حاولَ بعض العلماء الرَبط بين التفكّك الاجتماعي وبين عمليات التغير أو التحوّل أو التطوّر داخل المجتمع المتغيّر، على أساس أنَّ التغير سيتبَعه شيء من الاهتزاز في بعض ما هو موجود في المجتمع. ما لَمْ يكنْ هذا التغير محكوماً ومضبوطاً، على اعتبار أنَّ المجتمع مَبني على أُسس مُنظَّمة ومُتضمناً أدوات ووسائل ضَبطيّة “الضبط الاجتماعي” من أجل تماسكه وبقاء تنظيمه، وأي تغيير في بنائِه أو في أَحد مكونات بنائه سيؤدِّي إلى التفكك.
مفهوم التفكك الاجتماعي
يُشير مصطلح التفكّك الاجتماعي إلى معاناة الأفراد في تحقيق ذواتهم داخل التنظيم بسبب جمود أو تكلّس بعض من قِيَمه. ويَتضمّن مفهوم التفكّك الاجتماعي عدم كَفاءَة النَسق الاجتماعي وفشلِه في تحديد مراكز ومكانات الأفراد وأدوارهم الاجتماعية المترابِطة بشكل يؤدِّي إلى بلوغهم أهدافهم بصورة مُرضِيَة.
ولا يعني الوَهن والضّعف التنظيمي غياب التنظيم الاجتماعي أو زَواله. إنَّ عدم تحديد الأدوار الاجتماعية بكفاءة يؤدِّي إلى صِراعات داخل المجتمع. ينتج عنها تفكّك اجتماعي تُعاني منه الجماعات والأفراد في المجتمع.
المعايير الاجتماعية التي يحدد في ضوئها التفكك الاجتماعي
يمكن توضيح المعايير الاجتماعية التي يُحدَّد في ضوئها التفكك الاجتماعي على الشكل التالي:
1- درجة اتزان النَسق الاجتماعي: على سبيل المثال الأسرة نَسق اجتماعي والعلاقة الزوجيّة الناجحة تساعد على اتزان النَسق لأنَّ كل من الزوجين يقوم بدوره الوظيفي، وإذا حدَث خلل في أدوار أحدهما بسبب تَعدُّد الأدوار وصِراعها يَختلُّ النَسق وتَحدث المشاكل الأُسرية بسبب التقصير في الحقوق والواجبات الزوجية.
2- التفكّك في المجتمع المحلي: مثل التقصير في وظائف النَسق المُتمثِّل في فقدان تعاون الأسرة مع المدرسة والفساد السياسي وارتفاع معدَّل الجريمة والبِغاء.
3- البطالة: التي تساعد على انتشار السلوك الإجرامي والإدمان على المخدرات وغيرها من السلوكيات الشاذّة بسبّب التفرّغ وعدم شَغل أوقات الفراغ.