وفاة أبو أيوب الأنصاري الخزرجي في حصار القسطنطينية

اقرأ في هذا المقال


التعريف بأبو أيوب الأنصاري الخزرجي:

هو خالد بن زيد بن كليب، أبو أيوب الأنصاري الخزرجي، كان قد شهد غزوة بدر والعقبة والمشاهد جميعها، كما شهد قتال الخوارج مع الخليفة علي بن أبي طالب، وعندما قدم رسول الله صلَّ الله عليه وسلم إلى المدينة نزل في بيته، فبقي عنده شهراً حتى تمَّ بناء المسجد ومساكنه حوله وانتقل إليها.
ذهب أبو أيوب الأنصاري إلى عبد الله بن عباس عندما كان والياً على البصرة في عهد علي بن أبي طالب، وقال: لأجزينك على إنزالك النبي صلَّ الله عليه وسلم عندك، فوصله بكل ما في المنزل فبلغ ذلك أربعون ألفاً، كما أن أبو أيوب قال لزوجته عندما قالت له: أما تسمع ما يقوله الناس في عائشة؟ فقال لها: أكنت فاعلةً ذلك يا أم أيوب؟ فقالت: لا والله: فقال: والله لهي خير منكِ.
كما أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم قد آخى بين أبو أيوب الأنصاري ومصعب بن عمير، وكان مصعباً صاحب الفتح السلميّ الكبير في المدينة المنورة، وكانت وفاته في بلاد الروم قريب من القسطنطينية، وكان حينها في جيش يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وجاء في رواية: أن أغزى أبو أيوب الأنصاري ومرض، فقال: إذا مِتُّ فاحملوني، فإذا صاففتم العدو فارموني تحت أقدامك، وسأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: مَنْ ماتَ لا يُشرِك بالله شيئاً دخل الجنة.
تم دفن أبي أيوب الأنصاري عند سور القسطنطينية، وقالت الروم لمن دفنه: يا معشر العرب قد كان لكم الليلة شأن، قالوا: مات رجل من أكابر أصحاب نبينا، والله لئن نُبِش لأُضرِبَ بناقوس في بلاد العرب.
وبعد أن أتى عهد الدولة العثمانية وفتح القسطنطينية، أصبحت مكانة أبي أيوب الأنصاري عالية في ثقافة العثمانيين؛ فقد كان للسلاطين العثمانيون يوم يتربعون على الملك يقيمون حفلاً في مسجد أبي أيوب، وكان لهم سيفاً يتقلدونه رمزاً للسلطة، وكان له عند الترك مكانة خاصة؛ إذ ينظرون على أنه ولي الله الذي استضاف النبي صلَّ الله عليه وسلم عنده، وكان معيناً له وقت شدته، كما كانت مكانته مرموقة عند المجاهدين؛ حيث اعتبروا ضيافته لنبينا الحبيب وجهاده في سبيل الله أعظم مناقبه وآثاره.
وكانت وصية أبي أيوب الأنصاري بأن يُدفن بأقصى نقطة في أرض البيزنطيين دلالةً على أنه كان متعلقاً بالجهاد، وكان يريد التوغل في أراضيهم حيّاً أو ميتاً، ولم يكن يكفيه ما حققه في حياته فتمنى أن يحصل على المزيد حتى بعد وفاته.


شارك المقالة: