أن ينقطع الطمث “ما هو إلا حالة طبيعية وعادية تمثل نهاية الدورة التناسلية للمرأة، فهو ينطوي على الكثير من التغيرات التي يمر بها جسم المرأة قبل أو بعد توقف الحيض مباشرة”، وانقطاع الدورة يصيب كل أنثى يتراوح عمرها بين الأربعين والخمسين سنة، ومع ذلك في حالات أخرى، وفي ظل وجود بعض الظروف الصحية قد تتعرض المرأة لهذه الظاهرة الطبيعية فى وقت مبكر جدًا ومهما كان العمر، تجد الكثيرات صعوبة فى قبول هذه التغييرات الفسيولوجية التي تأتي مع عدد قليل من التغييرات النفسية المحيرة.
خرافات سن الأمل – الأربعين:
يحدث انقطاع الطمث وفقًا للدراسات الطبية “لأن كل أنثى تولد بعدد محدود من البويضات التي تُخزّن فى المبايض، ويحدث انقطاع الطمث عندما لا تطلق المبايض البويضات”، ومن الممكن أن يحدث فى أي وقت بعد عمر الأربعين، وإذا حدث الانقطاع في حالات قليلة قبل ذلك، فإنه يسمى “انقطاع الطمث المبكر”، وعلى الرغم من توفر الكثير من المعلومات، غير أن هناك خرافات ترتبط بانقطاع الطمث تحتاج إلى توضيح.
خرافة انقطاع الطمث يحدث فجأة:
أما الحقيقة وراء ذلك أنه لا يحدث فجأة، ذلك أنه عملية تحدث بالتدريج وتستغرق مرات عدة، فقد تعتقد المرأة أن دورتها الشهرية عادت فجأة إذا نزفت بعد ستة أشهر، في الحقيقة أنها لا تزال فى مرحلة انقطاع الطمث وانقطاع الطمث لم يحدث بشكل تام، غير أنه يحدث بشكل كامل بعد اثني عشر شهرًا من آخر دورة شهرية للمرأة.
خرافة أن انقطاع الطمث يأخذ خطر الحمل:
الحقيقة أن هذا الأمر صحيح بشكل جزئي، إذ أنه أثناء فترة انقطاع الطمث قد تكون المرأة معرضة لخطر الحمل، لأنه قد تحدث هناك فترات قبل وصول المرأة إلى سن اليأس بشكل تام؛ وذلك أنها تستمر فى الإباضة وإنتاج الهرمونات.
خرافة أن انقطاع الطمث ليس له أعراض:
أما الحقيقة أن انقطاع الطمث يوجد له أعراض، لذا تعرف معظم النساء متى يكن على وشك الاقتراب من سن اليأس أم لا.
خرافة أن الأربعين بداية الشيخوخة:
عمر الأربعين هي عمر “القيادة الفكرية والعاطفية”، وما يقال “أن أزمة منتصف العمر ما هي إلا خرافات ومعتقدات بالية وتعقيدات شائعة”، أما الحقيقة أن الحياة تبدأ بعد الأربعين وهي مقولة أكيدة وصحيحة، وعلى الرغم من ذلك نجد أن بعض النساء يخشين هذا العمر، ويعتبرنه خريف العمر، ومع هذا السن يذهب ربيع الحياة، وكثيرات يتمنين أن يظل الزمن متوقفًا في مكانه ليبقين شابات يتمتعن بالصحة والعافية، وهذا أمر مستحيل، والحقيقة أن الصحة لا ارتباط لها بالعمر، بشكل خاص وأن التقدم في العمر لا يبدأ فجأة.
يقول أحد أساتذة الطب النفسي: “إن سن الأربعين هي السن التي يكون فيها المرء أكثر نضوجًا، وأكثر إدراكًا لما يجري حوله، وكثير من الناس يظلمون هذه المرحلة من العمر ويتوهمون أنها بداية سن الشيخوخة، بشكل خاص أن الكثيرين في هذه السن يعانون من الأمراض والكسل والخمول، وكما أنهم يبتعدون عن جميع الأنشطة، وهم لا يعلمون أن هذه السن ما هي إلا السن التي يجني فيه الإنسان ثمرة ما تعوّد عليه في الصغر”، وفي مرحلة الأربعين تصبح الأفكار أكثر وضوحًا، وكما أنها مرحلة اختزان التجارب وتحديد مسارات الحياة وفيها يكون المرء قد اكتسب لنفسه الوسيلة التي تحقق له النجاح والأمن والسعادة.
يقول بعض أطباء النسائية والتوليد إن ما يطلق عليه “أزمة منتصف العمر”، أو سن التغير التي يُطلق عليها اسم “سن اليأس” خطأ، ما هي إلا خرافة بالية، وقد تتخذ الحياة الزوجية في تلك الفترة اتجاهًا نحو العنف والحدّة في بعض الأحيان، والعامل الهرموني له دور في هذه التغيرات، وكذلك العامل النفسي الذي يرتبط بالمعتقدات الخاطئة يجعل المرأة تنسى أنها تشهد في الأربعين نضج أفكارها وشعورها بأهميتها في الحياة.
إن العامل النفسي الذي يرتبط بالمعتقدات الخاطئة له حظّ وافر، إذ أنه في هذه المرحلة تحدث الكثير من التغيرات على المزاج العام، كالتقلبات النفسية المصحوبة باكتئاب عام، وكما أن سنوات العمر ترسم تلك الخطوط على الوجه، ويغزو الشعر الأبيض الرأس، وهنا تشعر بعض النساء بأن عمرهن الافتراضي قد انتهى، وتنسى الواحدة منهن أن المرأة تشهد في سن الأربعين تبلور ونضج أفكارها وشعورها بأهميتها في الحياة، وأن بلوغها تلك السن لا يؤثر على أنوثتها، ولا يقلل من جمالها وعطائها، فقيمة المرأة كإنسانة لا تحدده حالات الحمل والولادة وحدها.
لعل النظرة السلبية للأنثى في سن الأربعين لا توجد عند الغرب، بالمقابل نجد هذه النظرة التشاؤمية في المجتمع الشرقي، إذ تحاصر المرأة وتظلمها، أمّا في الغرب فنجد المرأة تهيئ وتعدّ نفسها لاجتياز ذلك السن بأمان، ووفق الدراسات الطبية إن أهم مرض قد يُصاب به المرء في مرحلة ما بعد سن الأربعين هو السكر، وكي يستمتع الإنسان بعد الأربعين يلزم من الشخص أن يتوخى الاعتدال في كل شيء، بشكل خاص في التغذية، فعلى سبيل المثال مرض تصلب الشرايين قد يكون بداية لما مارسه الإنسان من كثرة تناول المواد الدهنية.
يشدد أخصائيو التغذية والأطباء على أهمية أن يمارس المرء الرياضة البدنية؛ لأنها تعمل على زيادة كفاءة القلب والدورة الدموية لتهب الإنسان حياة أفضل عندما يتقدم في العمر، كما أن الابتعاد عن الانفعالات النفسية له أهمية كبيرة لتقليل نسبة تدمير أنسجة الجسم.