نظريات الثقافة الجماهيرية

اقرأ في هذا المقال


نظريات الثقافة الجماهيرية:

في فترة الستينات، شهد مفهوم الثقافة الجماهيرية نجاحاً، إذ كان سسبب ذلك النجاح يعود إلى عدم دقته بشكل كبير ذلك يشير إلى الدلائل وإلى المزج بين مصطلحي الثقافة والجماهير من وجهة نظر التقاليد ذات النزعة الإنسانية.

ومن الأمر المهم استخدام هذا المفهوم لدعم تحليلات واضحة الاختلاف بين جماهيرالواقع وجماهير الماضي، كما أن مصطلح الجماهير يعاني من عدم الدقة، وذلك لأن مصطلح الجماهير يميل إلى المكون الشعبي للعديد من السكان.

وقد ذهب أمر التحليلات تاركاً مصطلح مجموع السكان وتطورهم، وقد تصدى هذا الأمر إلى حد معين ومتدني، كذلك بعض العلماء يظنون أن هذا المصطلح يرمز إلى عملية التجمهر بشكل عام.

تشكل ثقافة الجماهير مصطلحاً متجانساً وذلك سببه يعود إلى أن مجموعات الأفراد التي تقوم باستقبال الرسالة الثقافية نفسها يشير إلى أن هذه المجموعة هي جزء من الرسالة العالمية لكن هذا لن يسمح باستخدام تنميط استقبال هذه الرسالة، هذا من أجل وجود هناك اشكال تنميط تختص بالمتجه الرئيسي للثقافة الجماهرية من جانب.

ومن جانب آخر، من غير المستحب التفكير بأن الطبقات الشعبية قد تكون أقل مناعة بالنسبة للوسائل الثقافية لدى العالم، إذ بينت بعض الدراسات السوسيولوجية أن تأثير الإتصال العالمي يكون أكثر عمقاً من الطبقات الوسطى منه لدى الطبقات الشعبية.

القرن العشرين والثقافة الجماهيرية:

وقد توالت حياتنا حتى وقت متأخر من القرن العشرين استمرار المعركة الدائرة بين الثقافة الجماهيرية التكنولوجية ذات الإنتاج الكبير من جانب والثقافة الريفية الشعبية القروية من جانب آخر، وهناك من يرى أنه وبعد بضع سنوات قليلة لن يبق تراث شعبي.

ومع ذلك، فلن تكون هناك حاجة إلى عمل بحوثات ثقافية حول الفولكلور، وقد أعاد باحثو الفولكلور في نهاية الخمسينات إلى اللجوء لتفسير التعارض بين الثقافة الجماهيرية والثقافة التي تختص بالشعب، سواء كحاجة إلى الدفاع عن النفس أو نتيجة بحث جديد ورؤية جديدة لميدان الدراسة.

وبعض الباحثون يرون علاقة نفاذ وتأثير متبادل بين الثقافتين، وهي علاقة مواجهة وتنافر، فالشعب القروي يكون في نهاية الأمرفي المدن، و ويتعايش أبناؤه بدرجات مختلفة مع إيقاع الحياة في المدينة ويجاهدون من أجل الحفاظ على هويتهم الشعبية، فالمدينة في الواقع عبارة عن خليط من المجتمعات الشعبية الأصغر.

ونلاحظ أن هذه الصفة تزداد اتضاحاً مع مرور الأيام باستمرار، وذلك يكون بسبب هجرة الطبقات الوسطى للمدينة أو بعض الضواحي، كذلك ترتب على ذلك نمو عدد كبير من الفئات الخاصة والفئات النصرية أو الإقليمية لجهات معينة كذلك تلعب وسائل الاتصال الجماهيري الضخمة كالتلفزيون أو الأفلام السينمائية دوراً كبيراً في عملية الثقافة الجماهيرية.

ولعمليات التسجيالت الصوتية والإذاعة دوراً كبيراً في عملية تغطية كافة أصناف الموضوعات التي تختص بالثقافات الشعبية لتعيد إفرازها من جديد، كذلك العمل على فرضها على جمهورها الثقافي في عملية تغذية استرجاعية ثقافية مستمرة.

وبالرغم من أننا لن نصادف العناصر الأربعة التي تتمثل في العروض والإعلانات التلفزيونية في أغلب الأوقات إلى أن هذه الإعلانات تحددها نوافذ ثقافية، ولم يستطع بعض الباحثين التمكن من السيطرة على البحث في المواضيع العظمى، أو أكثر المواضيع شمولاً التي تضم أكثر من مئة نموذج التي تعتبر مواضيع ثقافية تابعة لمجموعات نظرية شاملة.

أشارت العديد من الاتجاهات إلى اتجاه الثقافة الجماهيرية في الفولكلور الذي يقدم تحديداً يهتم ببعض الموضوعات التي تتكاثر بالبحث، ونلاحظ أن تفسيرات مارشال ماك لوهان الواسعة الانتشار لثقافتنا السمعية والشفاهية الراهنة التي أزاحت ثقافة الأمس، تلك التي تقوم على الطباعة والتعليم، ارتدت بنا إلى الثقافة القبلية القديمة، كذلك هذه التفسيرات تثير بشدة اهتمام دارسي الفولكلور من أصحاب الاتجاه الجماهيري.

ولقد تمت الملاحظة في أحد الدراسات الميدانية، وقد لاحظت كيفية تكيف الأساليب الثقافة الجماهيرية الريفية القديمة التي حملوها معهم مع البيئة الحضرية الأمريكية التي يسكنون فيها، وقد أصبح الهاتف المحمول في وقتنا هذا أداة لتجميع الجماعة المستسلسلة الواحدة التي يتوزع أفرادها في أماكن متعددة ومختلفة.

كما أن الثقافة الجماهيرية لم تعد مجرد وسيلة للتواصل والاتصال، وإنما كذلك تعتبر وسيلة للأداء الثقافي، حيث تتناقل مجموعات الأفراد الذين ينتمون إلى الثقافة الجماهيرية، لتعمل على نقل مجموعات الثرثرة والتحذيرات مستخدمة في ذلك العديد من الصيغ الشفاهية المأخوذة من التراث الجماهيري الشعبي، وقد ادان بعض علماء الفولكلور الألماني وخاصة هيرمان باوزنجرالذي قام بكتابة كتب عن الثقافة الجماهيرية في العالم الصناعي، وضمن دراساته الفولكلورية لظواهر الحياة الحديثة.


شارك المقالة: