نظرية الطبقات الاجتماعية عند ماركس في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


نظرية الطبقات الاجتماعية عند ماركس في علم الاجتماع:

لم يكن تفسير وتوضيح المجتمع بتعابير الطبقات الاجتماعية من ابتكار ماركس، بل هناك عدد من العلماء البرجوازيين مثل آدم سميث أو ألكسي دو توكفيل، كانوا قد وافقوا إزاءه بأن المجتمع يتجزء وينقسم إلى طبقات، تعيّنها مواقع اقتصادية وكيانات قانونية ومداخيل ومواقع سلطة متنوعة، ولها منفعة متباعدة، وبعد ماركس هناك عدد من علماء الاجتماع، من ماكس فيبر وحتى فيلفردو باريتو، ومن جوزيف شمبتر حتى ريمون آرون، سيستخدمون تفسير المجتمع بتعابير الطبقات الاجتماعية.

لقد عملت انطلاقة الرأسمالية تغيراً مفاجئاً في المجتمع الإقطاعي، الذي تشيد حول ثلاث مراتب اجتماعية كبرى هي الفلاحون والارستقراطيون، ورجال الدين، ومع نمو التجارة والصناعة والمراكز الحضرية تم اكتشاف طبقتان جديدتان، أولاً البرجوازية، التي حرّكت النظام القديم واحتلت مكاناً مسيطراً، ثم البروليتاريا المكونة من حِرَفيين تجمعوا في معامل، ومن فلاحين خرجوا من الأرض وأصبحوا القوة الأساسية في المشاغل والشركات الصناعية العظمى.

لقد أتت العديد من الأبحاث التي ذكرت ظروف العمل وحياة البروليتاريا في أواسط القرن التاسع عشر، فقد وصف إنجلز رفيق ماركس، الظروف البائسة للبروليتاريا في تقرير عن حالة الطبقة الفقيرة في إنكلترا، وفي الفترة ذاتها قام الدكتور فيلرمه بتحقيق حول الحالة البدنية والأخلاقية للعمال، وبعد ذلك بقليل بدأ المهندس فريدريك لو بلي دراساته الوافية حول العمال، كل هذه التقارير تصف الشيء ذاته تقريباً، حركات العمل الفوضوية المتكررة، ساعات العمل غير الإنسانية، انتهاز الأطفال.

كان من مهام ماركس إذن بيان دينامية صراع الطبقات الأشد منه، إثباتاً على مكان الطبقات أو شرح حالتها، فهو يعين أولاً الطبقات من خلال مكانتها من ارتباطها بالإنتاج، البرجوازيون هم من يمتلكون الرأسمال والبرجوازية القليلة وهي فئة ضبابية تحتوي على مجموعة من الحرفيين والبائعيين والمشاهير والمحامين وجميع العاملين، أما البروليتاريا فهم الذين يتاجرون بقوة عملهم.

وفي حقبة ماركس كان بالاستطاعة المطابقة بصورة مهام بين مقصودي البروليتاريا والعمال، كان تسعة بالمئة من الذين يدفع لهم الأجر، لكن الذي كان يركز عليه ماركس، ليس أن يعطي شرحاً للتراتب الطبقي الاجتماعي، بل كان يريد أن يشرح ويفسر دينامية المجتمع التي تعمل، كما ينظر إلى صراع أساسي، وهو الصراع الطبقي ما بين البرجوازية والبروليتاريا، فالبرجوازية مدفوعة بتنافسها ورغبتها للكسب، ليس أمامها سوى اغتنام أكثر للبروليتاريا.


شارك المقالة: