نشأة الأنثروبولوجيا الاجتماعية وتطورها

اقرأ في هذا المقال


يعتبر تركيز الأنثروبولوجيا الاجتماعية على دراسة المجتمعات البشرية، على نطاق الحضارة كاملة، بدايةً رئيسية من مبادئ علم الأنثروبولوجيا ومهامها، وخاصة دراسة أشكال حياة المجتمعات الإقليمية، بالإضافة لدراسات الحقبة التاريخية القديمة، ودراسات اللغات واللهجات المحلية. وهذا ما يجعل الأنثروبولوجيا من أفضل العلوم الإنسانية والاجتماعية الثانية، وخاصة علم الاجتماع. ويعتبر علم الأنثروبولوجيا الاجتماعية علم جديد العهد.

ما هي مراحل نشأة الأنثروبولوجيا الاجتماعية وتطورها؟

بالرغم من أن هذا العلم يعتبر من العلوم الجديدة والحديثة، فقد مرَ بفترات مختلفة، ساعدت في تكوينه وتحسينه وإتمام عناصره بشكل عام، من القرن الثامن عشر وحتى الوقت الحاضر وهي:

  • مرحلة القرن الثامن عشر.
  • مرحلة القرن التاسع عشر.
  • مرحلة قرن العشرين.

نشأة الأنثروبولوجيا الاجتماعية في القرن الثامن عشر:

تعتبر المرحلة التمهيدية لنشوء الأنثروبولوجيا الاجتماعية، حيث ركزت على المجتمع القديم، استناداً على الرحلات الاستطلاعية للآثار والمتاحف والأصول المتنوعة. حيث نظرت للإنسان القديم على أنّه كائن غير أليف في مجتمعه، وغير متحضر في سلوكاته، والذي يختلف بشكل عام مع الإنسان المتحضر.

وانستخرج من هذه المرحلة، أن فلاسفة القرن الثامن عشر وعلمائه، مهما تكن معتقداتهم، ساعدوا بشكل رئيسي ببروز علم دراسة الأنثروبولوجيا الاجتماعية، وذلك حصيلة اهتمامهم بالأنساق الاجتماعية من ناحية، وعلاقتها بتكوين الإنسان القديم والمتحضر في المجتمعات من ناحية ثانية.

نشأة الأنثروبولوجيا الاجتماعية في القرن التاسع عشر:

تعتبر مرحلة القرن التاسع عشر، مرحلة بداية تكون وظهور الأنثروبولوجيا كعلم مقرٌ به. وقد ساعد في ذلك ظهور الكثير من البحوث والكتب التي درست هذا العلم وعينت معالمه الرئيسية، وخاصة، أنها ركزت على جمع الحقائق عن الشعوب القديمة، بواسطة دراسة النظم الاجتماعية والسلوكية، وبـتالي أُسـس علم الأنثروبولوجيا الاجتماعية. وقد انفردت هذه المرحلة بنشوء مدرستين مترابطتين، هما: النشـوئية والتطورية.

نشأة الأنثروبولوجيا الاجتماعية في القرن العشرين:

عرفت هذه المرحلة بمرحلة التخصص، فخلال الفترة الأول من هذا القرن، بدءَ العلماء الأنثروبولوجيون بجمع المعلومات التي تساعدهم في تأكيد ظاهرة الاقتباس بين الثقافات المتنوعة. ويلاحظ أن الأحداث التاريخية، من معتقد تاريخ الطريقة الأنثروبولوجية أخذَ مكاناً متقدماً في دراسة المجتمعات، ويرجع ذلك إلى أن الباحثين كانوا يفهمون جيداً أهمية المعلومات التاريخية في فهم العوامل الثقافية الدينامية.

أما خلال الفترة الثانية من القرن العشرين، فقد أصبح للأنثروبولوجيا الاجتماعية فروع خاصة تعطى فـي الجامعات الأوروبية، وخاصة في الجامعات البريطانية. وستمرت الأنثروبولوجيا الاجتماعية بحوثها المتطورة في الفترة الأخيرة من القرن العشرين، مماّ دفعَ إلى اتّساع هذه الدراسات ونموها، وتقارب الأنثروبولوجيا الاجتماعية مع والأنثروبولوجيا الثقافية. وتم استخدام المنهج التجريبي بدلاً من المنهج المقارن، حيث يرتكز كلّ عالم أنثروبولوجي في تطبيق المنهج التجريبي إلى نتائج دراسـة باحث ثاني لمجتمع محدد، ويعمل بدوره بإثبات صحة هذه النتائج عن طريق قيامه بدراسة مجتمعات مختلفة. وهذا ما رفعَ من علم الأنثروبولوجيا في العصر الحديث.


شارك المقالة: