بقي النقاش مستمراً ﻷعوام حول استخدام كلمة “إدارة” للتعبير عن عملية اﻹشراف على المتطوعين.
هل يحتاج المتطوعون إلى إدارة؟
لقد خشي البعض من أنْ يؤدي تطبيق التقنيات اﻹدارية، إلى التقليل من حرية المتطوعين وتلقائيتهم، حيث كان رأي البعض اﻵخر، أنَّ كلمة إدارة ليست للبشر، فأنت لا تدير الناس، وإنَّما هي كلمة تستخدم للبرامج أو المعدات أو الموارد الأخرى، وكان ذلك سبباً في تفضيل المواطنين لاستخدام مسمى “منظّم المتطوعين” لمدة بعيدة.
ولكن مفهوم “منظم المتطوعين” لا يغطي في كثير من اﻷوقات من الواجبات الكثيرة والمهارات المكلفة ﻹدارة البرامج التطوعية،حيث كان اللجوء إلى استخدام مسمى “مدير برنامج التطوع” في الكثير من المؤسسات، لذلك ينبغي علينا أن نأخذ في اعتبارنا، أن ما يهم مناقشته ليس فقط مفهوم “إدارة”، وإنَّما منهج اﻹدارة نفسها.
إنَّ بعض المتطوعين سوف يتخلون عن المؤسسات التي تفشل في تهيئة الجو الذي يناسبهم، فالعديد من المتطوعين على مستوى عالي من التعلم والخبرة، لديهم معرفة كبيرة ينتفعون بها في موقعهم التطوعي، ويتأملون أن تزوّدهم المؤسسات بالمرافق الضرورية والدعم، والتدريب على العمل عند الضرورة، ولا يرغبون أن يتم تجاهلهم أو يتقيدوا بالقوانين التنظيمية، ويتأملون ويرغبون أن تتم الاستفادة من أفكارهم ومهاراتهم وخبراتهم إلى أقصى حدّ ممكن، وأن يكونوا جزءاً من عملية التصميم وصنع القرار في بيئتهم، بكفاءة، ومساندة ﻷفرادها.