال


منذ عام 1790 ميلادي، أخذت المخاوف تنتشر في أوروبا وخاصة في الأوساط السياسية المحافظة وعند حكامها، الشعور بالخوف والقلق من مبادئ الثورة الفرنسية، ومن سرعة انتشارها في المناطق المجاورة لفرنسا، وفي الوقت نفسه تم إعلان مدينة “افينيون” والتي كانت تابعة للبابا، تمرّدها وحقها في إعلان مصيرها، وفي نفس العام تم إعلان انضمامها لفرنسا.

موقف أوروبا من الثورة الفرنسية:

قام دعاة الثورة والمُبشّرين بمبادئها والذين انتشروا في وادي الراين في بلجيكا، يدعون للحرية ويبشرون بحق الشعوب في تقرير مصيرها، والذين كانوا يلاقوا ترحيباً وتجاوباً في كل مكان يحلون فيه، وكل تلك الأمور نبهت الأوساط المحافظة وخاصة في النمسا وروسيا إلى صحة الشكوك، التي أثارتها دعاية المهاجرين الفرنسيين، حول الأبعاد الحقيقة للثورة الفرنسية، وبالتالي أن نصائح هؤلاء المهاجرين كانت تجد الكثير من الناس في أوروبا الذين يستمعون ويهتمون بها.
وفي الواقع أن طبيعة العلاقة بين فرنسا والنمسا منذ بداية الثورة، يحفل بكثير من المشاكل والخلافات، فإلى جانب الخوف من مبادئ الثورة وخطرها على سلم العرش والنظام الملكي في أوروبا، كان هناك مناداة بحق الشعب بتحديد مصيره، وفي الحقيقة أن مثل تلك المناداة تهدد خطر إمبراطورية النمسا، باعتبارها تتألف من شعوب عديدة مختلفة في قومياتها ولغاتها.
وكما كان هناك عدة إهانات للعرش الفرنسي وملكته والتي كانت من سلالة البيت المالك في فيينا، وكما كان هناك مشاكل الأمراء الألمان في الألزاس، والذين كانت لهم في بعض المناطق حقوق إقطاعية، وقد تم تجريدها منهم دون تعويض عادل لهم، وكانت النمسا ملزمة في الدفاع عنهم وذلك لكونهم من رعايا الإمبراطور، وثم أن تجمع المهاجرين الفرنسيين في أراضي إمارة تريف والتي كانت موالية للنمسا، كان فيه نوع من العداء والاستفزاز لحكومة الثورة في باريس.
ورغم تلك الخلافات إلا أن إمبراطور النمسا كان خائف من أن يخوض الحرب مع فرنسا، وأن نتائجها سوف تكون طويلة وشاقة وذات خسائر فادحة، وبعد وفاة إمبراطور النمسا “ليوبولد” وتولّي ابنه “فرانسيس” الحكم والذي كان أكثر قوة وحذر من والده، قام بقيادة النمسا بحب ضد فرنسا، وأخذت حينها الحرب تنتشر بسرعة كبيرة في فرنسا، فكان الملوك وبقايا الأشراف يسعون لتلك الحرب في فرنسا، من أجل البقاء على بعض مزايا الملكية.


شارك المقالة: