ميراث العالم فرانز بواس في التاريخ الثقافي

اقرأ في هذا المقال


ميراث العالم فرانز بواس في التاريخ الثقافي:

من بين كافة السبل التي افتتحها العالم فرانز بواس، كان البحث في البُعد التاريخي للظواهر الثقافية خصوصاً ما احتفظ به الشعوب من بعده مباشرة، ولقد سعت هذه الشعوب، وخاصة منهم الفرد كروبر والعالم كلارك، والعالم ويسلر أيضاً إلى عرض صيرورة توزّع العناصر الثقافية في كافة المجالات، عمل بعض علماء الإثنولوجيا في أول القرن الحادي عشر، على اقتراض وتبني سلسلة من الأدوات المفاهيمية التي عملوا على تجويدها، وخاصة مفهوم “المدى الثقافي” ومفهوم “السمة الثقافية“.

كان العالم فرانز بواس يفترض مبدئياً، أنه يمكن لمفهوم المدى الثقافي ومفهوم السمة الثقافية أيضاً، تعريف أصغر مكونات ثقافة ما، وهو عبارة عن تمرين يبدو بسيطاً في الظاهر الثقافي، لكنه يكتشف أصعب الأمور الثقافية، وخاصة في المجال الثقافي الرمزي، حتى لو كان ذلك بهدف تحليله.

تتمثل الفكرة في دراسة التوزيع الثقافي لسمة ثقافية، تظهر من خلال وجود أثر في ثقافات متقاربة، وفي تحليل صيرورة انتشارها، أيضاً في أثناء حال ظهور تقارب لسمات ثقافية في نطاق معين، كان الحديث والاهتمام يركز على الحديث عن المدى الثقافي.

في مركز المدى الثقافي توجد الخاصيات الأساسية لكل ثقافة، إضافة إلى ذلك وجود تقاطع بين خاصيات الثقافة مع السمات الصادرة عن كافة المجالات الثقافية المختلفة.

مفهوم المدى الثقافي عند فرانز بواس:

كما عمل العالم فرانز بواس على تفسير مفهوم المدى الثقافي جيداً، كان ذلك استناداً إلى الثقافات الهندية في أمريكيا الشمالية، إذّ أن فيها تتطبق المستويات الثقافية مع المستويات الجغرافية تقريباً، ولكن في الكثير من منطاق العالم الأخرى، تكون خاصيته الإجرائية قابلة للمناقشة، إذّ أن الحدود الجغرافية تعتبر أقل وضوحاً لبيان الثقافات بصورة واضحة، ولا يمكن تحديد المستويات الثقافية إلا بصورة تقريبية.

فضلاً عن ذلك، فتح العالم فرانز بواس وأتباعه، من خلال تركيز بحوثهم على ظواهر التماس الثقافي، إضافة إلى اعتمادهم الكامل على عملية الافتراض، وقد بينت دراساتهم وبحوثهم كيفيات الافتراض، وبينت أن هذه الفرضيات قد رهنت كافة المجموعات الثقافية التي تمنح العلم الثقافي وأيضاً التي تستقبل في آن واحد.

كما صاغ الكثير من المؤلفين المساندين للعالم فرانز بواس، الفرضية التي جاءت بالقول أن لا يوجد اختلاف بين عملية الافتراض والتجديد للثقافة، إذّ أن غالباً ما تكون عملية الافتراض تحويلاً، لا بل إعادة خلق للعنصر المفترض؛ ذلك لأن عليه أن يتأقلم مع النموذج الثقافي الخاص بالثقافة المتحولة.


شارك المقالة: