نشأة نظرية الصراع الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


نشأة نظرية الصراع الاجتماعي:

يعتبر دون مارتنديل من المؤلفين الأكثر شهرة، في طبيعة وأنماط النظرية السوسيولوجية، ويلاحظ تحت عنوان (المصادر المفاهمية لنظرية الصراع)، “أن البحث عن المادة التي تركز على فكرة الصراع كحقيقة مركزية في المجتمع، يكشف عن ثراء كبير متوفر حولها، فكل مجتمع يتطلب حد أدنى من مواجهة صراعاته للعيش، وتحليل المجتمع من وجهة النظر المتصلة بصراعاته النموذجية ليست جديدة، ولا ترتبط بالغرب وحده”.
لذلك يعود مارتنديل إلى تأصيل المفهوم في الحضارة اليونانية عند (بوليبس)، وإلى الصين القديمة عند (هان في تزو)، وإلى الحضارة العربية الإسلامية عند (ابن خلدون)، وغير ذلك الكثير من الفلاسفة والمفكرين في حقب زمنية مختلفة، ويؤكد بأن أفكار هؤلاء جميعها دخلت إلى المناقشات الغربية عن طريق جمبلوفتش، وحظيت بالاهتمام من قبل نظرية الصراع الاجتماعي.
إن تأصيل مارتنديل سوسيولوجياً، ينطوي على فائدة كبيرة، فكما يبيّن ديفد لوكوود في نقده للوظيفة: “أنه في كل المجتمعات أساليب تجعل من الصراع أمراً لا مهرب منه وظاهرة حتمية”، فعلى سبيل المثال، فإن تفاوت القوة داخل المجتمع يؤكد أن بعض الجماعات قد تستقل عن الجماعات الأخرى، وتكون بؤرة تُعد مصدراً للتوتر والصراع في الأنساق الاجتماعية، فإن ندرة الموارد تؤدي إلى تصاعد المقاومة ضد النظام، الذي يتولى توزيع هذه الموارد، وأخيراً ثمة حقيقة هي أن الجماعات ذات المصالح المتباينة تتبنى أهدافاً متعارضة ومتضاربة، وتنافس هذه الجماعات، يؤدي إلى حتمية انفجار الصراع في أي لحظة.

الأفكار الأساسية لنظرية الصراع عند راندال كولنز:

يشرح راندال كولنز في مقاله، نظرية الصراع وتقدم علم الاجتماع التاريخي طويل الأجل، الأفكار الرئيسية لنظرية الصراع الاجتماعي على الشكل التالي:

  • إن الصفة المركزية للتنظيم الاجتماعي هي التدرج، الذي يبين درجة من اللامساواة بين الأشخاص والجماعات وهيمنة إحداها على الأخرى.
  • إن مصالح الأشخاص والجماعات ضمن المجتمع تقف وراء نضالاتهم، وهي إما أن تبقي على أماكنهم المهيمنة، أو تخلصهم من هيمنة الآخرين.
  • إن الذي يفوز في هذه النضالات، يستند على المصادر الضرورية للتنظيم الاجتماعي، وتشكيل العواطف واﻷفكار.
  • التغير الاجتماعي ينشأ عن الصراع ومن هنا، فإن المدة الزمنية البعيدة من التحكم المستقر نسبياً، يوثق سلسلة أحداث درامية فعالة، ومكثفة لحراك الجماعة.

شارك المقالة: