استخدم تونييز النظرية الخطّيّة في تفسير التَّغيُّر الاجتماعي، وتقوم هذه النظرية على افتراض وجود مراحل للتَّطوّر التي تمرُّ فيها المُجتمعات البشرية.
المفاهيم النظرية التي استخدمها تونييز في تفسير التغير الاجتماعي
يستخدم فرديناند تونييز مفاهيم نظرِّية مُحدَّدة لتفسير عملية التَّغيُّر الاجتماعي أهمها:
- المُجتمع المحلي.
- المُجتمع.
- العلاقات التعاقديّة.
وهو يرى أنَّ المُجتمع الإنساني يتغيّر من مرحلة المُجتمع المحلي الذي يتميّز بالبساطة وسيادة العلاقات القرابيَّة وعلاقات الجوار القائمة على المعرفة الشخصيَّة إلى مرحلة المُجتمع الكبير الحجم الذي يتميَّز بالتعقيد والتنوّع، وسيادة العلاقات التعاقديّة القائمة على المصالح كما تُحدّدها القوانين الوضعية.
خصائص المجتمع المحلي عند تونييز
خصائص المجتمع المحلي عند تونييز هي التي تُميُّز المُجتمعات البسيطة مثل: القرابة والجيرة وتتشابهُ إلى حدٍّ ما مع الخصائص التي قدَّمها تشارلز كولي للجماعة الأوَّلية من حيث صِغَرالحجم، وقيامها على المعرفة الوثيقة، والارتباط العاطفي بين هذه الجماعات، إضافةً إلى تأثيراتها العميقة على شخصيات الأعضاء فيها.
خصائص المجتمع الكبير عند تونييز
خصائص المجتمع الكبير عند تونييز “والذي يتميَّز بِكِبَرِ الحجم، وتنوُّع الجماعات البشرية في أصولها ومنابتها وثقافاتها، وقيام العلاقات الاجتماعية فيهِ على التعاقُديّة الرسميّة” وتتشابهُ إلى حدٍّ كبير مع الخصائص التي قدّمها تشارلز كولي للجماعة الثانوية من حيث قيامها على المصالح المُتبادلة، وضعف تأثيرها على شخصيات الأعضاء فيها.
خلاصة نظرية فرديناند تونييز في التغير الاجتماعي
يمكن القول أنَّ المُجتمع المحلي هو مجتمع الجماعات الأوَّلية، أمَّا المجتمع فهو مجتمع الجماعات الثانوية. ويُشير تونييز في تحليلهِ هذا للانتقال والتَّحوُّل في المجتمع الأوروبي من مرحلة البساطة إلى مرحلة التعقيد، أو من مرحلة الإقطاع إلى مرحلة الرأسمالية الحديثة.
وهو يحمل كثيراً من الشوق العاطفي؛ لِبساطة المُجتمعات المحليّة ويُعبّر عن مدى مُعاناة الإنسان الأوروبي الحديث في بداية نشوء المجتمع الحضري الصناعي الحديث ، نتيجة فُقدانهِ الروابط العاطفيّة الحميمة القرابة والجيرة.
وهي مُعاناة لم تستمرَّ طويلاً ، إذ سُرعان ما اعتاد الإنسان الغربي على بيئة المدينة، وبيئة المصنع بما فيهما من تنوّع، وإثارة، كما ظهرت جماعات جديدة هي الجماعات الاختياريّة أغنتهُ عن الأقارب وجماعات الجيرة القديمة. وخلاصة القول إن المُجتمع يتغيّر من المُجتمع المحلي البسيط إلى المجتمع الكبير المُعقّد.
أبرز ما تضمنه نظرية فرديناند تونييز
في علم الاجتماع، يعد فرديناند تونييز واحدًا من أهم المفكرين الذين ساهموا في فهم التغير الاجتماعي وتفاعلاته. وُلد تونييز في عام 1857 وتوفي في عام 1917، وكان عالم اجتماع وفيلسوفًا فرنسيًا. تأثرت أفكاره بالتاريخ والفلسفة، وقدم نظرياته حول تطوير المجتمع والتغيرات فيه.
1. الهيكل والوظيفة: تركز نظرية تونييز على الفهم العميق للهيكل والوظيفة في المجتمع. يقوم بدراسة كيفية تطور هياكل المجتمع وكيف تؤدي وظائفها إلى التغير على مر الزمن.
2. التغير التاريخي: تقدم نظرية تونييز فهمًا لتطور المجتمع عبر المراحل التاريخية، حيث تعكس هذه المراحل تغيرات هيكلية ووظيفية تأتي نتيجة لتحولات اقتصادية وتكنولوجية واجتماعية.
3. الطبقات الاجتماعية: تؤكد نظرية تونييز على دور الطبقات الاجتماعية في تحديد الديناميات الاجتماعية. يعتبر فهم التفاوتات بين الطبقات الاقتصادية والاجتماعية أساسيًا لفهم تشكيل المجتمع.
4. التضامن الاجتماعي: يؤكد تونييز على أهمية التضامن الاجتماعي في استقرار المجتمع وتطويره. يعتبر التضامن ناتجًا من التبادل الاجتماعي والتفاعل بين أفراد المجتمع.
5. التغير والتكنولوجيا: يربط تونييز بين التغير الاجتماعي والتقدم التكنولوجي، حيث يعتبر التطور التكنولوجي محفزًا لتغيرات هيكل المجتمع ووظائفه. في الختام، تقدم نظرية فرديناند تونييز رؤية شاملة لتحليل التغير الاجتماعي من خلال النظر إلى الهيكل والوظيفة، والتطور التاريخي، ودور الطبقات الاجتماعية، والتضامن الاجتماعي، وتأثير التكنولوجيا.