نظرية التحيز التاريخي في الأنثروبولوجيا الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


 جاءت نظرية التحيز التاريخي في الأنثروبولوجيا الاجتماعية في أوائل القرن العشرين بشكل رئيسي في الرد على التطور الأحادي.

نظرية التحيز التاريخي في الأنثروبولوجيا الاجتماعية:

كان العالم الأمريكي الأنثروبولوجي المسمى فرانز بواس، رائداً في هذه النظرية. حيث قدم بديلاً لمسألة لماذا توجد الاختلافات والتشابهات المجتمعية؟

ورأى بواس أنه يوجد عوامل كثيرة أثرت في تطور الأنثروبولوجيا في القرن العشرين منذ مئة عام. ولقد عارض بواس بشدة نظرية التطور الأحادي الخطي، والحاجة المتقدمة إلى المجال التجريبي في البحث الإثنوغرافي لشرح وفهم كل من المجتمع والثقافة في سياقاتهم التاريخية.

وبالتالي، فإن النزعة الجزئية تؤكد أن لكل مجتمع ما تنمية تاريخية خاصة. وهذا الرأي أدى إلى تطوير فكرة النسبية الثقافية.

النظرية الوظيفية في الأنثروبولوجيا الاجتماعية:

هذه النظرية هي أحد النظريات السائدة في كل من الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية وعلم الاجتماع. وتَعتبر هذه النظرية أن الثقافة وحدة متكاملة.

ويحاول هورد ودانيف هاتس شرح كيفية عمل وإنشاء العلاقات بين أجزاء المجتمع و كيف تعمل هذه الأجزاء مع بعضها البعض. وترى هذه النظرية أن المجتمع معقد نظام تعمل أجزائه معًا لتعزيز التضامن والاستقرار.

وتنص على أن حياتنا الاجتماعية تسترشد بها البنية الاجتماعية، وهي أنماط مستقرة نسبيًا للسلوك الاجتماعي. وأن جميع الهياكل الاجتماعية تساهم في تشغيل المجتمع.

ويرى العالمين الأنثروبولوجيين البريطانيين المهيمنين رادكليف براون وبرونسلاو Malinowski، أن الوظيفية تمثل شقين في هذه النظرية هما: الوظيفية الهيكلية، والتي تؤكد على تفوق المجتمع وهيكلته على الأفراد، وكيفية اختلاف عناصرها الاجتماعية ووظيفة الهيكل هي للحفاظ على النظام الاجتماعي وحالة توازن.

والوظيفية النفسية التي تشدد على احتياجات الفرد التي يجب أن يلبيها المجتمع. وكان ضعف النظرية الوظيفية هو أنها فشلت في ذلك، وكذلك فشلت في شرح لماذا المجتمعات مختلفة أو متشابهة.

والوظيفية الأنثروبولوجية افترضت أن العالم منظماً، حيث رأت عدم الاهتمام بقضايا المنافسة والصراع. وكانت النظرية كذلك غير تاريخية، وتهمل العمليات التاريخية.

وكانت هذه النظرية أيضًا غير قادرة على تفسير العلاقات الاجتماعية والتغير الثقافي، حيث رأت المجتمع على أنه مستقر و لا يتغير. وعلى الرغم من نقاط الضعف هذه، إلا أن الوظيفية أثرت على قدر كبير من البحوث التجريبية في الأنثروبولوجيا.


شارك المقالة: