يعتبر الإمبراطور ال 15 لروسيا أباه القيصر بولس الأول ابن القيصر بيتر الثالث تلقى تعليمه في الهندسة العسكرية وأصبح قائد البريد الرئيسي لمهندس الجيش ثم أصبح قائد فرقة الحرس الأول، حيث تولى الإمبراطورية بعد موت أخاه القيصر ألكسندر الأول وتنازل أخاه الدوق الأكبر قسطنطين وكان أول عمل له كإمبراطور هو إعدام المشاركين في ثورة الديسمبريين.
لمحة عن نيكولاي الأول إمبراطور روسيا
شهد عهده هيمنة الملكية المطلقة في المجالين العسكري والمدني وبيروقراطية غير مسبوقة ومركزية وقمعاً شديداً لليبراليين، حيث كانت طموحاته التوسعية تجاه الغرب وسعيه لتفكيك الإمبراطورية العثمانية سبباً في اندلاع حرب القرم سنة 1853 التي أدت إلى هزيمة روسيا أمام تحالف دول أوروبا الغربية والإمبراطورية العثمانية، حيث يظن البعض أنه قتل نفسه بسبب هذه الحرب ومات متأثراً بالتسمم بعد أخبار هزيمة الجيش الروسي وخلفه ابنه القيصر ألكسندر الثاني.
حرم القيصر نيكولاي عدة مناطق من الحكم الذاتي المحلي وتم إلغاء استقلال بيسارابيا في سنة 1828 وبولندا في سنة 1830 وتم حل منظمة قاهل اليهودية في سنة 1843، حيث كاستثناء فقد سمح لفنلندا بالحفاظ على استقلاليتها جزئياً لمساعدة الجنود الفنلنديين المخلصين في سحق ثورة نوفمبر في بولندا.
في سنة 1833 وضع وزير التربية الوطنية سيرجي برنامج “الحكم الذاتي الأرثوذكسي والقومي” كمبدأ إرشادي للنظام، حيث تكمن وراء سياسة رجعية قائمة على الأرثوذكسية في الدين والحكم المطلق في الحكومة والدور التأسيسي للدولة في القومية الروسية وحقوق المواطنين المتساوية لجميع سكان روسيا باستثناء اليهود.
كان على الناس أن يظهروا ولائهم لسلطة القيصر المطلقة ولتقاليد الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وللغة الروسية، حيث أدت نتائج هذه المبادئ إلى ارتفاع قمع كافة الطبقات والرقابة المفرطة والاستيلاء على المثقفين المستقلين واضطهاد اللغات غير الروسية والأديان غير الأرثوذكسية.
لم يكن نيكولاي يحب القنانة وكان لديه فكرة إلغائها في روسيا لكنه رفض ذلك لأسباب تتعلق بالحكومة وكان يخشى الطبقة الارستقراطية ويعتقد أنهم يمكن أن ينقلبوا عليه إذا ألغى القنانة، لكنه بذل بعض الجهود لتحسين ظروف عبيد التاج (العبيد المملوكين للحكومة) وأثناء فترة حكمه حاول زيادة سيطرته على ملاك الأراضي والجماعات الأخرى المؤثرة في روسيا.
