لقد وجدت الخرافة منذ القدم منذ أن ولدت البشرية، وكانت حاضرة في كل حقبة من حقب التاريخ، وهي تنتشر وتشيع مع الجهل وتسود وتعمّ مع المصائب والكوارث الخانقة، وتتحول إلى ملجأ للمرتعبين الوجلين وملاذًا للخائفين، ولا شك أنها تشارك في بث الهدوء في نفوس بعض الأفراد وتزيل شيئًا من خوف الإنسان الذي يؤمن بها الدائم مما يخبئه له الغيب.
الخرافات لا تقي من الوباء والكوارث:
تتنوع الخرافات في عصرنا الحاضر وتختلف في صورها وطبيعتها، وذلك وفق الكثير من المتغيرات، فهناك الخرافة الدينية والخرافة الصحية والخرافة السياسية وكذلك الاقتصادية، إلى آخره من الخرافات المستجدة أو القديمة، وتعتبر الخرافة في غاية الخطورة على تفكير وعقل البشر؛ ذلك أنها تهبه مشاعر مزيفة ووهمية بالأمان، وتبعده عن عمل ما يجب عمله.
نجد أن الخرافات انتشرت بين الأفراد انتشار النيران في الهشيم، ولا بد أن نعرف ونعي أن لكل دينٍ أو فلسفة أو ثقافة خرافاتها المختصة بها، وإن كانت بعض الخرافات تمر بشكل عابر لكل هذه الاختلافات، ولكن يتم تحويرها وتعديلها حتى تتواءم مع كل ثقافة، بحسب طبيعتها وخطابها. وقوة تفشي الخرافة دليل على حاجة نفسية لدى الإنسان لا علاقة لها بعلمه أو عقله.